[سبإ : 29] وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
29 - (ويقولون متى هذا الوعد) بالعذاب (إن كنتم صادقين) فيه
يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون بالله إذا سمعوا وعيد الله الكفار وما هو فاعل بهم في معادهم مما أنزل الله في كتابه " متى هذا الوعد " جائياً، وفي أي وقت هو كائن " إن كنتم " فيما تعدوننا من ذلك " صادقين " أنه كائن.
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين"
يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً" أي إلا إلى جميع الخلائق من المكلفين كقوله تبارك وتعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً" "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً", "بشيراً ونذيراً" أي تبشر من أطاعك بالجنة وتنذر من عصاك بالنار "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" كقوله عز وجل: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله".
قال محمد بن كعب في قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة للناس" يعني إلى الناس عامة. وقال قتادة في هذه الاية: أرسل الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم, فأكرمهم على الله تبارك وتعالى أطوعهم لله عز وجل. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني , حدثنا حفص بن عمر العدني , حدثنا الحكم يعني ابن أبان عن عكرمة , قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالى فضل محمداً صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء. قالوا: يا ابن عباس فبم فضله على الأنبياء ؟ قال رضي الله عنه: إن الله تعالى قال: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "وما أرسلناك إلا كافة للناس" فأرسله الله تعالى إلى الجن والإنس. وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنهما قد ثبت في الصحيحين رفعه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر, وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً, فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل, وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي, وأعطيت الشفاعة, وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة" وفي الصحيح أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت إلى الأسود والأحمر" قال مجاهد : يعني الجن والإنس. وقال غيره: يعني العرب والعجم, والكل صحيح.
ثم قال عز وجل مخبراً عن الكفار في استبعادهم قيام الساعة: "ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين" وهذه الاية كقوله عز وجل: "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق" الاية, ثم قال تعالى: "قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون" أي لكم ميعاد مؤجل معدود محرر لا يزاد ولا ينقص, فإذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم كما قال تعالى: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر" وقال عز وجل: " وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد "
29- "ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين" أي متى يكون هذا الوعد الذي تعدونا به وهو قيام الساعة أخبرونا به إن كنتم صادقين.
29- "ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين"، يعني القيامة.
29ـ " ويقولون " من فرط جهلهم . " متى هذا الوعد " يعنون المبشر به والمنذر
عنه أو الموعود بقوله تعالى : " يجمع بيننا ربنا " " إن كنتم صادقين " يخاطبون به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين .
29. And they say: When is this promise (to be fulfilled) if ye are truthful?
29 - They say: When will this promise (come to pass If ye are telling the truth?