[يس : 1] يس
1 - (يس) الله أعلم بمراده به
ك أخرج ابو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في السجدة فيجهر بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم وإذا بهم عمي لا يبصرون فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ننشدك الله والرحم يا محمد فدعا حتى ذهب ذلك عنهم فنزلت يس والقرآن الحكيم إلى قوله أم لم تنذرهم لا يؤمنون قال فلم يؤمن من ذلك النفر أحد
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله " يس "، فقال بعضهم: هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله.
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله " يس " قال: فإنه قسم أقسمه الله، وهو من أسماء الله. وقال آخرون: معناه: يا رجل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا أبو تميلة، قال: ثنا الحسن بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله " يس " قال: يا إنسان بالحبشية.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن شرقي، قال: سمعت عكرمة يقول: تفسير " يس ": يا إنسان.
وقال آخرون: هو مفتاح كلام افتتح الله به كلامه.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال " يس " مفتاح الكلام، افتتح الله به كلامه.
وقال آخرون: بل هو اسم من أسماء القرآن.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزي، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " يس " قال: كل هجاء في القرآن اسم من أسماء القرآن.
قال أبو جعفر: وقد بينا القول فيما مضى في نظائر ذلك من حروف الهجاء بما أغنى عن إعادته وتكريره في هذا الموضع.
وهي مكية بإجماع . وهي ثلاث وثمانون آية ، إلا أن فرقة قالت : إن قوله تعالى : " ونكتب ما قدموا وآثارهم " [ يس : 12 ] نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم ، وينتقلوا إلى جوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، على ما يأتي . وفي كتاب أبي داود " عن معقل بن يسار قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : اقرءوا يس على موتاكم " وذكر الآجري " من حديث أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من ميت يقرأ عليه سورة يس إلا هون الله عليه " وفي مسند الدارمي " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة " خرجه أبو نعيم الحافظ أيضاً . وروى الترمذي " عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات " قال : هذا حديث غريب ، وفي إسناده هارون أبو محمد شيخ مجهول ، وفي الباب عن أبي بكر الصديق ، ولا يصح حديث أبي بكر من قبل إسناده ، وإسناده ضعيف . " وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن في القرآن لسورة تشفع لقرائها ويغفر لمستمعها ، ألا وهي سورة يس تدعى في التوراة المعمة ، قيل يا رسول الله وما المعمة ؟ قال : تعم صاحبها بخير الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة وتدعى الدافعة والقاضية قيل : يا رسول الله وكيف ذلك ؟ قال : تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة ومن قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها كانت له كألف دينار تصدق بها في سبيل الله ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف رحمة وألف رأفة وألف هدى ونزع عنه كل داء وغل " ذكره الثعلبي من حديث عائشة ، و الترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مسنداً . وفي مسند الدارمي عن شهر بن حوشب قال : قال ابن عباس : من قرأ يس حين يصبح أعطي يسر يومه حتى يمسي ومن قرأها في صدر ليلته أعطي يسر ليلته حتى يصبح وذكر النحاس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لكل شيء قلب وقلب القرآن يس من قرأها نهاراً كفي همه ومن قرأها ليلاً غفر ذنبه . وقال شهر بن حوشب : يقرأ أهل الجنة طه ويس فقط . رفع هذه الأخبار الثلاثة المارودي فقال : روى الضحاك " عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل شيء قلباً وإن قلب القرآن يس ومن قرأها في ليلة أعطي يسر تلك الليلة ومن قرأها في يوم أعطي يسر ذلك اليوم وإن أهل الجنة يرفع عنهم القرآن فلا يقرءون شيئاً إلا طه ويس " وقال يحيى بن أبي كثير : بلغني أن من قرأ سورة يس ليلاً لم يزل في فرح حتى يصبح ، ومن قرأها حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، وقد حدثني من جربها ، ذكره الثعلبي و ابن عطية . قال ابن عطية : ويصدق ذلك التجربة وذكر الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن أبي الصلت عن عمر بن ثابت عن محمد بن مروان عن أبي جعفر قال : من وجد في قلبه قساوة فليكتب يس في جام بزعفران ثم يشربه ، حدثني أبي رحمة الله قال : حدثنا أصرم بن حوشب ، عن بقية بن الوليد ، عن المعتمر بن أشرف ، عن محمد بن علي قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن أفضل من كل شيء دون الله وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه فمن وقر القرآن فقد وقر الله ومن لم يوقر القرآن لم يوقر الله وحرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على ولده ". القرآن شافع مشفع وماحل مصدق فمن شفع له القرآن شفع ومن محل به القرآن صدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وحملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله الملبسون نور الله المعلمون كلام الله من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله يقول الله تعالى : ياحملة القرآن استجيبوا لربكم بتوقير كتابه يزدكم حباً ويحببكم إلى عباده يدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ويدفع عن تالي القرآن بلوى الآخرة ومن استمع آية من كتاب الله كان له فضل مما تحت العرش إلى التخوم وإن في كتاب الله لسورة تدعى العزيزة ويدعى صاحبها الشريف يوم القيامة تشفع لصاحبها في أكثر من ربيعة ومضر وهي سورة يس . وذكر الثعلبي " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ سورة يس ليلة الجمعة أصبح مغفوراً له " . " وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنه يومئذ وكان له بعدد حروفها حسنات " .
قوله تعالى : " يس " في يس أوجه من القراءات : قرأ أهل المدينة و الكسائي " يس * والقرآن الحكيم " بإدغام النون في الواو . وقرأ أبو عمرو و الأعمش و حمزة يسن بإظهار النون . وقرأ عيسى بن عمر ( يسن ) بنصب النون . وقرأ ابن عباس و ابن أبي إسحاق و نصر بن عاصم ( يسن ) بالكسر . وقرأ هارون الأعور و محمد بن السميقع ( يسن ) بضم النون ، فهذه خمس قراءات . القراءة الأولى بالإدغام على ما يجب في العربية ، لأن النون تدغم في الواو . ومن بين قال : سبيل حروف الهجاء أن يوقف عليها ، وإنما يكون الإدغام في الإدراج . وذكر سيبويه النصب وجعله من جهتين : إحداهما أن يكون مفعولاً ولا يصرفه ، لأنه عنده اسم أعجمي بمنزلة هابيل ، والتقدير اذكر يسين . وجعله سيبويه اسماً للسورة وقوله الآخر أن يكون مبنياً على الفتح مثل كيف وأين . وأما الكسر فزعم الفراء أنه مشبه بقول العرب جير لا أفعل ، فعلى هذا يكون ( يسن ) قسما . وقاله ابن عباس . وقيل : مشبه بأمس وحذام وهؤلاء ورقاش . وأما الضم فمشبه بمنذ وحيث وقط ، وبالمنادى المفرد إذا قلت يا رجل ، لمن يقف عليه . قال ابن السميقع و هارون وقد جاء في تفسيرها يا رجل فالأولى بها الضم . قال ابن الأنباري : ( يس ) وقف حسن لمن قال هو افتتاح للسورة . ومن قال : معنى ( يس ) يا رجل لم يقف عليه . وروي عن ابن عباس و ابن مسعود وغيرهما أن معناه يا إنسان ، وقالوا في قوله تعالى : " سلام على إل ياسين " [ الصافات : 130 ] أي على آل محمد . وقال سعيد بن جبير : هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم ، ودليله " إنك لمن المرسلين " قال السيد الحميري :
يا نفس لا تمحصي بالنصح جاهدةً على المودة إلا آل ياسين
وقال أبو بكر الوراق : معناه يا سيد البشر . وقيل : إنه اسم من أسماء الله ، قاله مالك . روى عنه أشهب قال : سألته هل ينبغي لأحد أن يتسمى بياسين ؟ قال : ما أراه ينبغي .
تفسير سورة يس
وهي مكية
قال أبو عيس الترمذي: حدثنا قتيبة وسفيان بن وكيع , حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلباً, وقلب القرآن يس, ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات" ثم قال: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن , و هارون أبو محمد شيخ مجهول. وفي الباب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ولا يصح لضعف إسناده. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: منظور فيه, أما حديث الصديق رضي الله عنه فرواه الحكيم الترمذي في كتابه نوادر الأصول وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال أبو بكر البزار : حدثنا عبد الرحمن بن الفضل , حدثنا زيد هو ابن الحباب , حدثنا حميد هو المكي مولى آل علقمة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس" ثم قال: لا نعلم رواه إلا زيد عن حميد .
وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل , حدثنا حجاج بن محمد عن هشام بن زياد عن الحسن قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفوراً له, ومن قرأ حم التي يذكر فيها الدخان أصبح مغفور له" إسناده جيد. وقال ابن حبان في صحيحه : حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف , حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني , حدثنا أبي , حدثنا زياد بن خيمثة , حدثنا محمد بن جحادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله عز وجل غفر له".
وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عارم حدثنا معتمر عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة سنام القرآن وذروته, نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً, واستخرجت" الله لا إله إلا هو الحي القيوم" من تحت العرش فوصلت بها ـ أو فوصلت بسورة البقرة ـ ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الاخرة إلا غفرله, واقرؤوها على موتاكم" وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان به.
ثم قال الإمام أحمد : حدثنا عارم , حدثنا ابن المبارك , حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي, عن أبيه عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوها على موتاكم" يعني يس, ورواه أبو داود والنسائي في اليوم والليلة و ابن ماجه من حديث عبد الله بن المبارك به, إلا أن في رواية النسائي عن أبي عثمان عن معقل بن يسار رضي الله عنه, ولهذا قال بعض العلماء: من خصائص هذه السورة أنها لا تقرأ عند أمر عسير إلا يسره الله تعالى, وكأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحمة والبركة, وليسهل عليه خروج الروح, والله تعالى أعلم.
قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أبو المغيرة , حدثنا صفوان قال: كان المشيخة يقولون: إذا قرئت ـ يعني يس ـ عند الميت خفف الله عنه بها. وقال البزار : حدثنا سلمة بن شبيب , حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي" يعني يس.
بسم الله الرحمـن الرحيم
قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما و عكرمة والضحاك والحسن وسفيان بن عيينة أن يس بمعنى يا إنسان. وقال سعيد بن جبير : هو كذلك في لغة الحبشة, وقال مالك عن زيد بن أسلم : هو اسم من أسماء الله تعالى: "والقرآن الحكيم" أي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "إنك" أي يا محمد" لمن المرسلين * على صراط مستقيم " أي على منهج ودين قويم وشرع مستقيم "تنزيل العزيز الرحيم" أي هذا الصراط والمنهج والدين الذي جئت به تنزيل من رب العزة الرحيم بعباده المؤمنين, كما قال تعالى: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ".
وقوله تعالى: "لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون" يعني بهم العرب, فإنه ما أتاهم من نذير من قبله, وذكرهم وحدهم لا ينفي من عداهم, كما أن ذكر بعض الأفراد لا ينفي العموم, وقد تقدم ذكر الايات والأحاديث المتواترة في عموم بعثته صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً". وقوله تعالى: "لقد حق القول على أكثرهم" قال ابن جرير : لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله.
هي ثلاث وثمانون آية
وهي مكية. قال القرطبي: بالإجماع إلا أن فرقة قالت "ونكتب ما قدموا وآثارهم" نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم وينتقلوا إلى جوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتي بيان ذلك. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: سورة يس نزلت بمكة. وأخرج ابن مردويه عن عائشة مثله. وأخرج الدارمي والترمذي ومحمد بن نصر والبيهقي في الشعب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، من قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات" قال الترمذي بعد إخراجه: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وفي إسناده هارون أو محمد، وهو شيخ مجهول، وفي الباب عن أبي بكر، ولا يصح لضعف إسناده. وأخرج البزار من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس"، ثم قال بعد إخراجه: لا نعلم رواه إلا زيد عن حميد: يعني زيد بن الحباب عن حميد المكي مولى آل علقمة. وأخرج الدارمي وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة" قال ابن كثير: إسناده جيد. وأخرج ابن حبان والضياء عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له". وإسناده في صحيح ابن حبان هكذا: حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا الوليد بن شجاع بن الوليد الكوبي، حدثنا أبي، حدثنا زياد بن خيثمة، حدثنا محمد ابن جحادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه ومحمد بن نصر وابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يس قلب القرآن، لا يقرأها عبد يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرأوها على موتاكم". وقد ذكر له أحمد إسنادين: أحدهما فيه مجهول، والآخر ذكر فيه عن أبي عثمان وقال: وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل. وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي عن حسان بن عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ يس فكأنما قرأ القرآن عشر مرات". وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والخطيب والبيهقي عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سورة يس تدعى في التوراة المعممة، تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، تكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الآخرة، وتدعلى الدافعة والقاضية، تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة، من قرأها عدلت عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة ونزعت عنه كل غل وداء" قال البيهقي: تقرب به عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن سليمان بن رافع الجندي، وهو منكر. قلت: وهذا الحديث هو الذي تقدمت الإشارة من الترمذي إلى ضعف إسناده، ولا يبعد أن يكون موضوعاً، فهذه الألفاظ كلها منكرة بعيدة عن كلام من أوتي جوامع الكلم، وقد ذكره الثعلبي من حديث عائشة، وذكره الخطيب من حديث أنس، وذكر نحوه الخطيب من حديث علي بأخصر منه. وأخرج البزار عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في سورة يس: "لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي". وإسناده هكذا: قال حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وأخرج الطبراني وابن مردويه قال السيوطي بسند ضعيف عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من داوم على قراءة يس كل ليلة ثم مات مات شهيداً". وأخرج الدارمي عن ابن عباس قال: من قرأ يس حين يصبح أعطي يسر يمه حتى يمسي، ومن قرأها في صدر ليلته أعطي يسر ليلته حتى يصبح.
قوله: 1- "يس" قرأ الجمهوربسكون النون، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص وقالون وورش بإدغام النون في الواو الذي بعدها، وقرأ عيسى بن عمر بفتح النون، وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم بكسرها، فالفتح على البناء أو على أنه مفعول فعل مقدر تقديره: اتل يس، والكسر على البناء أيضاً كجير، وقيل الفتح والكسر للفرار من التقاء الساكنين. وأما وجه قراءة الجمهور بالسكون للنون فلكونها مسرودة على نمط التعديد فلا حظ لها من الإعراب. وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السميفع والكلبي بضم النون على البناء كمنذ وحيث وقط، وقيل على أنها خبر مبتدأ محذوف: أي هذه يس، ومنعت من الصرف للعملية والتأنيث.
واختلف في معنى هذه اللفظة، فقيل معناها يا رجل، أو يا إنسان. قال ابن الأنباري: الوقف على يس حسن لمن قال هو افتتاح للسورة، ومن قال معناه يا رجل لم يقف عليه. وقال سعيد بن جبير وغيره: هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم دليله "إنك لمن المرسلين" ومنه قول السعد الحميري:
يا نفس لا تمحضي بالنصح جاهدة على المودة إلا آل ياسين
ومنه قوله: " سلام على إل ياسين " أي على آل محمد، وسيأتي في الصافات ما المراد بآل ياسين. قال الواحدي: قال ابن عباس والمفسرون: يريد يا إنسان: يعني محمداً صلى الله عليه وسلم. وقال أبو بكر الوراق: معناه يا سيد البشر. وقال مالك: هو اسم من أسماء الله تعالى، وروى ذلك عنه أشهب. وحكى أبو عبد الرحمن السلمي عن جعفر الصادق أن معناه يا سيد. وقال كعب: هو قسم أقسم الله به، ورجح الزجاج أن معناه يا محمد.
واختلفوا هل هو عربي أو غير عربي؟ فقال سعيد بن جبير وعكرمة: حبشي. وقال الكلبي: سرياني تكلمتبه العرب فصار من لغتهم. وقال الشعبي: هو بلغة طي. وقال الحسن: هو بلغة كلب. وقد تقدم في طه وفي مفتتح سورة البقرة ما يغني عن التطويل ها هنا.
مكية 1. " يس " و " ن " قرأ بإخفاء النون فيهما: ابن عامر، و الكسائي ، و أبو بكر . قالون: يخفي النون من " يس " ويظهر من " ن " والباقون يظهرون فيهما.
واختلفوا في تأويل " يس " حسب اختلافهم في حروف التهجي، قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو قسم، ويروى عنه أن معناه: يا إنسان، بلغة طيء، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو قول الحسن ، و سعيد بن جبير ، وجماعة.
وقال أبو العالية : يا رجل.
وقال أبو بكر الوراق : يا سيد البشر.
1 -" يس " في المعنى والإعراب ، وقيل معناه يا إنسان بلغة طيئ ، عل أن أصله يا أنيسين فاقتصر على شطره لكثرة النداء به كما قيل ( من الله ) في أيمن . وقرئ بالكسر كجير وبالفتح على البناء كأين ، أو الإعراب على اتل يس أو بإضمار حرف القسم والفتحة لمنع الصرف وبالضم بناء كحيث ، أو إعراباً على هذه " يس " وأمال الياء حمزة و الكسائي و روح و أبو بكر وأدغم النون في واو .
Surah 36. Ya-Sin
1. Ya Sin.
SURA 36: YASIN
1 - Ya Sin.