[الصافات : 76] وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
76 - (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) أي الغرق
وقوله "من الكرب العظيم" يقول : من الأذى والمكروه الذي كان فيه من الكافرين ، ومن كرب الطوفان والغرق الذي هلك به قوم نوح.
كما حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي "ونجيناه وأهله من الكرب العظيم" قال : من الغرق.
" ونجيناه وأهله " يعني أهل دينه ، وهم من آمن معه ، وكانوا ثمانين على ما تقدم " من الكرب العظيم " وهو الغرق .
لما ذكر تعالى عن أكثر الأولين أنهم ضلوا عن سبيل النجاة شرع يبين ذلك مفصلاً فذكر نوحاً عليه الصلاة والسلام وما لقي من قومه من التكذيب, وأنه لم يؤمن منهم إلا القليل مع طول المدة لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فلما طال عليه ذلك واشتد عليه تكذيبهم, وكلما دعاهم ازدادوا نفرة فدعا ربه أني مغلوب فانتصر, فغضب الله تعالى لغضبه عليهم, ولهذا قال عز وجل: "ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون" أي فلنعم المجيبون له "ونجيناه وأهله من الكرب العظيم" وهو التكذيب والأذى "وجعلنا ذريته هم الباقين" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تبارك وتعالى: "وجعلنا ذريته هم الباقين" قال الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام, وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "وجعلنا ذريته هم الباقين" قال سام وحام ويافث وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم" ورواه الترمذي عن بشر بن معاذ العقدي عن يزيد بن زريع عن سعيد وهو ابن أبي عروبة عن قتادة به, قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر, وقد روي عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله, والمراد بالروم ههنا هم الروم الأول وهم اليونان المنتسبون إلى رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام ثم روي من حديث إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: ولد نوح عليه السلام ثلاثة: سام ويافث وحام, وولد كل واحد من هؤلاء الثلاثة فولد سام العرب وفارس والروم, وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج, وولد حام القبط والسودان والبربر, وروي عن وهب بن منبه نحو هذا والله أعلم. وقوله تبارك وتعالى: " وتركنا عليه في الآخرين " قال ابن عباس رضي الله عنهما يذكر بخير, وقال مجاهد يعني لسان صدق للأنبياء كلهم, وقال قتادة والسدي أبقى الله عليه الثناء الحسن في الاخرين. وقال الضحاك السلام والثناء الحسن, وقوله تعالى: "سلام على نوح في العالمين" مفسر لما أبقى عليه الذكر الجميل والثناء الحسن أنه يسلم عليه في جميع الطوائف والأمم "إنا كذلك نجزي المحسنين" أي هكذا نجزي من أحسن من العباد في طاعة الله تعالى ونجعل له لسان صدق يذكر به بعده بحسب مرتبته في ذلك ثم قال تعالى: "إنه من عبادنا المؤمنين" أي المصدقين الموحدين الموقنين " ثم أغرقنا الآخرين " أي أهلكناهم فلم يبق منهم عين تطرف ولا ذكر ولا عين ولا أثر, ولا يعرفون إلا بهذه الصفة القبيحة.
76- "ونجيناه وأهله من الكرب العظيم" المراد بأهله أهل دينه، وهم من آمن معه وكانوا ثمانين، والكرب العظيم هو الغرق، وقيل تكذيب قومه له وما يصدر منهم إليه من أنواع الأذايا.
76. " ونجيناه وأهله من الكرب العظيم "، [ الغم العظيم ] الذي لحق قومه وهو الغرق.
76-" ونجيناه وأهله من الكرب العظيم " من الغرق أو أذى قومه .
76. And We saved him and his household from the great distress,
76 - And We delivered him and his people from the Great Calamity,