[الزمر : 34] لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ
34 - (لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين) لأنفسهم بإيمانهم
وقوله : "لهم ما يشاؤون عند ربهم" يقول تعالى ذكره : لهم عند ربهم يوم القيامة ، ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذه أعينهم " ذلك جزاء المحسنين " يقول تعالى ذكره : هذا الذي لهم عند ربهم ، جزاء من أحسن في الدنيا فأطاع الله فيها ، وأتمر لأمره ، وانتهى عما نهاه فيها عنه .
قوله تعالى : " لهم ما يشاؤون عند ربهم " أي من النعيم في الجنة ، كما يقال : لك إكرام عندي ، أي ينالك مني ذلك " ذلك جزاء المحسنين " الثناء في الدنيا والثواب في الآخرة .
يقول عز وجل مخاطباً المشركين الذين افتروا على الله وجعلوا معه آلهة أخرى وادعوا أن الملائكة بنات الله وجعلوا لله ولداً تعالى عن قولهم علواً كبيراً, ومع هذا كذبوا بالحق إذ جاءهم على ألسنة رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولهذا قال عز وجل: "فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه" أي لا أحد أظلم من هذا لأنه جمع بين طرفي الباطل كذب على الله وكذب رسول الله قالوا الباطل وردوا الحق ولهذا قال جلت عظمته متوعداً لهم: " أليس في جهنم مثوى للكافرين " وهم الجاحدون المكذبون. ثم قال جل وعلا: "والذي جاء بالصدق وصدق به" قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد: الذي جاء بالصدق هو الرسول صلى الله عليه وسلم وقال السدي: هو جبريل عليه السلام "وصدق به" يعني محمداً صلى الله عليه وسلم وقال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما "والذي جاء بالصدق" قال: من جاء بلا إله إلا الله "وصدق به" يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ الربيع بن أنس " والذي جاء بالصدق " يعني الأنبياء " وصدق به " يعني الأتباع. وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد "والذي جاء بالصدق وصدق به" قال: أصحاب القرآن المؤمنون يجيئون يوم القيامة فيقولون هذا ما أعطيتمونا فعملنا فيه بما أمرتمونا. وهذا القول عن مجاهد يشمل كل المؤمنين فإن المؤمنين يقولون الحق ويعملون به والرسول صلى الله عليه وسلم أولى الناس بالدخول في هذه الاية على هذا التفسير فإنه جاء بالصدق وصدق المرسلين وآمن بما أنزل إليه من ربه والؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "والذي جاء بالصدق" هو رسول الله صلى الله عليه وسلم "وصدق به" قال المسلمون "أولئك هم المتقون" قال ابن عباس رضي الله عنهما: اتقوا الشرك "لهم ما يشاؤون عند ربهم" يعني في الجنة مهما طلبوا وجدوا "ذلك جزاء المحسنين * ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون" كما قال عز وجل في الاية الأخرى: "أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون".
ثم ذكر سبحانه ما لهؤلاء الصادقين المصدقين في الآخرة: 34- " لهم ما يشاؤون عند ربهم " أي لهم كل ما يشاءونه من رفع الدرجات ودفع المضرات وتكفير السيئات، وفي هذا ترغيب عظيم وتشويق بالغ، والإشارة بقوله: "ذلك" إلى ما تقدم ذكره من جزائهم وهو مبتدأ، وخبره قوله: "جزاء المحسنين" أي الذين أحسنوا في أعمالهم. وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
34. " لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين "
34-" لهم ما يشاؤون عند ربهم " في الجنة " ذلك جزاء المحسنين " على إحسانهم .
34. They shall have what they will of their Lord's bounty. That is the reward of the good:
34 - They shall have all that they wish for, in the presence of their Lord: such is the reward of those who do good: