[آل عمران : 5] إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء
(إن الله لا يخفى عليه شيء) كائن (في الأرض ولا في السماء) لعلمه بما يقع في العالم من كلي وجزئي وخصهما بالذكر لأن الحس لا يتجاوزهما
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: إن الله لا يخفى عليه شيء هو في الأرض ولا شيء هو في السماء. يقول: فكيف يخفى علي يا محمد -وأنا علام جميع الأشياء- ما يضاهي به هؤلاء الذين يجادلونك في آيات الله من نصارى نجران في عيسى ابن مريم، في مقالتهم التي يقولونها فيه؟! كما:
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: "إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء"، أي: قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى، إذ جعلوه رباً وإلهاً، وعندهم من علمه غير ذلك، غرةً بالله وكفراً به.
قوله تعالى : " إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء " هذا خبر عن علمه تعالى بالأشياء على التفصيل ، ومثله في القرآن كثير . فهو العالم بما كان وما يكون وما لا يكون ، فكيف يكون عيسى إلها أو ابن إله وهو تخفى عليه الأشياء ! .
يخبر تعالى أنه يعلم غيب السماء والأرض, لا يخفى عليه شيء من ذلك, "هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء" أي يخلقكم في الأرحام كما يشاء من ذكر وأنثى, وحسن وقبيح, وشقي وسعيد, "لا إله إلا هو العزيز الحكيم" أي هو الذي خلق, وهو المستحق للإلهية وحده لا شريك له, وله العزة التي لا ترام, والحكمة والأحكام. وهذه الاية فيها تعريض, بل تصريح بأن عيسى ابن مريم عبد مخلوق, كما خلق الله سائر البشر, لأن الله صوره في الرحم وخلقه كما يشاء, فكيف يكون إلهاً كما زعمته النصارى, عليهم لعائن الله, وقد تقلب في الأحشاء وتنقل من حال إلى حال ؟ كما قال تعالى: "يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث".
قوله: 5- "إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" هذه الجملة استئنافية لبيان سعة علمه وإحاطته بالمعلومات وعبر عن معلوماته بما في الأرض والسماء مع كونها أوسع من ذلك، لقصور عباده عن العلم بما سواهما من أمكنة مخلوقاته وسائر معلوماته، ومن جملة ما لا يخفى عليه إيمان من آمن من خلقه وكفر من كفر.
5-" إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء "
5 " إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء " أي شيء كائن في العالم كلياً كان أو جزئياً, إيماناً أو كفراً. فعبر عنه بالسماء والأرض إذ الحس لا يتجاوزهما, وإنما قدم الأرض ترقيا من الأدنى إلى الأعلى, ولأن المقصود بالذكر ما اقترف فيها. وهو كالدليل على كونه حياً .
5. Lo! nothing in the earth or in the heavens is hidden from Allah.
5 - From God, verily nothing is hidden on earth or in the heavens.