[الصافات : 116] وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ
116 - (ونصرناهم) على القبط (فكانوا هم الغالبين)
وقوله "ونصرناهم" يقول : ونصرنا موسى وهارون وقومهما على فرعون وآله بتغريقناهم ، "فكانوا هم الغالبين" لهم.
وقال بعض أهل العربية : إنما أريد بالهاء والميم في قوله "ونصرناهم" موسى وهارون ، ولكنها أخرجت على مخرج مكني الجمع ، لأن العرب تذهب بالرئيس كالنبي والأمير وشبهه إلى الجمع بجنوده وأتباعه ، وإلى التوحيد لأنه واحد في الأصل ، ومثله "على خوف من فرعون وملئهم" وفي موضع آخر: وملئه . قال : وربما ذهبت العرب بالاثنين إلى الجمع كما تذهب بالواحد إلى الجمع ، فتخاطب الرجل ، فتقول : ما أحسنتم ولا أجملتم ، وإنما تريده بعينه . وهذا القول الذي قاله هذا الذي حكينا قوله في قوله "ونصرناهم" وإن كان قولاً غير مدفوع ، فإنه لا حاجة بنا إلى الاحتيال به لقوله "ونصرناهم"، لأن الله أتبع ذلك قوله "ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم" ثم قال : "ونصرناهم" يعني : هما وقومهما، لأن فرعون وقومه كانوا أعداء لجميع بني إسرائيل ، قد استضعفوهم ، يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم فنصرهم الله عليهم ، بأن غرقهم ونجى الآخرين.
قوله تعالى " ونصرناهم فكانوا هم الغالبين "
يذكر تعالى ما أنعم به على موسى وهارون من النبوة والنجاة بمن آمن معهما من قوم فرعون وقومه وما كان يعتمد في حقهم من الإساءة العظيمة من قتل الأبناء واستحياء النساء واستعمالهم في أخس الأشياء ثم بعد هذا كله نصرهم عليهم وأقر أعينهم منهم فغلبوهم وأخذوا أرضهم وأموالهم وما كانوا جمعوه طول حياتهم ثم أنزل الله عز وجل على موسى الكتاب العظيم الواضح الجلي المستبين وهو التوراة كما قال تعالى: "ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء" وقال عز وجل ههنا: " وآتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم " أي في الأقوال والأفعال " وتركنا عليهما في الآخرين " أي أبقينا لهما من بعدهما ذكراً جميلاً وثناء حسناً ثم فسره بقوله تعالى: " سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنهما من عبادنا المؤمنين ".
116- "ونصرناهم" جاء بضمير الجماعة. قال الفراء: الضمير لموسى وهارون وقومهما، لأن قبله ونجيناهما وقومهما، والمراد بالنصر التأييد لهم على عدوهم "فكانوا" بسبب ذلك "هم الغالبين" على عدوهم بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم، وقيل الضمير في نصرناهم عائد على الاثنين موسى وهارون تعظيماً لهما، والأول أولى.
116. " ونصرناهم "، يعني: موسى وهارون وقومهما، " فكانوا هم الغالبين "، على القبط.
116-" ونصرناهم " ثم الضمير لهما مع القوم . " فكانوا هم الغالبين " على فرعون وقومه .
116. And helped them so that they became the victors.
116 - And We helped them, so they overcame (their troubles);