[الأحزاب : 60] لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا
60 - (لئن) لام قسم (لم ينته المنافقون) عن نفاقهم (والذين في قلوبهم مرض) بالزنا (والمرجفون في المدينة) المؤمنين بقولهم قد أتاكم العدو وسراياكم قتلوا أو هزموا (لنغرينك بهم) لنسلطنك عليهم (ثم لا يجاورونك) يساكنونك (فيها إلا قليلا)
يقول تعالى ذكره: لئن لم ينته أهل النفاق، الذين يستسرون الكفر، ويظهرون الإيمان " والذين في قلوبهم مرض " يعني: ريبة من شهوة الزنا وحب الفجور.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو بن علي، قال: ثنا أبو عبد الصمد، قال: ثنا مالك بن دينار، عن عكرمة في قوله " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض " قال: هم الزناة.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " والذين في قلوبهم مرض " قال: شهوة الزنا.
قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا أبو صالح التمار، قال: سمعت عكرمة في قوله " في قلوبهم مرض " قال: شهوة الزنا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة عمن حدثه، عن أبي صالح " والذين في قلوبهم مرض " قال: الزناة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قالن ابن زيد، في قوله " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض " ... الآية، قال: هؤلاء صنف من المنافقين " والذين في قلوبهم مرض " أصحاب الزنا، قال: أهل الزنا من أهل النفاق الذين يطلبون النساء فيبتغون الزنا. وقرأ ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ( الأحزاب: 32) قال: والمنافقون اصناف عشرة في براءة، قال: فالذين في قلوبهم مرض صنف منهم مرض من أمر النساء.
وقوله " والمرجفون في المدينة " يقول: وأهل الإرجاف في المدينة بالكذب والباطل.
وكان إرجافهم فيما ذكر كالذي:
حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة " ... الآية، الإرجاف: الكذب الذي كان نافقه أهل النفاق، وكانوا يقولون: أتاكم عدد وعدة. وذكر لنا أن المنافقين أرادوا أن يظهروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية، قوله " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض " ... الآية، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله " والمرجفون في المدينة " هم أهل النفاق أيضاً الذين يرجفون برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين.
وقوله " لنغرينك بهم " يقول: لنسلطنك عليهم ولنحرشنك بهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: " لنغرينك بهم " يقول: لنسلطنك عليهم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " لنغرينك بهم ": أي لنحملنك عليهم لنحرشنك بهم.
قوله " ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا " يقول: ثم لننفينهم عن مدينتك فلا يسكنون معك فيها إلا قليلاً من المدة والأجل، حتى تنفيهم عنها، فتخرجهم منها.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا " أي بالمدينة.
" لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "
فيه خمس مسائل:الأولى: قوله تعالى: " لئن لم ينته المنافقون" الآية. أهل التفسير على أن الأوصاف الثلاثة لشيء واحد، كما روى سفيان بن سعيد عن منصور عن أبي رزين قال: " المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة " قال: هم شيء واحد، يعني أنهم قد جمعوا هذه الأشياء. والواو مقحمة. كما قال:
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
أراد إلى الملك القرم ابن الهمام ليث الكتيبة، وقد مضى في البقرة. وقيل: كان منهم قوم يرجفون، وقوم يتبعون النساء للريبة، وقوم يشككون المسلمين. قال عكرمة وشهر بن حوشب: الذين في قلوبهم مرض يعني الذين في قلوبهم الزنى. وقال طاوس: نزلت هذه الآية في أمر النساء. وقال سلمة بن كهيل: نزلت في أصحاب الفواحش، والمعنى متقارب. وقيل: المنافقون والذين في قلوبهم مرض شيء واحد، عبر عنهم بلفظين دليله آية المنافقين في أول سورة البقرة. والمرجفون في المدينة قوم كانوا يخبرون المؤمنين بما يسوءهم من عدوهم، فيقولون إذا خرجت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهم قد قتلوا أو هزموا، وإن العدو قد أتاكم، قاله قتادة وغيره. وقيل كانوا يقولون: أصحاب الصفة قوم عزاب، فهم الذين يتعرضون للنساء. وقيل: هم قوم من المسلمين ينطقون بالأخبار الكاذبة حبا للفتنة. وقد كان في أصحاب الإفك قوم مسلمون ولكنهم خاضوا حبا للفتنة. وقال ابن عباس: الإرجاف التماس الفتنة، والإرجاف: إشاعة الكذب والباطل للاغتمام به. وقيل: تحريك القلوب، يقال: رجفت الأرض أي تحركت وتزلزلت ترجف رجفا. والرجفان: الاضطراب الشديد. والرجاف: البحر، سمي به لاضطرابه. قال الشاعر :
‌المطعمون اللحم كل عشية حتى تغيب الشمس في الرجاف
والأرجاف: واحد أراجيف الأخبار. وقد أرجفوا في الشيء، أي خاضوا فيه. قال الشاعر:
فإنا وإن عيرتمـــــونا بقتله وأرجف بالإسلام باغ وحاسد
وقال آخر:
أبالأراجيف يا ابن اللؤم توعدني وفي الأراجيف خلت اللؤم والخور
فالإرجاف حرام، لأن فيه إذاية. فدلت الآية على تحريم الإيذاء بالإرجاف.
الثانية: قوله تعالى: "لنغرينك بهم " أي لنسلطنك عليهم فتستأصلهم بالقتل.وقال ابن عباس: لم ينتهوا عن إيذاء النساء وأن الله عز وجل قد أغراه بهم. ثم إنه قال عز وجل: "ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره" (التوبة:84) وانه أمره بلعنهم، وهذا هو الإغراء وقال محمد بن يزيد: قد أغراه بهمل في الآية التي تلي هذه مع اتصال الكلام بها، وهو قوله عز وجل: " أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا ". فهذا فيه معنى الأمر بقتلهم وأخذهم أي هذا حكمهم إذا كانوا مقيمين على النفاق والإرجاف. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:"خمس يقتلن في الحل والحرم ". فهذا فيه معنى الأمر كالآية سواء. النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في الآية. وقيل: إنهم قد انتهوا عن الإرجاف فلم يغر بهم. ولام لالنغرينك لام القسم، واليمين واقعة عليها، وأدخلت اللام في إن توطئة لها.
الثالثة: قوله تعالى: "ثم لا يجاورونك فيها" أي في المدينة. "إلا قليلا" نصب على الحال من الضمير في يجاورونك فكان الأمر كما قال تبارك وتعالى لأنهم لم يكونوا إلا أقلاء. فهذا أحد جوابي الفراء، وهو الأولى عنده، أي لا يجاورونك إلا في حال قلتهم. والجواب الآخر: أن يكون المعنى إلا وقتا قليلًا، أي لا يبقون معك إلا مدة يسيرة، أي لا يجاورونك فيها إلا جوارًا قليلا حتى يهلكوا، فيكون نعتا لمصدر أو ظرف محذوف. ودذ على أن من كان معك ساكنا بالمدينة فهو جار. وقد مضى في النساء. الرابعة: قوله تعالى: "ملعونين" هذا تمام الكلام عند محمد بن يزيد، وهو منصوب على الحال. وقال ابن الأنباري‌: قليلاً ملعونين وقف حسن. النحاس : ويجوز أن يكون التمام إلا قليلا وتنصب ملعونين على الشتم. كما قرأ عيسى بن عمر: "وامرأته حمالة الحطب" (المسد: 14). وقد حكي عن بعض النحويين أنه قال: يكون المعنى أينما ثقفوا أخذوا ملعونين. وهذا خطأ لا يعمل ما كان مع المجازاة فيما قبله. وقيل: معنى الآية إن أصروا على النفاق لم يكن لهم مقام بالمدينة إلا وهم مطرودون ملعونون. وقد فعل بهم هذا، فإنه لما نزلت سورة براءة جمعوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا فلان قم فاخرج فإنك منافق ويا فلان قم " فقام إخوانهم من المسلمين وتولوا إخراجهم من المسجد.
الخامسة: قوله تعالى: "سنة الله " نصب على المصدر أي سن الله جل وعز فيمن أرجف بالأنبياء وأظهر نفاقه أن يؤخذ ويقتل. "ولن تجد لسنة الله تبديلا" أي تحويلاً وتغييرًا، حكاه النقاش. وقال السدي: يعني أن من قتل بحق فلا دية على قاتله. المهدوي: وفي الآية دليل على جواز ترك إنفاذ الوعيد، والدليل على ذلك بقاء المنافقين معه حتى مات. والمعروف من أهل الفضل إتمام وعدهم وتأخير وعيدهم، وقد مضى هذا في آل عمران وغيرها.
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً أن يأمر النساء المؤمنات ـ خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ـ بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء, والجلباب هو الرداء فوق الخمار, قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد وهو بمنزلة الإزار اليوم. قال الجوهري : الجلباب الملحفة, قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلاً لها:
تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة, وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: "يدنين عليهن من جلابيبهن" فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خيثم عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الاية "يدنين عليهن من جلابيبهن" خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثنا الليث حدثنا يونس بن يزيد قال وسألناه يعني الزهري هل على الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة ؟ قال عليها الخمار إن كانت متزوجة وتنهى عن الجلباب لأنه يكره لهن أن يتشبهن بالحرائر المحصنات وقد قال الله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن", وروي عن سفيان الثوري أنه قال: لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة وإنما نهى عن ذلك لخوف الفتنة لا لحرمتهن واستدل بقوله تعالى: "ونساء المؤمنين" وقوله: "ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" أي إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر, لسن بإماء ولا عواهر. قال السدي في قوله تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلظ الظلام إلى طرق المدينة يتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن, فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها, وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها, وقال مجاهد يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة.
وقوله تعالى: " وكان الله غفورا رحيما " أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك, ثم قال تعالى متوعداً للمنافقين وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر "والذين في قلوبهم مرض" قال عكرمة وغيره هم الزناة ههنا " والمرجفون في المدينة " يعني الذين يقولون جاء الأعداء وجاءت الحروب وهو كذب وافتراء لئن لم ينتهوا عن ذلك ويرجعوا إلى الحق "لنغرينك بهم" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي لنسلطنك عليهم. وقال قتادة لنحرشنك بهم, وقال السدي لنعلمنك بهم "ثم لا يجاورونك فيها" أي في المدينة "إلا قليلاً * ملعونين" حال منهم في مدة إقامتهم في المدينة مدة قريبة مطرودين مبعدين "أينما ثقفوا" أي وجدوا "أخذوا" لذلتهم وقلتهم "وقتلوا تقتيلاً" ثم قال تعالى: "سنة الله في الذين خلوا من قبل" أي هذه سنته في المنافقين إذا تمردوا على نفاقهم وكفرهم ولم يرجعوا عما هم فيه أن أهل الإيمان يسلطون عليهم ويقهرونهم "ولن تجد لسنة الله تبديلاً" أي وسنة الله في ذلك لا تبدل ولا تغير.
ثم توعد سبحانه أهل النفاق والإرجاف فقال: 60- "لئن لم ينته المنافقون" عما هم عليه من النفاق "والذين في قلوبهم مرض" أي شك وريبة عما هم عليه من الاضطراب "والمرجفون في المدينة" عما يصدر منهم من الإرجاف بذكر الأخبار الكاذبة المتضمنة لتوهين جانب المسلمين وظهور المشركين عليهم. قال القرطبي: أهل التفسير على أن الأوصاف الثلاثة لشيء واحد، والمعنى: أن المنافقين قد جمعوا بين النفاق ومرض القلوب والإرجاف على المسلمين، فهو على هذا من باب قوله:
إلى الملك القروم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
أي إلى الملك القرم بن الهمام ليث الكتيبة. وقال عكرمة وشهر بن حوشب: الذين في قلوبهم مرض هم الزناة. والإرجاف في اللغة: إشاعة الكذب والباطل، يقال أرجف بكذا: إذا أخبر به على غير حقيقة لكونه خبراً متزلزلاً غير ثابت، من الرجفة وهي الزلزلة. يقال رجفت الأرض: أي تحركت وتزلزلت ترجف رجفاً، والرجفان: الاضطراب الشديد، وسمي البحر رجافاً لاضطرابه، ومنه قول الشاعر:
المطعمون اللحم كل عشية حتى تغيب الشمس في الرجاف
والإرجاف واحد الأراجيف، وأرجفوا في الشيء خاضوا فيه، ومنه قول شاعر:
فإنا وإن عيرتمونا بقلة وأرجف بالإسلام باغ وحاسد
وقول الآخر:
أبالأراجيف يابن اللوم توعدني وفي الأراجيف خلت اللؤم والخور
وذلك بأن هؤلاء المرجفين كانوا يخبرون عن سرايا المسلمين بأنهم هزموا، وتارة بأنهم قتلوا، وتارة بأنهم غلبوا ونحو ذلك مما تنكسر له قلوب المسلمين من الأخبار، فتوعدهم الله سبحانه بقوله: "لنغرينك بهم" أي لنسلطنك عليهم بالقتل والتشريد بأمرنا لك بذلك. قال المبرد: قد أغراه الله بهم في قوله بعد هذه الآية.
قوله عز وجل: 60- "لئن لم ينته المنافقون"، عن نفاقهم، "والذين في قلوبهم مرض"، فجور، يعني الزناة، "والمرجفون في المدينة"، بالكذب، وذلك أن ناساً منهم كانوا إذا خرجت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقعون في الناس أنهم قتلوا وهزموا، ويقولون: قد أتاكم العدو ونحوها.
وقال الكلبي: كانوا يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ويفشون الأخبار.
"لنغرينك بهم"، لنحرشنك بهم ولنسلطنك عليهم، "ثم لا يجاورونك فيها"، لا يساكنونك في المدينة "إلا قليلاً"، حتى يخرجوا منها، وقيل: لنسلطنك عليهم حتى تقتلهم وتخلي منهم المدينة.
60 -" لئن لم ينته المنافقون " عن نفاقهم . " والذين في قلوبهم مرض " ضعف إيمان وقلة ثبات عليه ، أو فجور عن تزلزلهم في الدين أو فجورهم . " والمرجفون في المدينة " يرجفون أخبار السوء عن سرايا المسلمين ونحوها من إرجافهم ، وأصله التحريك من الرجفة وهي الزلزلة سمي به الإخبار الكاذب لكونه متزلزلاً غير ثابت . " لنغرينك بهم " لنأمرنك بقتالهم وإجلائهم ، أو ما يضطرهم إلى طلب الجلاء . " ثم لا يجاورونك " عطف على " لنغرينك " ، و " ثم " للدلالة على أن الجلاء ومفارقة جوار الرسول أعظم ما يصيبهم . " فيها " في المدينة . " إلا قليلاً " زماناً أو جواراً قليلاً .
60. If the hypocrites, and those in whose hearts is a disease, and the alarmists in the city do not cease, We verify shall urge thee on against them, then they will be your neighbors in it but a little while.
60 - Truly, if the Hypocrites, and those in whose hearts is a disease, and those who stir up sedition in the City, desist not, We shall certainly stir thee up against them: then will they not be able to stay in it as thy neighbors for any length Of time: