[الأحزاب : 70] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
70 - (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) صوابا
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، اتقوا الله أن تعصوه، فتستحقوا بذلك عقوبته.
وقوله " وقولوا قولا سديدا " يقول: قولوا في رسول الله والمؤمنين قولاً قاصداً غير جائز، حقاً غير باطل.
كما حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد " وقولوا قولا سديدا " يقول: سداداً.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عنبسة، عن الكلبي " وقولوا قولا سديدا " قال: صدقاً.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " اتقوا الله وقولوا قولا سديدا " أي عدلاً، قال قتادة: يعني به في منطقة وفي عمله كله، والسديد: الصدقز
حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا حفص بن عمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة في قول الله " وقولوا قولا سديدا " قولوا: لا إله إلا الله.
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا" أي قصدًا وحقاً. وقال ابن عباس: أي صوابًا. وقال قتادة ومقاتل: يعني قولوا قولاً سديدًا في شأن زينب وزيد، ولا تنسبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما لا يحل. وقال عكرمة وابن عباس أيضًا: القول السداد لا إله إلا الله. وقيل: هو الذي يوافق ظاهره باطنه. وقيل: هو ما أريد به وجه الله دون غيره. وقيل: هو الإصلاح بين المتشاجرين. وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض. والقول السداد يعم الخيرات، فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك.
وظاهر الآية يعطي أنه إنما أشار إلى ما يكون خلافًا للأذى الذي قيل في جهة الرسول وجهة المؤمنين. ثم وعد جل وعز بأنه يجازي على القول السداد بإصلاح الأعمال وغفران الذنوب وحسبك بذلك درجة ورفعة منزلة. "ومن يطع الله ورسوله" أي فيما أمر به ونهى عنه " فقد فاز فـوزا عظيما ".
يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين بتقواه وأن يعبدوه عبادة من كأنه يراه وأن يقولوا "قولاً سديداً" أي مستقيماً لا اعوجاج فيه ولا انحراف ووعدهم أنهم إذا فعلوا ذلك أثابهم عليه بأن يصلح لهم أعمالهم أي يوفقهم للأعمال الصالحة وأن يغفر لهم الذنوب الماضية. وما قد يقع منهم في المستقبل يلهمهم التوبة منها ثم قال تعالى: "ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً" وذلك أنه يجار من نار الجحيم ويصير إلى النعيم المقيم. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا عمرو بن عوف , حدثنا خالد عن ليث عن أبي بردة , عن أبي موسى الأشعري قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر, فلما انصرف أومأ إلينا بيده فجلسنا فقال: "إن الله تعالى أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وتقولوا قولاً سديداً" ثم أتى النساء فقال: "إن الله أمرني أن آمركن أن تتقين الله وتقلن قولاً سديداً".
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى حدثنا محمد بن عباد بن موسى , حدثنا عبد العزيز بن عمران الزهري حدثنا عيسى بن سمرة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إلا سمعته يقول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً" الاية, غريب جداً, وروى من حديث عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن محمد بن كعب عن ابن عباس موقوفاً: من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله, قال عكرمة القول السديد لا إله إلا الله وقال غيره السديد الصدق وقال مجاهد , هو السداد. وقال غيره: هو الصواب والكل حق.
أو من قوله: 70- "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله" أي في كل أمر من الأمور "وقولوا قولاً سديداً" أي قولاً صواباً وحقاً. قال قتادة ومقاتل: يعني قولوا قولاً سديداً في شأن زيد وزينب، ولا تنسبوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما لا يحل. وقال عكرمة: إن القول السديد لا إله إلا الله. وقيل هو الذي يوافق ظاهره باطنه، وقيل هو ما أريد به وجه الله دون غيره، وقيل هو الإصلاح بين الناس. والسديد مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض، والظاهر من الآية أنه أمرهم بأن يقولوا قولاً سديداً في جميع ما يأتونه ويذرونه فال يخص ذلك نوعاً دون نوع، وإن لم يكن في اللفظ ما يقتضي العموم فالمقام يفيد هذا المعنى، لأنه أرشد سبحانه عباده إلى أن يقولوا قولاً يخالرف قول أهل الأذى.
قوله عز وجل: 70- "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً"، قال ابن عباس: صواباً. وقال قتادة: عدلاً. وقال الحسن: صدقاً. وقيل: مستقيماً. وقال عكرمة هو: قول لا إله إلا الله.
70 -" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله " في ارتكاب ما يكرهه فضلاً عما يؤذي رسوله . " وقولوا قولاً سديداً " قاصداً إلى الحق من سد يسد سداداً ، والمراد النهي عن ضده كحديث زينب من غير قصد .
70. O ye who believe! Guard your duty to Allah, and speak words straight to the point;
70 - O ye who believe fear God, and (always) say a word directed to the Right: