[النمل : 72] قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ
72 - (قل عسى أن يكون ردف) قرب (لكم بعض الذي تستعجلون) فحصل لهم القتل ببدر وباقي العذاب يأتيهم بعد الموت
حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله " قل عسى أن يكون ردف لكم " يقول: اقترب لكم.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله " قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون " يقول: اقترب لكم بعض الذي تستعجلون.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله " عسى أن يكون ردف لكم " قال: ردف: أعجل لكم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله " قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون " قال: أزف.
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله " ردف لكم " اقترب لكم.
واختلف أهل العربية في وجه دخول اللام في قوله " ردف لكم " وكلام العرب المعروف: ردفه أمر، وأردفه كما يقال: تبعه وأتبعه، فقال بعض نحويي البصرة: أدخل اللام في ذلك، فأضاف بها الفعل كما يقال ( للرؤيا تعبرون) ( يوسف: 43) و ( لربهم يرهبون) ( الأعراف: 154). وقال بعض نحويي الكوفة: أدخل اللام في ذلك للمعنى، لأن معناه: دنا لهم، كما قال الشاعر:
فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتى
فأدخل الباء في يطرحن، وإنما يقال طرحته، لأن معنى الطرح: الرمي، فأدخل الباء للمعنى، إذ كان معنى ذلك يرمين بالفتى، وهذا القول الثاني هو أولاهما عندي بالصواب، وقد مضى البيان في نظائره في غير موضع من الكتاب بما أغنى عن تكراره في هذا الموضع.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله " تستعجلون " قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج " ردف لكم بعض الذي تستعجلون " قال: من العذاب.
قوله تعالى : " قل عسى أن يكون ردف لكم " أي اقترب لكم ودنا منكم " بعض الذي تستعجلون " أي من العذاب ، قاله ابن عباس . وهو من ردفه إذا عتبعه وجاء في أثره ، وتكون اللام أدخلت لأن المعنى اقترب لكم ودنا لكم . أو تكون متعلقة بالمصدر . وقيل : معناه معكم . وقال ابن شجرة : تبعكم ، ومنه ردف المرأة لأنه تبع لها من خلفها ومنه قول ابي ذؤيب :
عاد السواد بياضاً في مفارقه لا مرحباً ببياض الشيب إذ ردفا
قال الجوهري : وأردفه أمر لغة في ردفه ، مثل تبعه وأتبعه بمعنى ، قال خزيمة بن مالك بن نهد :
إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنونا
يعني فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين . وقال الفراء : ((ردف لكم )) دنا لكم ولهذا قال : ((لكم )) . وقيل : ردفه وردف له بمعنى فتزاد اللا م للتوكيد ، عن الفراء أيضاً . كما تقول : نقدته ونقدت له ، وكلته ووزنته ،وكلت له ووزنت له ، ونحو ذلك . (( بعض الذي تستعجلون )) من العذاب فكان ذلك يوم بدر . وقيل : عذاب القبر .
يقول تعالى مخبراً عن المشركين في سؤالهم عن يوم القيامة واستبعادهم وقوع ذلك " ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين " قال الله تعالى مجيباً لهم: "قل" يا محمد "عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون" قال ابن عباس : أن يكون قرب أو أن يقرب لكم بعض الذي تستعجلون, وهكذا قال مجاهد والضحاك وعطاء الخراساني وقتادة والسدي , وهذا هو المراد بقوله تعالى: "ويقولون متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريباً" وقال تعالى: " يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين " وإنما دخلت اللام في قوله: "ردف لكم" لأنه ضمن معنى عجل لكم, كما قال مجاهد في رواية عنه "عسى أن يكون ردف لكم" عجل لكم.
ثم قال الله تعالى: "وإن ربك لذو فضل على الناس" أي في إسباغه نعمه عليهم مع ظلمهم لأنفسهم وهم مع ذلك لا يشكرونه على ذلك إلا القليل منهم "وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون" أي يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر, "سواء منكم من أسر القول ومن جهر به" "يعلم السر وأخفى" "ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون" ثم أخبر تعالى بأنه عالم غيب السموات والأرض وأنه عالم الغيب والشهادة, وهو ما غاب عن العباد وما شاهدوه, فقال تعالى: "وما من غائبة" قال ابن عباس : يعني وما من شيء "في السماء والأرض إلا في كتاب مبين" وهذه كقوله: "ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير".
72- "قل عسى أن يكون ردف لكم" يقال ردفت الرجل وأردفته إذا ركبت خلفه وردفه إذا أتبعه وجاء في أثره، والمعنى: قل يا محمد لهؤلاء الكفار عسى أن يكون هذا العذاب الذي به توعدون تبعكم ولحقكم، فتكون اللام زائدة للتأكيد، أو بمعنى اقترب لكم ودنا لكم، فتكون غير زائدة. قال ابن شجرة: معنى ردف لكم تبعكم، قال ومنه ردف المرأة لأنه تبع لها من خلفها، ومنه قول أبي ذؤيب:
عاد السواد بياضاً في مفارقه لا مرحبا ببياض الشيب إذ ردفا
قال الجوهري: وأردفه لغة في ردفه مثل تبعه وأتبعه بمعنى. قال خزيمة بن مالك بن نهد:
إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنونا
قال الفراء: ردف لكم: دنا لكم ولهذا قيل لكم. وقرأ الأعرج ردف لكم بفتح الدال وهي لغة والكسر أشهر. وقرأ ابن عباس أزف لكم وارتفاع "بعض الذي تستعجلون" أي على أنه فاعل ردف، والمراد بعض الذي تستعجلونه من العذاب: أي عسى أن يكون قد قرب ودنا وأزف بعض ذلك، قيل هو عذابهم بالقتل يوم بدر، وقيل هو عذاب القبر.
72-"قل عسى أن يكون ردف"، أي: دنا وقرب، "لكم"، وقيل: تبعكم، والمعنى: ردفكم، أدخل اللام كما أدخل في قوله "لربهم يرهبون" (الأعراف-154)،قال الفراء: اللام صلة زائدة، كما تقول: نقذته مائة، ونقذت له "بعض الذي تستعجلون"، من العذاب، فحل بهم ذلك يوم بدر.
72 -" قل عسى أن يكون ردف لكم " تبعكم ولحقكم ، واللام مزيدة للتأكيد أو الفعل مضمن معنى فعل يتعدى باللام مثل دنا . وقرئ بالفتح وهو لغة فيه . " بعض الذي تستعجلون " حلوله وهو عذاب يوم بدر ، وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها وإنما يطلقونها إظهاراً لوقارهم وإشعاراً بأن الرمز منهم كالتصريح من غيرهم وعليه جرى وعد الله تعالى ووعيده .
72. Say: It may be that a part of that which ye would hasten on is close behind you.
72 - Say: It may be that some of the events which ye wish to hasten on may be (close) in your pursuit!