[الزمر : 18] الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
18 - (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وهو ما فيه صلاحهم (أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) أصحاب العقول
"فبشر عباد * الذين يستمعون القول" يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :فبشر يا محمد عبادي الذين يستمعون القول من القائلين ، فيتبعون أرشده وأهداه ، وأدله على توحيد الله ، والعمل بطاعته ، ويتركون ما سوى ذلك من القول الذي لا يدل على رشاد، ولا يهدي إلى سداد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "فيتبعون أحسنه" وأحسنه طاعة الله.
حدثنا محمد، قال : ثنا أحمد، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله "فيتبعون أحسنه" قال : أحسن ما يؤمرون به فيعملون به.
وقوله "أولئك الذين هداهم الله" يقول تعالى ذكره : الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه الذين هداهم الله ، يقول : وفقهم الله للرشاد وإصابة الصواب ، لا الذين يعرضون عن سماع الحق ، ويعبدون ما لا يضر، ولا ينفع. وقوله "أولئك هم أولو الألباب" يعني : أولو العقول والحجا.
وذكر أن هذه الآية نزلت في رهط معروفين وحدوا الله ، وبرئوا من عبادة كل ما دون الله قبل أن يبعث نبي الله ، فأنزل الله هذه الآية على نبيه يمدحهم.
ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد، في قوله "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها". . . الآيتين ، حدثني أبي أن هاتين الآيتين نزلتا في ثلاة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلا الله : زيد بن عمرو، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، نزل فيهم "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها"في جاهليتهم "وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" لا إله إلا الله أولئك الذين هداهم الله بغير كتاب ولا نبي "وأولئك هم أولو الألباب".
قوله تعالى : " الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " قال ابن عباس : هو الرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحين وينكف عن القبيح فلا يتحدث به . وقيل : يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن . وقيل : يستمعون القرآن وأقوال الرسول فيتبعون أحسنه أي محكمه فيعملون به . وقيل : يستمعون عزماً وترخيصاً فيأخذون بالعزم دون الترخيص . وقيل : يستمعون العقوبة الواجبة لهم والعفو فيأخذون بالعفو . وقيل : إن أحسن القول على من جعل الآية فيمن وحد الله قبل الإسلام (لا إله إ لا الله ) . وقال عبد الرحمن بن زيد : نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل و أبي ذر الغفاري و سلمان الفارسي ، اجتنوا الطاغوت أن يعبدوها في جاهليتهم ، واتبعوا أحسن ما صار من القول إليهم . " أولئك الذين هداهم الله " لما يرضاه . " وأولئك هم أولو الألباب " أي الذين انتفعوا بعقولهم .
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه "والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها" نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر وسلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهم والصحيح أنها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الأوثان وأناب إلى عبادة الرحمن فهؤلاء هم الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة ثم قال عز وجل: "فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه" أي يفهمونه ويعملون بما فيه كقوله تبارك وتعالى لموسى عليه الصلاة والسلام حين آتاه التوراة "فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها". "أولئك الذين هداهم الله" أي المتصفون بهذه الصفة هم الذين هداهم الله في الدنيا والاخرة "وأولئك هم أولو الألباب" أي ذوو العقول الصحيحة والفطر المستقيمة.
18- " فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " المراد بالعباد هنا العموم، فيدخل الموصوفون بالاجتناب والإنابة إليه دخولاً أولياً، والمعنى: يستمعون القول الحق من كتاب الله وسنة رسوله فيتبعون أحسنه أي محكمه، ويعملون به. قال السدي: يتبعون أحسن ما يؤمرون به فيعملون بما فيه، وقيل هو الرجل يسمع الحسن والقبيح فيتحدث بالحسن وينكف عن القبيح فلا يتحدث به، وقيل يستمعون القرآن وغيره فيتبعون القرآن، وقيل يستمعون الرخص والعزائم فيتبعون العزائم ويتركون الرخص، وقيل يأخذون بالعفو ويتركون العقوبة. ثم أثنى سبحانه على هؤلاء المذكورين فقال: " أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب " أي هم الذين أوصلهم الله إلى الحق وهم أصحاب العقول الصحيحة، لأنهم الذين انتفعوا بعقولهم ولم ينتفع من عداهم بعقولهم.
18. " الذين يستمعون القول "، القرآن، " فيتبعون أحسنه "، قال السدي : أحسن ما يؤمرون فيعملون به. وقيل: هو أن الله تعالى ذكر في القرآن الانتصار من الظالم وذكر العفو، والعفو أحسن الأمرين. وقيل: ذكر العزائم والرخص فيتبعون الأحسن وهو العزائم. وقيل: يستمعون القرآن وغير القرآن فيتبعون القرآن.
وقال عطاء عن ابن عباس: آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا، فنزلت فيهم: " فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه "، وكله حسن. " أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ".
وقال ابن زيد: نزلت " والذين اجتنبوا الطاغوت " الآيتان، في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله: زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والأحسن: قول لا إله إلا الله.
18-" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " وضع فيه الظاهر موضع ضمير " الذين اجتنبوا " للدلالة على مبدأ اجتنابهم وأنهم نقاد في الدين يميزون بين الحق والباطل ويؤثرون الأفضل فالأفضل . " أولئك الذين هداهم الله " لدينه " وأولئك هم أولو الألباب " العقول السلمية عن منازعة الوهم والعادة ، وفي ذلك دلالة على أن الهداية تحصل بفعل الله وقبول النفس لها .
18. Who hear advice and follow the best thereof. Such are those whom Allah guideth, and such are men of understanding.
18 - Those who listen to the Word, and follow the best (meaning) in it: those are the ones whom God has guided, and those are the ones endued with understanding.