[العنكبوت : 9] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ
9 - (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) الأنبياء والأولياء بأن نحشرهم معهم
يقول تعالى ذكره: " والذين آمنوا " بالله ورسوله " وعملوا الصالحات " من الأعمال، وذلك أن يؤدوا فرائض الله، ويجتنبوا محارمه " لندخلنهم في الصالحين " في مدخل الصالحين، وذلك الجنة.
قوله تعالى : " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين " كرر تعالى التمثيل بحالة المؤمنين العاملين لتحرك النفوس إلى نيل مراتبهم . وقوله : " لندخلنهم في الصالحين " مبالغة على معنى ، فالذين هم في نهاية الصلاح وأبعد غاياته . وإذا تحصل للمؤمن هذا الحكم تحصل ثمرته وجزاؤه وهوالجنة .
يقول تعالى آمراً عباده بالإحسان إلى الوالدين بعد الحث على التمسك بتوحيده, فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان, ولهما عليه غاية الإحسان, فالوالد بالإنفاق والوالدة بالإشفاق, ولهذا قال تعالى: " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والإحسان إليهما في مقابلة إحسانهما المتقدم, قال: "وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما" أي وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين, فإياك وإياهما, فلا تطعهما في ذلك, فإن مرجعكم إلي يوم القيامة, فأجزيك بإحسانك إليهما وصبرك على دينك, وأحشرك مع الصالحين لا في زمرة والديك, وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا, فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع من أحب أي حباً دينياً, ولهذا قال تعالى: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين".
وقال الترمذي عند تفسير هذه الاية: حدثنا محمد بن بشار , حدثنا محمد بن المثنى , حدثنا محمد بن جعفر , حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث عن أبيه سعد قال: نزلت في أربع آيات, فذكر قصته وقال: قالت أم سعد : أليس الله قد أمرك بالبر ؟ والله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أموت أو تكفر, قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروافاها, فنزلت " ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما " الاية, وهذا الحديث رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي أيضاً. وقال الترمذي حسن صحيح.
والموصول في قوله: 9- "والذين آمنوا وعملوا الصالحات" في محل رفع على الابتداء وخبره "لندخلنهم في الصالحين" أي في زمرة الراسخين في الصلاح، ويجوز أن يكون في محل نصب على الاشتغال، ويجوز أن يكون المعنى: لندخلنهم في مدخل الصالحين، وهو الجنة كذا قيل، والأول أولى.
9- "والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين"، في زمرة الصالحين، وهم الأنبياء والأولياء، وقيل: في مدخل الصالحين، وهو الجنة.
9ـ " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين " في جملتهم والكمال في الصلاح منتهى درجات المؤمنين ومتمنى أنبياء الله المرسلين ، أو في مدخلهم وهو الجنة .
9. And as for those who believe and do good works, We verify shall make them enter in among the righteous.
9 - And those who believe and work righteous deeds, them shall We admit to the company of the Righteous.