[الزخرف : 50] فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ
50 - (فلما كشفنا) بدعاء موسى (عنهم العذاب إذا هم ينكثون) ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم
وقوله : " فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون " يقول تعالى ذكره : فلما رفعنا عنهم العذاب الذي أنزلنا بهم ، الذي وعدوا أنهم إن كشف عنهم اهتدوا لسبيل الحق ، إذا هم بعد كشفنا ذلك عنهم ينكثون العهد الذي عاهدونا : يقول : يغدرون ويصرون على ضلالهم ، ويتمادون في غيهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " إذا هم ينكثون " : أي يغدرون .
قوله تعالى : " فلما كشفنا عنهم العذاب " أي فدعا فكشفنا ، " إذا هم ينكثون " أي ينقضون العهد الذي جعلوه على أنفسهم فلم يؤمنوا ، وقيل : قولهم (( إننا لمهتدون )) إخبار منهم عن أنفسهم بالإيمان ، فلما كشف عنهم العذاب ارتدوا .
يقول تعالى مخبراً عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه ابتعثه إلى فرعون وملئه من الأمراء والوزراء والقادة والأتباع والرعايا من القبط وبني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له, وينهاهم عن عبادة ما سواه, وأنه بعث معه آيات عظاماً كيده وعصاه, وما أرسل معه من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم, ومن نقص الزروع والأنفس والثمرات, ومع هذا كله استكبروا عن اتباعها والانقياد لها, وكذبوها وسخروا منها وضحكوا ممن جاءهم بها " وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها " ومع هذا ما رجعوا عن غيهم وضلالهم, وجهلهم وخبالهم وكلما جاءتهم آية من هذه الايات يضرعون إلى موسى عليه الصلاة والسلام ويتلطفون له في العبارة بقولهم: "يا أيها الساحر" أي العالم, قاله ابن جرير, وكان علماء زمانهم هم السحرة. ولم يكن السحر في زمانهم مذموماً عندهم فليس هذا منهم على سبيل الانتقاص منهم لأن الحال حال ضرورة منهم إليه لا تناسب ذلك, وإنما هو تعظيم في زعمهم, ففي كل مرة يعدون موسى عليه السلام إن كشف عنهم هذا أن يؤمنوا به ويرسلوا معه بني إسرائيل وفي كل مرة ينكثون ما عاهدوا عليه, وهذا كقوله تبارك وتعالى: " فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين * ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل * فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ".
50- "فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون" في الكلام حذف، والتقدير: فدعا موسى ربه فكشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون في الكلام حذف، والتقدير: فدعا موسى ربه فكشف عنهم العذاب فلما كشف عنهم العذاب فاجئوا وقت نكثهم للعهد الذي جعلوه على أنفسهم من الاهتداء، والنكث: النقض.
50. " فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون "، ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم.
50-" فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون " فاجئوا نكث عهدهم بالاهتداء .
50. But when We eased them of the torment, behold! they broke their word.
50 - But when We removed the Penalty from them, behold, they broke their word.