[الزمر : 44] قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
- (قل لله الشفاعة جميعا) أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه (له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون)
" قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون " .
قوله تعالى : " قل لله الشفاعة جميعا " نص في أن الشفاعة لله وحده كما قال " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " [البقرة : 255] فلا شافع إلا من شفاعته " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " [الأنبياء : 28] ( جميعاً ) نصب على الحال . فإن قيل : ( جميعاً ) إنما يكون للاثنين فصاعداً والشفاعة واحدة . فالجواب أن الشفاعة مصدر والمصدر يؤدي عن الاثنين والجميع " له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون " .
يقول تعالى ذاماً للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله وهم الأصنام والأنداد التي اتخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليل ولا برهان حداهم على ذلك وهي لا تملك شيئاً من الأمر بل وليس لها عقل تعقل به ولا سمع تسمع به ولا بصر تبصر به بل هي جمادات أسوأ من الحيوان بكثير, ثم قال: قل أي يا محمد لهؤلاء الزاعمين أن ما اتخذوه من شفعاء لهم عند الله تعالى أخبرهم أن الشفاعة لا تنفع عند الله إلا لمن ارتضاه وأذن له فمرجعها كلها إليه "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" "له ملك السموات والأرض" أي هو المتصرف في جميع ذلك "ثم إليه ترجعون" أي يوم القيامة فيحكم بينكم بعدله ويجزي كلاً بعمله, ثم قال تعالى ذاماً للمشركين أيضاً: "وإذا ذكر الله وحده" أي إذا قيل لا إله إلا الله وحده " اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة " قال مجاهد اشمأزت انقبضت وقال السدي نفرت وقال قتادة كفرت واستكبرت وقال مالك عن زيد بن أسلم استكبرت كما قال تعالى: "إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون" أي عن المتابعة والانقياد لها فقلوبهم لا تقبل الخير ومن لم يقبل الخير يقبل الشر ولذلك قال تبارك تعالى: "وإذا ذكر الذين من دونه" أي من الأصنام والأنداد قال مجاهد "إذا هم يستبشرون" أي يفرحون ويسرون.
ثم أمره سبحانه بأن يخبرهم أن الشفاعة لله وحده فقال: 44- "قل لله الشفاعة جميعاً" فليس لأحد منها شيء إلا أن يكون بإذنه لمن ارتضى، كما في قوله: "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" وقوله: "ولا يشفعون إلا لمن ارتضى" وانتصاب جميعاً على الحال، وإنما أكد الشفاعة بما يؤكد به الاثنان فصاعداً لأنها مصدر يطلق على الواحد والاثنين والجماعة ثم وصفه بسعة الملك فقال: "له ملك السموات والأرض" أي يملكهما ويملك ما فيهما ويتصرف في ذلك كيف يشاء ويفعل ما يريد "ثم إليه ترجعون" لا إلى غيره، وذلك بعد البعث.
44. " قل لله الشفاعة جميعاً "، قال مجاهد : لا يشفع أحد إلا بإذنه، " له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون "
44-" قل لله الشفاعة جميعاً " لعله رد لما عسى يجيبون به وهو أن الشفعاء أشخاص مقربون هي تماثيلهم ، والمعنى أنه مالك الشفاعة كلها لا يستطيع أحد شفاعة إلا بإذنه ورضاه ولا يستقل بها ثم قرر ذلك : " له ملك السموات والأرض " فإنه مالك الملك كله لا يملك أحد أن يتكلم في أمره دون إذنه ورضاه " ثم إليه ترجعون " يوم القيامة فيكون الملك له أيضاً حينئذ .
44. Say: Unto Allah belongeth all intercession. His is the Sovereignty of the heavens and the earth. And afterward unto Him ye will be brought back.
44 - Say: To God belongs exclusively (the right to grant) Intercession: to Him belongs the dominion of the heavens and the earth: in the End, it is to Him that ye shall be brought back.