[الروم : 16] وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ
16 - (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا) القرآن (ولقاء الآخرة) البعث وغيره (فأولئك في العذاب محضرون)
يقول تعالى ذكره: وأما الذين جحدوا توحيد الله، وكذبوا رسله، وأنكروا البعث بعد الممات والنشور للدار الآخرة، فأولئك في عذاب الله محضرون، وقد أحضرهم الله إياها، فجمعهم فيها ليذوقوا العذاب الذي كانوا في الدنيا يكذبون.
قوله تعالى: "وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا" تقدم الكلام فيه. "ولقاء الآخرة" أي بالبعث. "فأولئك في العذاب محضرون" أي مقيمون. وقيل: مجموعون. وقيل: معذبون. وقيل: نازلون، ومنه قوله تعالى: "إذا حضر أحدكم الموت" البقرة:180 أي نزل به، قاله ابن شجرة، والمعنى متقارب.
يقول تعالى: " الله يبدأ الخلق ثم يعيده" أي كما هو قادر على بداءته فهو قادر على إعادته "ثم إليه ترجعون" أي يوم القيامة, فيجازي كل عامل بعمله. ثم قال "ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون" قال ابن عباس : ييأس المجرمون, وقال مجاهد : يفتضح المجرمون, وفي رواية يكتئب المجرمون "ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء" أي ما شفعت فيهم الالهة التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى وكفروا بهم وخانوهم أحوج ما كانوا إليهم. ثم قال تعالى: "ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون" قال قتادة : هي والله الفرقة التي لا اجتماع بعدها, يعني أنه إذا رفع هذا إلى عليين وخفض هذا إلى أسفل سافلين, فذلك آخر العهد بينهما, ولهذا قال تعالى: "فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون" قال مجاهد وقتادة : ينعمون. وقال يحيى بن أبي كثير : يعني سماع الغناء والحبرة أعم من هذا كله, قال العجاج:
فالحمد لله الذي أعطى الحبر موالي الحق إن المولى شكر
والوجه ما ذكرناه 16- "وأما الذين كفروا" بالله "وكذبوا بآياتنا" وكذبوا "ولقاء الآخرة" أي البعث والجنة والنار، والإشارة بقوله: "فأولئك" إلى المتصفين بهذه الصفات، وهو مبتدأ وخبره "في العذاب محضرون" أي مقيمون فيه، وقيل مجموعون، وقيل نازلون، وقيل معذبون، والمعاني متقاربة، والمراد دوام عذابهم. ثم لما بين عاقبة طائفة المؤمنين وطائفة الكافرين أرشد المؤمنين إلى ما فيه الأجر الوافر والخير العام.
16- "وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة"، أي: البعث يوم القيامة، "فأولئك في العذاب محضرون".
16 -" وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون " مدخلون لا يغيبون عنه .
16. But as for those who disbelieved and denied Our revelations, and denied the meeting of the Hereafter, such will be brought to doom.
16 - And those who have rejected faith and falsely denied our signs and the meeting of the Hereafter, such shall be brought forth to punishment.