[الزمر : 51] فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاء سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ
51 - (فأصابهم سيئات ما كسبوا) جزاؤها (والذين ظلموا من هؤلاء) قريش (سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين) بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم
وقوله : " فأصابهم سيئات ما كسبوا " يقول : فأصاب الذين قالوا هذه المقالة من الأمم الخالية ، وبال سيئات ما كسبوا من الأعمال ، فعوجلوا بالخزي في دار الدنيا ، وذلك كقارون الذي قال حين بعث : إنما أوتيته على علم عندي ، فخسف الله به " وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين " [ القصص : 81 ] يقول الله جل ثناؤه : " والذين ظلموا من هؤلاء " يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : الذين كفروا بالله يا محمد من قومك ، وظلموا أنفسهم وقالوا هذه المقالة سيصيبهم أيضاً وبال " سيئات ما كسبوا " كما أصاب الذين من قبلهم بقيلهموها " وما هم بمعجزين " يقول : وما يفوتون ربهم ولا يسبقونه هرباً في الأرض من عذابه إذا نزل بهم ، ولكنه يصيبهم " سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً " [ الأحزاب : 62 ] ففعل ذلك بهم فأحل بهم خزيه في عاجل الدنيا فقتلهم بالسيف يوم بدر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي " قد قالها الذين من قبلهم " الأمم الماضية " والذين ظلموا " من هؤلاء ، قال : من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى : " فأصابهم سيئات ما كسبوا " أي جزاء سيئات أعمالهم . وقد يسمى حزاء السيئة سيئة . " والذين ظلموا " أي أشركوا " من هؤلاء " الأمة " سيصيبهم سيئات ما كسبوا " أي بالرجوع والسيف . " وما هم بمعجزين " أي فائتين الله ولا سابقيه . وقد تقدم .
يقول تبارك وتعالى مخبراً عن الإنسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله عز وجل وينيب إليه ويدعوه وإذا خوله نعمة منه بغى وطغى وقال "إنما أوتيته على علم" أي لما يعلم الله تعالى من استحقاقي له ولولا أني عند الله خصيص لما خولني هذا, قال قتادة على علم عندي على خبر عندي قال الله عز وجل: "بل هي فتنة" أي ليس الأمر كما زعم بل إنما أنعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه أيطيع أم يعصي مع علمنا المتقدم بذلك فهي فتنة أي اختبار "ولكن أكثرهم لا يعلمون" فلهذا يقولون ما يقولون ويدعون ما يدعون "قد قالها الذين من قبلهم" أي قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزعم وادعى هذه الدعوى كثير ممن سلف من الأمم "فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" أي فما صح قولهم ولا منعهم جمعهم وما كانوا يكسبون "فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء" أي من المخاطبين "سيصيبهم سيئات ما كسبوا" أي كما أصاب أولئك "وما هم بمعجزين" كما قال تبارك وتعالى مخبراً عن قارون أنه قال له قومه " لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون " وقال تعالى: "وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين" وقوله تبارك وتعالى: " أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " أي يوسعه على قوم ويضيقه على آخرين " إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون " أي لعبراً وحججاً.
51- "فأصابهم سيئات ما كسبوا" أي جزاء سيئات كسبهم، أو أصابهم سيئات هي جزاء كسبهم، وسمي الجزاء سيئات لوقوعها في مقابلة سيئاتهم، فيكون ذلك من باب المشاكلة كقوله: "وجزاء سيئة سيئة مثلها"، ثم أوعد سبحانه الكفار في عصره فقال: "والذين ظلموا من هؤلاء" الموجودين من الكفار "سيصيبهم سيئات ما كسبوا" كما أصاب من قبلهم، وقد أصابهم في الدنيا ما أصابهم من القحط والقتل والأسر والقهر "وما هم بمعجزين" أي يفائتين على الله بل مرجعهم إليه يصنع بهم ما شاء من العقوبة.
51. " فأصابهم سيئات ما كسبوا "، أي: جزاؤها يعني العذاب. ثم أوعد كفار مكة فقال: " والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين "، بفائتين لأن مرجعهم إلى الله عز وجل.
51-" فأصابهم سيئات ما كسبوا " جزاء سيئات أعمالهم أو جزاء أعمالهم ، وسماه سيئة لأنه في مقابلة أعمالهم السيئة رمزاً إلى أن جميع أعمالهم كذلك " والذين ظلموا " بالعتو " من هؤلاء " المشركين و " من " للبيان أو للتبعيض " سيصيبهم سيئات ما كسبوا " كما أصاب أولئك ، وقد أصابهم فأنهم قحطوا سبع سنين وقتل ببدر صناديدهم " وما هم بمعجزين " بفائتين .
51. But the evils that they earned smote them; and such of these as do wrong, the evils that they earn will smite them; they cannot escape.
51 - Nay, the evil results of their deeds overtook them. And the wrong doers of this (generation) the evil results of their deeds will soon overtake them (too), and they will never be able to frustrate (Our Plan).