[يس : 50] فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ
50 - (فلا يستطيعون توصية) أن يوصوا (ولا إلى أهلهم يرجعون) من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها
وقوله: " فلا يستطيعون توصية " يقول تعالى ذكره: فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النفخ في الصور أن يوصوا في أموالهم أحداً " ولا إلى أهلهم يرجعون " يقول: ولا يستطيع من كان منهم خارجاً عن أهله أن يرجع إليهم، لأنهم لا يمهلون بذلك، ولكن يعجلون بالهلاك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " فلا يستطيعون توصية ": أي فيما في أيديهم " ولا إلى أهلهم يرجعون " قال: أعجلوا عن ذلك.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ( ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة) (ص~: 15) ... الآية، قال: هذا مبتدأ يوم القيامة، وقرأ " فلا يستطيعون توصية " حتى بلغ " إلى ربهم ينسلون ".
" فلا يستطيعون توصية " أي لا يستطيع بعضهم أن يوصي بعضاً لما في يده من حق . وقيل : لا يستطيع أن يوصي بعضهم بعضاً بالتوبة والإقلاع ، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم . " ولا إلى أهلهم يرجعون " إذا ماتوا . وقيل : إن معنى < ولا إلى أهلهم يرجعون > لا يرجعون إليهم قولاً . وقال قتادة : < ولا إلى أهلهم يرجعون > أي إلى منازلهم ، لأنهم قد أعجلوا عن ذلك .
يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم: "متى هذا الوعد" "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها" قال الله عز وجل: "ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون" أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة, وهذه والله أعلم ـ نفخة الفزع, ينفخ في الصور نفخة الفزع, والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم, فبينما هم كذلك إذ أمر الله عز وجل إسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها, فلا يبقى أحد على وجه الأرض إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً, وهي صفحة العنق يتسمع الصوت من قبل السماء, ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار تحيط بهم من جوانبهم, ولهذا قال تعالى: "فلا يستطيعون توصية" أي على ما يملكونه, الأمر أهم من ذلك "ولا إلى أهلهم يرجعون" وقد وردت ههنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر, ثم يكون بعد هذا نفخة الصعق التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم, ثم بعد ذلك نفخة البعث.
50- "فلا يستطيعون توصية" أي لا يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعض بماله وما عليه، أو لا يستطيع أن يوصيه بالتوبة والإقلاع عن المعاصي، بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم "ولا إلى أهلهم يرجعون" أي إلى منازلهم التي ماتوا خارجين عنها، وقيل المعنى: لا يرجعون إلى أهلهم قولاً، وهذا أخبار عما ينزل بهم عند النفخة الأولى.
50. قوله عز وجل: " فلا يستطيعون توصيةً "، أي: لا يقدرون على الإيصاء. قال مقاتل : عجلوا عن الوصية فماتوا، " ولا إلى أهلهم يرجعون "، ينقلبون، والمعنى أن الساعة لا تمهلهم لشيء.
50 -" فلا يستطيعون توصيةً " في شيء من أمورهم . " ولا إلى أهلهم يرجعون " فيروا حالهم بل يموتون حيث تبغتهم .
50. Then they cannot make bequest, nor can they return to their own folk.
50 - No (chance) will they then have, by will, to dispose (of their affairs), nor to return to their own people.