[غافر : 68] هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
68 - (هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا) أراد ايجاد شيء (فإنما يقول له كن فيكون) بضم النون وفتحها بتقدير أن أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا محمد " هو الذي يحيي ويميت " يقول قل لهم : ومن صفته جل ثناؤه أنه هو الذي يحيي من يشاء بعد مماته ، ويميت من يشاء من الأحياء بعد حياته < وإذا قضى أمراً > يقول : وإذا قضى كون أمر من الأمور التي يريد تكوينها " فإنما يقول له كن " يعني للذي يريد تكوينه كن ، فيكون ما أراد تكوينه موجوداً بغير معاناة ، ولا كلفة مؤنة .
قوله تعالى : " هو الذي يحيي ويميت " زاد في التنبيه أي هو الذي يقدر على الإحياء والإماتة . " فإذا قضى أمرا" أي أراد فعله قال : " له كن فيكون " ونصب ( فيكون ) ابن عامر على جواب الأمر . وقد مضى في (البقرة ) القول فيه .
يقول تبارك وتعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين إن الله عز وجل ينهى أن يعبد أحد سواه من الأصنام والأنداد والأوثان وقد بين تبارك وتعالى أنه لا يستحق العبادة أحد سواه في قوله جلت عظمته: "هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً" أي هو الذي يقلبكم في هذه الأطوار كلها وحده لا شريك له وعن أمره وتدبيره وتقديره يكون ذلك "ومنكم من يتوفى من قبل" أي من قبل أن يوجد ويخرج إلى هذا العالم بل تسقطه أمه سقطاً ومنهم من يتوفى صغيراً وشاباً وكهلاً قبل الشيخوخة كقوله تعالى: "لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى" وقال عز وجل ههنا: "ولتبلغوا أجلاً مسمى ولعلكم تعقلون" قال ابن جريج تتذكرون البعث ثم قال تعالى: "هو الذي يحيي ويميت" أي هو المتفرد بذلك لا يقدر على ذلك أحد سواه "فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون" أي لا يخالف ولا يمانع بل ما شاء كان لا محالة.
68- "هو الذي يحيي ويميت" أي يقدر على الإحياء والإماتة "فإذا قضى أمراً" من الأمور التي يريدها "فإنما يقول له كن فيكون" من غير توقف، وهو تمثيل لتأثير قدرته في المقدورات عند تعلق إرادته بها، وقد تقدم تحقيق معناه في البقرة وفيما بعدها.
68. " هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون "
68-" هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمراً " فإذا أراده . " فإنما يقول له كن فيكون " فلا يحتاج في تكوينه إلى عدة وتجشم كلفة ، والفاء الأولى للدلالة على أن ذلك نتيجة ما سبق من حيث أنه يقتضي قدرة ذاتية غير متوقفة على العدد والمواد .
68. He it is who quickeneth and giveth death. When He ordaineth a thing, He saith unto it only: Be! and it is.
68 - It is He who gives Life and Death; and when He Decides upon an affair, He says to it, Be, and it is.