[ص : 51] مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ
51 - (متكئين فيها) على الأرائك (يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب)
وقوله "متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب" يقول : متكئين في جنات عدن ، على سرر يدعون فيها بفاكهة، يعني بثمار من ثمار الجنة كثيرة، وشراب من شرابها.
قوله تعالى : " متكئين فيها " هو حال قدمت على العامل فيه وهو قوله : " يدعون فيها " أي يدعون في الجنات متكئين فيها . " بفاكهة كثيرة " أي بألوان الفواكه " وشراب " أي وشراب كثير فحذف لدلالة الكلام عليه .
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الاخرة لحسن مآب وهو المرجع والمنقلب ثم فسره بقوله تعالى: "جنات عدن" أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها, قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن مسلم يعني ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة قصراً يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله ـ أو لا يسكنه ـ إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل" وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة.
وقوله عز وجل: "متكئين فيها" قيل متربعين على سرر تحت الحجال "يدعون فيها بفاكهة كثيرة" أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا "وشراب" أي من أي أنواعه شاؤوا أتتهم به الخدام "بأكواب وأباريق وكأس من معين" "وعندهم قاصرات الطرف" أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن "أتراب" أي متساويات في السن والعمر هذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي "هذا ما توعدون ليوم الحساب" أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار. ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى: " إن هذا لرزقنا ما له من نفاد " كقوله عز وجل "ما عندكم ينفد وما عند الله باق" وكقوله جل وعلا "عطاء غير مجذوذ" وكقوله تعالى: "لهم أجر غير ممنون" أي غير مقطوع وكقوله عز وجل: "أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار" والايات في هذا كثيرة جداً.
وانتصاب 51- "متكئين فيها" على الحال من ضمير لهم، والعامل فيه مفتحة، وقيل هو حال من "يدعون" قدمت على العامل "فيها" أي يدعون في الجنات حال كونهم متكئين لدلالة الأول عليه، وعلى جعل متكئين حالاً من ضمير لهم، والعامل فيه مفتحة، فتكون جملة يدعون مستأنفة لبيان حالهم. وقيل إن يدعون في محل نصب على الحال من ضمير متكئين.
51. " متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب "
51-" متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب " حالان متعاقبان أو متداخلان من الضمير في لهم لا من المتقين للفصل ، والأظهر أن يدعون استئناف لبيان حالهم فيها ومتكئين حال من الضمير ، والاقتصار على الفاكهة للإشعار بأن مطاعمهم لمحض التلذذ ، فإن التغذي للتحلل ولا تحلل ثمة .
51. Wherein, reclining, they call for plenteous fruit and cool drink (that is) therein.
51 - Therein will they Recline (at ease); therein can they call (at pleasure) for fruit in abundance, and (delicious) drink;