[سبإ : 30] قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ
30 - (قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون) عليه وهو يوم القيامة
قال الله لنبيه: " قل " لهم يا محمد " لكم " أيها القوم " ميعاد يوم " هو آتيكم " لا تستأخرون عنه " إذ جاءكم " ساعة " فتنظروا للتوبة والإنابة " ولا تستقدمون " قبله بالعذاب، لأن الله جعل لكم ذلك أجلاً.
" قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون"
يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً" أي إلا إلى جميع الخلائق من المكلفين كقوله تبارك وتعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً" "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً", "بشيراً ونذيراً" أي تبشر من أطاعك بالجنة وتنذر من عصاك بالنار "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" كقوله عز وجل: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله".
قال محمد بن كعب في قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس" يعني إلى الناس عامة. وقال قتادة في هذه الاية: أرسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم, فأكرمهم على الله تبارك وتعالى أطوعهم لله عز وجل. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني , حدثنا حفص بن عمر العدني , حدثنا الحكم يعني ابن أبان عن عكرمة , قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالى فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء. قالوا: يا ابن عباس فبم فضله على الأنبياء ؟ قال رضي الله عنه: إن الله تعالى قال: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "وما أرسلناك إلا كافة للناس" فأرسله الله تعالى إلى الجن والإنس. وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنهما قد ثبت في الصحيحين رفعه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر, وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً, فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل, وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي, وأعطيت الشفاعة, وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة" وفي الصحيح أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت إلى الأسود والأحمر" قال مجاهد : يعني الجن والإنس. وقال غيره: يعني العرب والعجم, والكل صحيح.
ثم قال عز وجل مخبراً عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة: "ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين" وهذه الاية كقوله عز وجل: "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق" الاية, ثم قال تعالى: "قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون" أي لكم ميعاد مؤجل معدود محرر لا يزاد ولا ينقص, فإذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم كما قال تعالى: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر" وقال عز وجل: " وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد "
قالوا هذا على طريقة الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يجيب عنهم فقال: 30- "قل لكم ميعاد يوم" أي ميقات يوم وهو يوم البعث. وقيل وقت حضور الموت، وقيل أراد يوم بدر لأنه كان يوم عذابهم في الدنيا، وعلى كل تقدير فهذه الإضافة للبيان، ويجوز في معاد أن يكون مصدراً مراداً به الوعد، وأن يكون اسم زمان. قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد بمعنى. وقرأ ابن أبي عبلة بتنوين ميعاد ورفعه، ونصب يوم على أن يكون ميعاد مبتدأ، ويوماً ظرف، والخبر لكم. وقرأ عيسى بن عمر برفع ميعاد منوناً، ونصب يوم مضافاً إلى الجملة بعده. وأجاز النحوييون ميعاد يوم برفعهما منونين على أن ميعاد مبتدأ و يوم بدل منه، وجملة "لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون" صفة لميعاد: أي هذا الميعاد المضروب لكم لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون عليه، بل يكون لا محالة في الوقت الذي قد قدر الله وقوعه فيه.
30- "قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون"، أي: لا تتقدمون عليه يعني يوم القيامة، وقال الضحاك: يوم الموت لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون بأن يزاد في أجلكم أو ينقص منه.
30ـ " قل لكم ميعاد يوم " وعد يوم أو زمان وعد ، وإضافته إلى اليوم للتبيين ويؤيده أنه قرئ " يوم " على البدل ، وقرئ " يوم " بإضمار أعني . " لا تستأخرون عنه ساعةً ولا تستقدمون " إذا فاجأكم وهو جواب تهديد جاء مطابقاً فلما قصدوه بسؤالهم من التعنت والإنكار .
30. Say (O Muhammad): Yours is the promise of a Day which ye cannot postpone nor hasten by an hour.
30 - Say: The appointment to you is for a Day, which ye Cannot put back for an hour nor put forward.