[آل عمران : 112] ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
(ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا) حيثما وجدوا فلا عز لهم ولا اعتصام (إلا) كائنين (بحبل من الله وحبل من الناس) المؤمنين وهو عهدهم إليهم بالأمان على أداء الجزية أي لا عصمة لهم غير ذلك (وباؤوا) رجعوا (بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم) أي بسبب أنهم (كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك) تأكيد (بما عصوا) أمر الله (وكانوا يعتدون) يتجاوزون الحلال إلى الحرام
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: "ضربت عليهم الذلة"، ألزموا الذلة. و"الذلة" الفعلة من الذل، وقد بينا ذلك بشواهده في غير هذا الموضع.
"أينما ثقفوا" يعني: حيثما لقوا.
يقول جل ثناؤه : ألزم اليهود المكذبون بمحمد صلى الله عليه وسلم الذلة أينما كانوا من الأرض، وبأي مكان كانوا من بقاعها، من بلاد المسلمين والمشركين ، "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، كما:
حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا هوذة قال ، حدثنا عوف، عن الحسن في قوله: "ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة"، قال : أدركتهم هذه الأمة، وإن المجوس لتجبيهم الجزية.
حدثني محمد بن سنان قال ، حدثنا أبو بكر الحنفي قال ، حدثنا عباد، عن الحسن في قوله: "ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، قال: أذلهم الله فلا منعة لهم ، وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين.
وأما الحبل الذي ذكره الله في هذا الموضع ، فإنه السبب الذي يأمنون به على أنفسهم من المؤمنين وعلى أموالهم وذراريهم، من عهد وأمان تقدم لهم عقده قبل أن يثقفوا في بلاد الإسلام، كما:
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "إلا بحبل من الله"، قال: بعهد، "وحبل من الناس"، قال : بعهدهم.
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: "ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، يقول : إلا بعهد من الله وعهد من الناس.
حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر، عن قتادة مثله.
حدثنا حميد بن مسعدة قال ، حدثنا يزيد، عن عثمان بن غياث قال ، عكرمة يقول: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، قال : بعهد من الله وعهد من الناس.
حدثنا محمد قال ، حدثنا أحمد قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، يقول : إلا بعهد من الله وعهد من الناس.
حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه ، عن الربيع قوله: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، يقول: إلا بعهد من الله وعهد من الناس.
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : "أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، فهو عهد من الله وعهد من الناس، كما يقول الرجل: ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو الميثاق.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ، قال مجاهد:
"أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، قال: بعهد من الله وعهد من الناس لهم. قال ابن جريج، وقال عطاء: العهد حبل الله.
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله: "أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، قال: إلا بعهد، وهم يهود. قال: والحبل العهد. قال : وذلك قول أبي الهيثم بن التيهان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتته الأنصار في العقبة: أيها الرجل، إنا قاطعون فيك حبالاً بيننا وبين الناس، يقول: عهوداً، قال : واليهود لا يأمنون في أرض من أرض الله إلا بهذا الحبل الذي قال الله عز وجل . وقرأ: "وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة" [آل عمران: 55]، قال: فليس بلد فيه أحد من النصارى إلا وهم فوق يهود في شرق ولا غرب ، هم في البلدان كلها مستذلون، قال الله: "وقطعناهم في الأرض أمما" [الأعراف: 68]، يهود.
حدثت عن الحسين، قال : سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك في قوله: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، يقول : بعهد من الله وعهد من الناس.
حدثني يحيى بن أبي طالب قال ، أخبرنا يزيد قال: أخبرنا جويبر، عن الضحاك مثله.
قال أبو جعفر: واختلف أهل العربية في المعنى الذي جلب الباء في قوله: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، فقال بعض نحويي الكوفة : الذي جلب الباء في قوله: "بحبل"، فعل مضمر قد ترك ذكره. قال : ومعنى الكلام : ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا، إلا أن يعتصموا بحبل من الله، فأضمر ذلك ، واستشهد لقوله ذلك بقول الشاعر:
رأتني بحبليها فصدت مخافةً وفي الحبل روعاء الفؤاد فروق
وقال : أراد : أقبلت بحبليها، وبقول الآخر:
حنتني حانيات الدهر حتى كأني خاتل أدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني ولست مقيداً، أني بقيد
يريد: مقيداً بقيد.
فأوجب إعمال فعل محذوف ، وإظهار صلته وهو متروك . وذلك في مذاهب العربية ضعيف، ومن كلام العرب بعيد. وأما ما استشهد به لقوله من الأبيات ، فغير دال على صحة دعواه ، لأن في قول الشاعر: رأتني بحبليها دلالة بينة في أنها رأته بالحبل ممسكاً. ففي إخباره عنها أنها رأته بحبليها، إخبار منه أنها رأته ممسكاً بالحبلين. فكان فيما ظهر من الكلام مستغنىً عن ذكر الإمساك، وكانت الباء صلة لقوله : رأتني، كما قول القائل: أنا بالله، مكتف بنفسه ، ومعرفة السامع معناه ، أن تكون الباء محتاجة إلى كلام يكون لها جالباً غير الذي ظهر، وأن المعنى: أنا بالله مستعين.
وقال بعض نحويي البصرة، قوله: "إلا بحبل من الله" استثناء خارج من أول الكلام. قال : وليس ذلك بأشد من قوله: "لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما" [مريم: 62].
وقال آخرون من نحويي الكوفة : هو استثناء متصل ، والمعنى : ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا، أي : بكل مكان ، إلا بموضع حبل من الله ، كما تقول : ضربت عليهم الذلة في الأمكنة إلا في هذا المكان.
وهذا أيضاً طلب الحق فأخطأ المفصل . وذلك أنه زعم أنه استثناء متصل ، ولو كان متصلاً كما زعم ، لوجب أن يكون القوم إذا ثقفوا بحبل من الله وحبل من الناس غير مضروبة عليهم المسكنة. وليس ذلك صفة اليهود، لأنهم أينما ثقفوا بحبل من الله وحبل من الناس، أو بغير حبل من الله عز وجل وغير حبل من الناس، فالذلة مضروبة عليهم ، على ما ذكرنا عن أهل التأويل قبل. فلو كان قوله: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس"، استثناء متصلاً، لوجب أن يكون القوم إذا ثقفوا بعهد وذمة أن لا تكون الذلة مضروبة عليهم. وذلك خلاف ما وصفهم الله به من صفتهم ، وخلاف ما هم به من الصفة، فقد تبين أيضاً بذلك فساد قول هذا القائل أيضاً.
قال أبو جعفر: ولكن القول عندنا أن الباء في قوله: "إلا بحبل من الله"، أدخلت لأن الكلام الذي قبل الاستثناء مقتض في المعنى الباء. وذلك أن معنى قوله: "ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا" ضربت عليهم الذلة بكل مكان ثقفوا، ثم قال: "إلا بحبل من الله وحبل من الناس" على غير وجه الاتصال بالأول ، ولكنه على الانقطاع عنه . ومعناه : ولكن يثقفون بحبل من الله وحبل من الناس، كما قيل: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ" [النساء: 92]، فالخطأ وإن كان منصوباً بما عمل فيما قبل الاستثناء، فليس قوله باستثناء متصل بالأول بمعنى : إلا خطأ، فإن له قتله كذلك، ولكن معناه : ولكن قد يقتله خطأ. فكذلك قوله: "أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله"، وإن كان الذي جلب الباء التي بعد "إلا" الفعل الذي يقتضيها قبل "إلا"، فليس الاستثناء بالاستثناء المتصل بالذي قبله ، بمعنى : أن القوم إذا لقوا، فالذلة زائلة عنهم ، بل الذلة ثابتة بكل حال. ولكن معناه ما بينا آنفاً.
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: "وباءوا بغضب من الله"، وتحملوا غضب الله فانصرفوا به مستحقيه. وقد بينا أصل ذلك بشواهده ، ومعنى "المسكنة" وأنها ذل الفاقة والفقر وخشوعهما، ومعنى: الغضب من الله فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: "ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله"، يعني جل ثناؤه بقوله: "ذلك"، أي: بوءهم الذي باؤوا به من غضب الله وضرب الذلة عليهم ، بدل مما كانوا يكفرون بآيات الله ، يقول : مما كانوا يجحدون أعلام الله وأدلته على صدق أنبيائه ، وما فرض عليهم من فرائضه ، "ويقتلون الأنبياء بغير حق"، يقول: وبما كانوا يقتلون أنبياءهم ورسل الله إليهم ، اعتداءً على الله وجرأة عليه بالباطل ، وبغير حق استحقوا منهم القتل.
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام: ألزموا الذلة بأي مكان لقوا، إلا بذمة من الله وذمة من الناس، وانصرفوا بغضب من الله متحمليه ، وألزموا ذل الفاقة وخشوع الفقر، بدلاً مما كانوا يجحدون بآيات الله وأدلته وحججه، ويقتلون أنبياءه بغير حق ظلماً واعتداء.
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فعلنا بهم ذلك بكفرهم ، وقتلهم الأنبياء، ومعصيتهم ربهم ، واعتدائهم أمر ربهم.
وقد بينا معنى الاعتداء في غير موضع فيما مضى من كتابنا بما فيه الكفاية عن إعادته.
فأعلم ربنا جل ثناؤه عباده ما فعل بهؤلاء القوم من أهل الكتاب، من إحلال الذلة والخزي بهم في عاجل الدنيا، مع ما ذخر لهم في الآجل من العقوبة والنكال وأليم العذاب، إذ تعدوا حدود الله واستحلوا محارمه ، تذكيراً منه تعالى ذكره لهم ، وتنبيهاً على موضع البلاء الذي من قبله أتوا لينيبوا ويذكروا، وعظة منه لأمتنا أن لا يستنوا بسنتهم ويركبوا مناهجهم، فيسلك بهم مسالكهم، ويحل بهم من نقم الله ومثلاته ما أحل بهم، كما:
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة "ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"، اجتنبوا المعصية والعدوان ، فإن بهما أهلك من أهلك قبلكم من الناس.
قوله تعالى : " ضربت عليهم الذلة " يعني اليهود . " أينما ثقفوا " أي وجدوا ولقوا ، وتم الكلام . وقد مضى في البقرة معنى ضرب الذلة عليهم . " إلا بحبل من الله " استثناء منقطع ليس من الأول . أي لكنهم يعتصمون بحبل من الله " وحبل من الناس " يعني الذمة التي لهم . والناس : محمد والمؤمنون يؤدون إليهم الخراج فيؤمنونهم . وفي الكلام اختصار والمعنى : إلا أن يعتصموا بحبل من الله ، فحذف ، قاله الفراء : " وباءوا بغضب من الله " أي رجعوا . وقيل : احتملوا . وأصله في اللغة أنه لا زمهم ، وقد مضى في البقرة . ثم أخبر لم فعل ذلك بهم ، فقال : " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " وقد مضى في البقرة مستوفى .
يخبر تعالى عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم, فقال تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" قال البخاري : حدثنا محمد بن يوسف , عن سفيان عن ميسرة , عن أبي حازم , عن أبي هريرة رضي الله عنه "كنتم خير أمة أخرجت للناس" قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام, وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطية العوفي وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس "كنتم خير أمة أخرجت للناس" يعني خير الناس للناس, والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس, ولهذا قال "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" قال الإمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك , حدثنا شريك , عن سماك , عن عبد الله بن عميرة , عن زوج درة بنت أبي لهب , عن درة بنت أبي لهب قالت: " قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر, فقال: يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال خير الناس أقرؤهم وأتقاهم لله, وآمرهم بالمعروف, وأنهاهم عن المنكر, وأوصلهم للرحم" ورواه أحمد في مسنده , و النسائي في سننه , و الحاكم في مستدركه , من حديث سماك , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس في قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس" قال: هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة. والصحيح أن هذه الاية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه, وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم, كما قال في الاية الأخرى "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" أي خياراً "لتكونوا شهداء على الناس" الاية.
وفي مسند الإمام أحمد وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه ومستدرك الحاكم من رواية حكيم بن معاوية بن حيدة , عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم توفون سبعين أمة, أنتم خيرها وأنتم أكرم على الله عز وجل" وهو حديث مشهور, وقد حسنه الترمذي , ويروى من حديث معاذ بن جبل وأبي سعيد نحوه, وإنما حازت هذه الأمة قصب السبق إلى الخيرات بنبيها محمد صلوات الله وسلامه عليه, فإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله, وبعثه الله بشرع كامل عظيم لم يعطه نبي قبله ولا رسول من الرسل, فالعمل على منهاجه وسبيله يقوم القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه, كما قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن , حدثنا ابن زهير , عن عبد الله يعني ابن محمد بن عقيل , عن محمد بن علي وهو ابن الحنفية : أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: " قال رسول الله أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء, فقلنا يا رسول الله ما هو ؟ قال نصرت بالرعب, وأعطيت مفاتيح الأرض, وسميت أحمد وجعل التراب لي طهوراً, وجعلت أمتي خير الأمم" تفرد به أحمد من هذا الوجه, وإسناده حسن.
وقال الإمام أحمد أيضاً: حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار , حدثنا ليث عن معاوية عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة , قال سمعت أم الدرداء رضي الله عنها تقول: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: " سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها يقول إن الله تعالى يقول: يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا, وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا, ولا حلم ولا علم قال: يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم ؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي".
وقد وردت أحاديث يناسب ذكرها ههنا, قال الإمام أحمد : حدثنا هاشم بن القاسم , حدثنا المسعودي حدثنا بكير بن الأخنس , عن رجل, عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه, قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب, وجوههم كالقمر ليلة البدر, قلوبهم على قلب رجل واحد, فاستزدت ربي عز وجل فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً " قال أبو بكر رضي الله عنه: فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ومصيب من حافات البوادي.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي , حدثنا هشام بن حسان , عن القاسم بن مهران , عن موسى بن عبيد , عن ميمون بن مهران , عن عبد الرحمن بن أبي بكر : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ربي أعطاني سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فقال عمر , يا رسول الله فهلا استزدته فقال استزدته فأعطاني مع كل رجل سبعين ألفاً. قال عمر: فهلا استزدته ؟ قال قد استزدته فأعطاني هكذا " , وفرج عبد الله بن بكر بين يديه, وقال عبد الله : وبسط باعيه, وحثا عبد الله , وقال هشام : وهذا من الله لا يدرى ما عدده.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا أبو اليمان , حدثنا إسماعيل بن عياش , عن ضمضم بن زرعة قال: قال شريح بن عبيد : مرض ثوبان بحمص, وعليها عبد الله بن قرط الأزدي , فلم يعده, فدخل على ثوبان رجل من الكلاعين عائداً, فقال له ثوبان : أتكتب ؟ قال: نعم, قال: اكتب, فكتب للأمير عبد الله بن قرط من ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم, أما بعد فإنه لو كان لموسى وعيسى عليهما السلام بحضرتك خادم لعدته, ثم طوى الكتاب وقال له: أتبلغه إياه ؟ قال: نعم, فانطلق الرجل بكتابه فدفعه إلى ابن قرط , فلما رآه, قام فزعاً, فقال الناس: ما شأنه أحدث أمر ؟ فأتى ثوبان حتى دخل عليه فعاده وجلس عنده ساعة, ثم قام فأخذ ثوبان بردائه, وقال: اجلس حتى أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب, مع كل ألف سبعون ألفاً" تفرد به أحمد من هذا الوجه وإسناد رجاله كلهم ثقات شاميون حمصيون, فهو حديث صحيح, ولله الحمد والمنة.
(طريق آخر): قال الطبراني : حدثنا عمرو بن إسحاق بن زبريق الحمصي , حدثنا محمد بن إسماعيل يعني ابن عياش , حدثني أبي , عن ضمضم بن زرعة , عن شريح بن عبيد عن أبي أسماء الرحبي , عن ثوبان رضي الله عنه, قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن ربي عز وجل وعدني من أمتي سبعين ألفاً لا يحاسبون,مع كل ألف سبعون ألفاً" هذا لعله هو المحفوظ بزيادة أبي أسماء الرحبي بين شريح وبين ثوبان , والله أعلم.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق , حدثنا معمر عن قتادة , عن الحسن , عن عمران بن حصين , عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال أكثرنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ثم غدونا إليه, فقال "عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها, فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة, والنبي ومعه العصابة, والنبي ومعه النفر, والنبي وليس معه أحد, حتى مر علي موسى عليه السلام ومعه كبكبة من بني إسرائيل, فأعجبوني فقلت: من هؤلاء ؟ فقيل: هذا أخوك موسى معه بنو إسرائيل. قال: فقلت: فأين أمتي ؟ فقيل: انظر عن يمينك, فنظرت فإذا الظراب قد سد بوجوه الرجال ثم قيل لي: انظر عن يسارك. فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال, فقيل لي: أرضيت ؟ فقلت, رضيت يا رب ـ قال ـ فقيل لي: إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فداكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين ألفاً فافعلوا, فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب, فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق, فإني قد رأيت ثم أناسا يتهاوشون فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله, ادع الله أن يجعلني منهم, أي من السبعين, فدعا له, فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم, فقال قد سبقك بها عكاشة " قال: ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين الألف, قوم ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هم الذين لا يسترقون, ولا يكتوون ولا يتطيرون, وعلى ربهم يتوكلون " هكذا رواه أحمد بهذا السند وهذا السياق, ورواه أيضاً عن عبد الصمد عن هشام عن قتادة بإسناده مثله, وزاد بعد قوله " رضيت يا رب, رضيت يا رب, قال: رضيت, قلت: نعم. قال انظر عن يسارك ـ قال ـ فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال, فقال: رضيت ؟ قلت: رضيت" وهذا إسناد صحيح من هذا الوجه تفرد به أحمد , ولم يخرجوه.
(حديث آخر) قال أحمد بن منيع : حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز , حدثنا حماد عن عاصم عن زر , عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي الأمم بالمواسم فراثت علي أمتي, ثم رأيتهم فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم, قد ملؤوا السهل والجبل, فقال: أرضيت يا محمد ؟ فقلت: نعم. قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم, فقال: أنت منهم. فقام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم, فقال: سبقك بها عكاشة" رواه الحافظ الضياء المقدسي , وقال: هذا عندي على شرط مسلم .
(حديث آخر) قال الطبراني : حدثنا محمد بن الجذوعي القاضي , حدثنا عقبة بن مكرم , حدثنا محمد بن أبي عدي عن هشام بن حسان , عن محمد بن سيرين , عن عمران بن حصين , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب ولا عذاب قيل: من هم ؟ قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون, ولا يتطيرون, وعلى ربهم يتوكلون" ورواه مسلم من طريق هشام بن حسان , وعنده ذكر عكاشة .
(حديث آخر) ثبت في الصحيحين من رواية الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدخل الجنة من أمتي زمرة وهم سبعون ألفاً, تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر فقال أبو هريرة : فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه, فقال: يا رسول الله, ادع الله أن يجعلني منهم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال مثله, فقال سبقك بها عكاشة ".
(حديث آخر) قال أبو القاسم الطبراني : حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا سعيد بن أبي مريم , حدثنا أبو غسان عن أبي حازم , عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً ـ أو سبعمائة ألف ـ آخذ بعضهم ببعض حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة, ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر" أخرجه البخاري ومسلم جميعاً عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم عن ابيه عن سهل به.
(حديث آخر) قال مسلم بن الحجاج في صحيحه: حدثنا سعيد بن منصور , حدثنا هشيم , أنبأنا حصين بن عبد الرحمن , قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال, أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ قلت: أنا, ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة, ولكني لدغت, قال: فما صنعت ؟ قلت: استرقيت. قال: فما حملك على ذلك ؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي . قال: وما حدثكم الشعبي ؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أنه قال "لا رقية إلا من عين أو حمة", قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع, ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط, والنبي ومعه الرجل والرجلان, والنبي وليس معه أحد, إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي, فقيل لي: هذا موسى وقومه, ولكن انظر إلى الأفق, فنظرت فإذا سواد عظيم, فقيل لي: انظر إلى الأفق الاخر, فإذا سواد عظيم, فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب, ثم نهض فدخل منزله " , فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب, فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً, وذكروا أشياء, فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال "ما الذي تخوضون فيه ؟ فأخبروه, فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون, ولا يتطيرون, وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت منهم , ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم, قال سبقك بها عكاشة" وأخرجه البخاري عن أسيد بن زيد عن هشيم , وليس عنده: لا يرقون.
(حديث آخر) قال أحمد : حدثنا روح بن عبادة , حدثنا ابن جريج , أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فذكر حديثاً, وفيه فتنجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفاً لا يحاسبون, ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء" ثم كذلك, وذكر بقيته, رواه مسلم من حديث روح , غير أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
(حديث آخر) قال الحافظ أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب السنن له: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد , سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً, مع كل ألف سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب, وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل" وكذا رواه الطبراني من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش به, وهذا إسناد جيد.
(طريق أخرى) عن أبي أمامة . قال ابن أبي عاصم , حدثنا دحيم , حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو , عن سليم بن عامر , عن أبي اليمان الهوزني واسمه عامر بن عبد الله بن لحي , عن أبي أمامة عن رسول الله, قال: "إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس : والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذباب, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله وعدني سبعين ألفاً, مع كل ألف سبعون ألفاً وزادني ثلاث حثيات", وهذا أيضاً إسناد حسن,
(حديث آخر) قال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن خليد , حدثنا أبو توبة , حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن ربي عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب, ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفاً, ثم يحثي ربي عز وجل بكفيه ثلاث حثيات" فكبر عمر وقال: إن السبعين الأول يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم, وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر, قال الحافظ الضياء أبو عبد الله المقدسي في كتابه صفة الجنة : لا أعلم لهذا الإسناد علة, والله أعلم.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثني يحيى بن سعيد , حدثنا هشام يعني الدستوائي , حدثنا يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة , حدثنا عطاء بن يسار أن رفاعة الجهني حدثه, قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد أو قال: بقديد فذكر حديثاً وفيه ثم قال " وعدني ربي عز وجل أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب, وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة" قال الضياء : وهذا عندي على شرط مسلم .
(حديث آخر) قال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن قتادة , عن النضر بن أنس , عن أنس , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف . قال أبو بكر رضي الله عنه: زدنا يا رسول الله. قال: والله هكذا. فقال عمر : حسبك يا أبا بكر , فقال أبو بكر : دعني وما عليك أن يدخلنا الله الجنة كلنا, فقال عمر : إن شاء الله أدخل خلقه الجنة بكف واحد, فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق عمر" هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عبد الرزاق . قاله الضياء وقد رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني , قال: حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي , حدثنا سليمان بن حرب , حدثنا أبو هلال عن قتادة , عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألف فقال أبو بكر : يا رسول الله, زدنا. قال: وهكذا وأشار سليمان بن حرب بيده كذلك, قلت: يا رسول الله, زدنا فقال عمر : إن الله قادر أن يدخل الناس الجنة بحفنة واحدة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر", هذا حديث غريب من هذا الوجه. و أبو هلال اسمه محمد بن سليم الراسبي بصري .
(طريق آخر) عن أنس . قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن أبي بكر , حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي , حدثنا حميد عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً قالوا: زدنا يا رسول الله. قال: لكل رجل سبعون ألفاً. قالوا: زدنا, وكان على كثيب, فقال هكذا وحثا بيده, قالوا: يا رسول الله أبعد الله من دخل النار بعد هذا " , وهذا إسناد جيد, ورجاله كلهم ثقات, ما عدا عبد القاهر بن السري , وقد سئل عنه ابن معين فقال: صالح.
(حديث آخر) روى الطبراني من حديث قتادة عن أبي بكر بن أنس , عن أبي بكر بن عمير , عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: "إن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلثمائة ألف الجنة فقال عمير : يا رسول الله, زدنا, فقال: هكذا, بيده, فقال عمير : يا رسول الله, زدنا فقال عمر : حسبك إن الله إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة, فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم صدق عمر".
(حديث آخر) قال الطبراني : حدثنا أحمد بن خليد , حدثنا أبو توبة , حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني عبد الله بن عامر أن قيساً الكندي حدثه أن أبا سعيد الأنماري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: "إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب, ويشفع كل ألف لسبعين ألفاً, ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه". كذا قال قيس , فقلت لأبي سعيد : آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم بأذني, ووعاه قلبي, قال أبو سعيد : فقال يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وذلك إن شاء الله عز وجل يستوعب مهاجري أمتي ويوفي الله بقيته من أعرابنا" وقد روى هذا الحديث محمد بن سهل بن عسكر عن أبي توبة الربيع بن نافع بإسناده مثله, وزاد: قال أبو سعيد : فحسب ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فبلغ أربعمائة ألف ألف وتسعين ألف ألف.
(حديث آخر) قال أبو القاسم الطبراني : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني , حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش , حدثني أبي , حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد , عن أبي مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما والذي نفس محمد بيده ليبعثن منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة جميعها يخبطون الأرض, تقول الملائكة: لم جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء ؟" وهذا إسناد حسن.
(نوع آخر) ـ من الأحاديث الدلة على فضيلة هذه الأمة وشرفها وكرامتها على الله عز وجل, وأنها خير الأمم في الدينا والاخرة, قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد , حدثنا ابن جريج , أخبرني أبو الزبير عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي يوم القيامة ربع الجنة قال: فكبرنا, ثم قال: أرجو أن يكونوا ثلث الناس قال: فكبرنا, ثم قال: أرجو أن تكونوا الشطر", وهكذا رواه عن روح عن ابن جريج به, وهو على شرط مسلم . وثبت في الصحيحين من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون , عن عبد الله بن مسعود , قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ فكبرنا, ثم قال أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ فكبرنا, ثم قال إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة".
(طريق أخرى) عن ابن مسعود . قال الطبراني : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور , حدثنا عفان بن مسلم , حدثنا عبد الواحد بن زياد , حدثني الحارث بن حصيرة , حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه , عن عبد الله بن مسعود , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: كيف أنتم وثلثها ؟ قالوا: ذاك أكثر, قال: كيف أنتم والشطر لكم ؟ قالوا: ذاك أكثر, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومائة صف, لكم منها ثمانون صفاً" قال الطبراني : تفرد به الحارث بن حصيرة .
(حديث آخر) ـ قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد , حدثنا عبد العزيز بن مسلم , حدثنا ضرار بن مرة أبو سنان الشيباني عن محارب بن دثار , عن ابن بريدة , عن أبيه , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أهل الجنة عشرون ومائة صف, هذه الأمة من ذلك ثمانون صفاً" وكذا رواه عن عفان عن عبد العزيز به, وأخرجه الترمذي من حديث أبي سنان به, وقال: هذا حديث حسن, ورواه ابن ماجه من حديث سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد , عن سليمان بن بريدة , عن أبيه به.
(حديث آخر) ـ روى الطبراني من حديث سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي : حدثنا خالد بن يزيد البجلي , حدثنا سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه , عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: "أهل الجنة عشرون ومائة صف, ثمانون منها من أمتي " تفرد به خالد بن يزيد البجلي , وقد تكلم فيه ابن عدي .
(حديث آخر) قال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل , حدثنا موسى بن غيلان , حدثنا هاشم بن مخلد , حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان , عن أبي عمرو , عن أبيه عن أبي هريرة , قال: لما نزلت " ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتم ربع أهل الجنة, أنتم ثلث أهل الجنة, أنتم نصف أهل الجنة, أنتم ثلثا أهل الجنة".
وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن ابن طاوس , عن أبيه , عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم, قال "نحن الاخرون الأولون يوم القيامة, نحن أول الناس دخولاً الجنة, بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم, فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق, فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه, الناس لنا فيه تبع, غداً لليهود للنصارى بعد غد" رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن طاوس عن أبيه , عن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم, مرفوعاً بنحوه, ورواه مسلم أيضاً من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نحن الاخرون الأولون يوم القيامة, ونحن أول من يدخل الجنة" وذكر تمام الحديث.
(حديث آخر) ـ روى الدارقطني في الأفراد من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري , عن سعيد بن المسيب , عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الجنة حرمت على الأنبياء كلهم حتى أدخلها, وحرمت على الأمم حتى تدخلها أمتي", ثم قال: انفرد به ابن عقيل عن الزهري , ولم يرو عنه سواه, وتفرد به زهير بن محمد عن ابن عقيل , وتفرد به عمرو بن أبي سلمة عن زهير . وقد رواه أبو أحمد بن عدي الحافظ , فقال: حدثنا أحمد بن الحسين بن إسحاق , حدثنا أبو بكر الأعين محمد بن أبي عتاب , حدثنا أبو حفص التنيسي ـ يعني عمرو بن أبي سلمة ـ حدثنا صدقة الدمشقي عن زهير بن محمد , عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الزهري . ورواه الثعلبي : حدثنا أبو العباس المخلدي أنبانا أبو نعيم عبد الملك بن محمد , أنبانا أحمد بن عيسى التنيسي , حدثنا عمرو بن أبي سلمة , حدثنا صدقة بن عبد الله عن زهير بن محمد عن ابن عقيل به.
فهذه الأحاديث في معنى قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فمن اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا الثناء عليهم والمدح, كما قال قتادة : بلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حجة حجها, رأى من الناس سرعة, فقرأ هذه الاية "كنتم خير أمة أخرجت للناس" ثم قال: من سره أن يكون من تلك الأمة, فليؤد شرط الله فيها, رواه ابن جرير , ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله تعالى: "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه" الاية, ولهذا لما مدح تعالى هذه الأمة على هذه الصفات, شرع في ذم أهل الكتاب وتأنيبهم, فقال تعالى: "ولو آمن أهل الكتاب" أي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " أي قليل منهم من يؤمن با لله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم, وأكثرهم على الضلالة والكفر والفسق والعصيان.
ثم قال تعالى مخبراً عباده المؤمنين ومبشراً لهم أن النصر والظفر لهم على أهل الكتاب الكفرة الملحدين, فقال تعالى: "لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون" وهكذا وقع, فإنهم يوم خيبر أذلهم الله وأرغم أنوفهم, وكذلك من قبلهم من يهود المدينة بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة كلهم أذلهم الله, وكذلك النصارى بالشام كسرهم الصحابة في غير ما موطن, وسلبوهم ملك الشام أبد الابدين ودهر الداهرين, ولا تزال عصابة الإسلام قائمة بالشام حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم كذلك, ويحكم بملة الإسلام وشرع محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية, ولا يقبل إلا الإسلام. ثم قال تعالى: " ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس " أي ألزمهم الله الذلة والصغار أينما كانوا فلا يأمنون "إلا بحبل من الله" أي بذمة من الله, وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم وإلزامهم أحكام الملة "وحبل من الناس" أي أمان منهم لهم, كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين, ولو امرأة, وكذا عبد على أحد قولي العلماء, قال ابن عباس "إلا بحبل من الله وحبل من الناس" أي بعهد من الله وعهد من الناس وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء والضحاك والحسن وقتادة والسدي والربيع بن أنس . وقوله " وباءوا بغضب من الله " أي ألزموا فالتزموا بغضب من الله وهم يستحقونه "وضربت عليهم المسكنة" أي ألزموها قدراً وشرعاً. ولهذا قال "ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق" أي وإنما حملهم على ذلك الكبر والبغي والحسد فأعقبهم ذلك الذلة والصغار والمسكنة أبداً متصلاً بذل الاخرة, ثم قال تعالى: "ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون" أي إنما حملهم على الكفر بآيات الله وقتل رسل الله, وقيضوا لذلك ـ أنهم كانوا يكثرون العصيان لأوامر الله عز وجل والغشيان لمعاصي الله, والاعتداء في شرع الله, فعياذاً بالله من ذلك, والله عز وجل المستعان. قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن حبيب , حدثنا أبو داود الطيالسي , حدثنا شعبة , عن سليمان الأعمش , عن إبراهيم , عن أبي معمر الأزدي , عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, قال: كانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم ثلثمائة نبي, ثم يقوم سوق بقلهم آخر النهار.)
قوله 112- "ضربت عليهم الذلة" قد تقدم في البقرة معنى هذا التركيب. والمعنى: صارت الذلة محيطة بهم في كل حال وعلى كل تقدير في أي مكان وجدوا "إلا بحبل من الله" أي: إلا أن يعتصموا بحبل من الله، قاله الفراء: أي بذمة الله أو بكتابه "وحبل من الناس" أي: بذمة من الناس وهم المسلمون، وقيل: المراد بالناس النبي صلى الله عليه وسلم "وباءوا" أي رجعوا "بغضب من الله" وقيل: احتملوا، وأصل معناه في اللغة اللزوم والاستحقاق: أي لزمهم غضب من الله هم مستحقون له. ومعنى ضرب المسكنة: إحاطتها بهم من جميع الجوانب، وهكذا حال اليهود فإنهم تحت الفقر المدقع والمسكنة الشديدة إلا النادر الشاذ منهم. والإشارة بقوله ذلك إلى ما تقدم من ضرب الذلة والمسكنة والغضب، أي: وقع عليهم ذلك بسبب أنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق، والإشارة بقوله ذلك إلى الكفر وقتل الأنبياء بسبب عصيانهم لله واعتدائهم لحدوده. ومعنى الآية: أن الله ضرب عليهم الذلة والمسكنة والبواء بالغضب منه لكونهم كفروا بآياته وقتلوا أنبياءه بسبب عصيانهم واعتدائهم.
وقد أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله "كنتم خير أمة" قال: هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: قال عمر بن الخطاب: لو شاء الله لقال: أنتم فكنا كلنا، ولكن قال: كنتم في خاصة أصحاب محمد ومن صنعهم مثل صنعهم كانوا خير أمة أخرجت للناس. وفي لفظ عنه أنه قال: يكون لأولنا ولا يكون لأخرنا. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية، ثم قال: يا أيها الناس من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله منها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في الآية قال: نزلت في ابن مسعود وعمار بن ياسر وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل. وأخرج البخاري وغيره عن أبي هريرة في الآية قال: خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من معاوية بن حيدة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الآية: إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها. وروي من حديث معاذ وأبي سعيد نحوه. وقد وردت أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرهما أنه يدخل من هذه الأمة الجنة سبعون ألفاً بغير حساب ولا عذاب، وهذا من فوائد كونها خير الأمم. وأخرج ابن جرير عن الحسن "لن يضروكم إلا أذى" قال: تسمعون منهم كذباً على الله يدعونكم إلى الضلالة. وأخرج أيضاً عن ابن جريج قال: إشراكهم في عزير وعيسى والصليب. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة "ضربت عليهم الذلة" قالا: يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. وروى ابن المنذر عن الضحاك نحوه؟ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس "إلا بحبل من الله وحبل من الناس" قال: بعهد من الل وعهد من الناس.
112-" ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا " حيث ماوجدوا " إلا بحبل من الله " يعني: أينما وجدوا استضعفوا وقتلوا وسبوا فلا يأمنون إلا بحبل من الله : عهد من الله تعالى بان يسلموا ، "وحبل من الناس" من المؤمنين ببذل جزية أو أمان ، يعني : إلا أن يعتصموا بحبل فيأمنوا.
قوله تعالى :" وباءوا بغضب من الله "، رجعوا به " وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون "
112" ضربت عليهم الذلة " هدر النفس والمال والأهل، أو ذل التمسك بالباطل والجزية. "أينما ثقفوا" وجدوا " إلا بحبل من الله وحبل من الناس " استثناء من أعم عام الأحوال أي ضربت عليهم الذلة في عامة الأحوال إلا معتصمين، أو متلبسين بذمة الله أو كتابة الذي آتاهم وذمة المسلمين، أو بدين الإسلام واتباع سبيل المؤمنين. " وباءوا بغضب من الله " رجعوا به مستوجبين له "وضربت عليهم المسكنة" فهي محيطة بهم إحاطة البيت المضروب على أهله، واليهود في غالب الأمر فقراء ومساكين. "ذلك" إشارة إلى ما ذكر ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب. " بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق " بسبب كفرهم بالآيات وقتلهم الأنبياء. والتقييد بغير حق مع أنه كذلك في نفس الأمر للدلالة على أنه لم يكن حقاً بحسب اعتقادهم أيضاً. "ذلك" أي الكفر والقتل. "بما عصوا وكانوا يعتدون" بسبب عصيانهم واعتدائهم على حدود الله، فأن الإصرار على الصغائر يفضي إلى الكبائر والاستمرار عليها يؤدي إلى الكفر. وقيل معناه أن ضرب الذلة في الدنيا واستيجاب الغضب في الآخرة كما هو معلل بكفرهم وقتلهم فهو مسبب عن عصيانهم واعتدائهم من حيث إنهم مخاطبون بالفروع أيضاً.
112. Ignominy shall be theft portion wheresoever they are found save (where they grasp) a rope from Allah and a rope from men. They have incurred anger from their Lord, and wretchedness is laid upon them. That is because they used to disbelieve the revelations of Allah, and slew the Prophets wrongfully. That is because they were rebellious and used to transgress.
112 - Shame is bitched over them (like a tent) wherever they are found, except when under a convenient (of protection) from God and from men; they draw on themselves wrath from God, and pitched over them is (the tent of) destitution. this because they rejected the signs of God, and slew the prophets in defiance of right; this because they rebelled and transgressed beyond bounds.