[يس : 20] وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
20 - (وجاء من أقصى المدينة رجل) هو حبيب النجار وكان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد (يسعى) يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم للرسل (قال يا قوم اتبعوا المرسلين)
وقوله " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " يقول: وجاء من أقصى مدينة هؤلاء القوم الذين أرسلت إليهم هذه الرسل رجل يسعى إليهم، وذلك أن أهل المدينة هذه عزموا، واجتمعت آراؤهم على قتل هؤلاء الرسل الثلاثة فيما ذكر، فبلغ ذلك هذا الرجل، وكان منزله أقصى المدينة، وكان مؤمناً، وكان اسمه فيما ذكر ( حبيب بن مري).
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الأخبار.
ذكر الأخبار الواردة بذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي مجلز، قال: كان صاحب يس~ ( حبيب بن مري).
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: كان م حديث صاحب يس~ فيما حدثنا محمد بن إسحاق فيما بلغه، عن ابن عباس، وعن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه اليماني أنه كان رجلاً من أهل أنطاكية، وكان اسمه ( حبيباً)، وكان يعمل الجرير، وكان رجلاً سقيماً، قد أسرع فيه الجذام، وكان منزله عند باب من أبواب المدينة قاصياً، وكان مؤمناً ذا صدقة، يجمع كسبه إذا أمسى فيما يذكرون، فيقسمه نصفين، فيطعم نصفاً عياله، ويتصدق بنصف، فلم يهمه سقمه ولا عمله ولا ضعفه، عن عمل ربه، قال: فلما أجمع قومه على قتل الرسل، بلغ ذلك حبيباً وهو على باب المدينة الأقصى، فجاء يسعى إليهم يذكرهم بالله، ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، فقال " يا قوم اتبعوا المرسلين ".
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ابن عمرو بن حزم أنه حدث عن كعب الأحبار قال: ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بني مازن ابن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول أتشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول أتشهد أن محمداً رسول الله؟ فيقول: نعم، ثم يقول: أتشهد إني رسول الله؟ فيقول له: لا أسمع، فيقول مسيلمة: أتسمع هذا، ولا تسمع هذا؟ فيقول: نعم، فجعل يقطعه عضواً عضواً كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه. قال كعب حين قيل له اسمه حبيب: وكان والله صاحب يس~ اسمه حبيب.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحسن بن عمارة، عن الحكم ابن عتيبة، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول: كان اسم صاحب يس~ حبيباً، وكان الجذام قد أسرع فيه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " قال: ذكر لنا أن سامه حبيب، وكان في غار يعبد ربه، فلما سمع بهم أقبل إليهم وقوله " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " يقول تعالى ذكره: قال الرجل الذي جاء من أقصى المدينة لقومه يا قوم اتبعوا المرسلين الذين أرسلهم الله إليكم، واقبلوا منهم ما أتوكم به.
وذكر أنه لما أتى الرسل سألهم: هل يطلبون على ما جاءوا به أجراً؟ فقالت الرسل: لا، فقال لقومه حينئذ: اتبعوا من لا يسألكم على نصيحتهم لكم أجراً.
ذكر من قال ذلك:
قوله تعالى : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " هو حبيب بن مري وكان نجارا . وقيل : أسكافاً . وقيل : قصاراً . وقال ابن عباس و مجاهد و مقاتل : هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما . ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره . قال وهب : وكان حبيب مجذوماً ، ومنزله عند اقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك . فقال : إن هذا لعجب ! أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئاً ولا تضر . فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم عياله نصفاً وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم فـ " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " الآية . وقال قتادة : كان يعبد الله في غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجراً ؟ قالوا : لا ، ما أجرنا إلا على الله . قال أبو العالية : فاعتقد صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه فـ < قال يا قوم ابتعوا المرسلين > .
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم, فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى, أي لينصرهم من قومه, قالوا: وهو حبيب, وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام, وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة. وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: اسم صاحب يس حبيب , وكان الجذام قد أسرع فيه. وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن سري . وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار , فقتله قومه. وقال السدي : كان قصاراً. وقال عمر بن الحكم : كان إسكافاً. وقال قتادة : كان يتعبد في غار هناك, "قال يا قوم اتبعوا المرسلين" يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم " اتبعوا من لا يسألكم أجرا " أي على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له " وما لي لا أعبد الذي فطرني " أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له "وإليه ترجعون" أي يوم المعاد, فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر "أأتخذ من دونه آلهة" استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع "إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون" أي هذه الالهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً, فإن الله تعالى لو أرادني بسوء "فلا كاشف له إلا هو" وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا ينقذونني مما أنا فيه"إني إذاً لفي ضلال مبين" أي إن اتخذتها آلهة من دون الله.
وقوله تعالى: "إني آمنت بربكم فاسمعون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب : يقول لقومه "إني آمنت بربكم" الذي كفرتم به "فاسمعون" أي فاسمعوا قولي ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله: "إني آمنت بربكم" أي الذي أرسلكم "فاسمعون" أي فاشهدوا لي بذلك عنده, وقد حكاه ابن جرير فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرسل, وقال لهم: اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي, إني آمنت بربكم واتبعتكم, وهذا القول الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى, والله أعلم. قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب رضي الله عنهما: فلما قال ذلك, وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه, ولم يكن له أحد يمنع عنه. وقال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون, فلم يزالوا به حتى أقعصوه, وهو يقول كذلك, فقتلوه رحمه الله.
20- "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى" هو حبيب بن إسرائيل النجار، وكان نجاراً، وقيل إسكافاً، وقيل قصاراً. وقال مجاهد ومقاتل: هو حبيب بن إسرائيل نجاراً، وكان ينحت الأصنام. وقال قتادة: كان يعبد الله في غار، فلما سمع بخبر الرسل جاء يسعى، وجملة "قال يا قوم اتبعوا المرسلين" مستأنفة جواب سؤال مقدر: كأنه قيل فماذا قال لهم عند مجيئه؟ فقيل: يا قوم اتبعوا المرسلين هؤلاء الذين أرسلوا إليكم فإنهم جاءوا بحق.
20. قوله عز وجل: " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى "، وهو جبيب النجار، وقال السدي : كان قصاراً. وقال وهب : كان رجلاً يعمل الحرير، وكان سقيماً قد أسرع فيه الجذام، وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة، وكان مؤمناً ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيقسمه نصفين، فيطعم نصفاً لعياله ويتصدق بنصف، فلما بلغه أن قومه قصدوا قتل الرسل جاءهم، " قال يا قوم اتبعوا المرسلين ".
20 -" وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " هو حبيب النجار وكان ينحت أصنامهم وهو ممن آمن بمحمد عليه الصلاة والسلام وبينهما ستمائة سنة ، وقيل كان في غار يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه . " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " .
20. And there came from the uttermost part of the city a man running. He cried: O my people! Follow those who have been sent!
20 - Then there came running, from the farthest part of the City, a man, saying, O my People obey the apostles: