[النمل : 5] أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ
5 - (أولئك الذين لهم سوء العذاب) أشده في الدنيا القتل والأسر (وهم في الآخرة هم الأخسرون) لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم
وقوله : " أولئك الذين لهم سوء العذاب " يقول تعالى ذكره : هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة لهم سوء العذاب في الدنيا ، وهم الذين قتلوا ببدر من مشركي قريش " وهم في الآخرة هم الأخسرون " يقول : وهم يوم القيامة هم الأوضعون تجارة والأوكسوها باشترائهم الضلالة بالهدى " فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين " البقرة : 16 .
قوله تعالى : " وهم في الآخرة هم الأخسرون " في الآخرة تبيين وليس بمتعلق بالأخسرين فإن من الناس من خسر الدنيا وربح الآخرة ، وهؤلاء خسروا الآخرة بكفرهم فهم أخسر كل خاسر .
قوله تعالى : " وإنك لتلقى القرآن " أي يلقى عليك فتلقاه نوتعلمه وتأخذه .
قد تقدم الكلام في سورة البقرة على الحروف المقطعة في أوائل السور. وقوله تعالى: "تلك آيات" أي هذه آيات "القرآن وكتاب مبين" أي بين واضح "هدى وبشرى للمؤمنين" أي إنما تحصل الهداية والبشارة من القرآن لمن آمن به واتبعه وصدقه, وعمل بما فيه, وأقام الصلاة المكتوبة, وآتى الزكاة المفروضة, وأيقن بالدار الاخرة, والبعث بعد الموت, والجزاء على الأعمال: خيرها وشرها, والجنة والنار, كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر" الاية. وقال تعالى: " لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ". ولهذا قال تعالى ههنا: " إن الذين لا يؤمنون بالآخرة " أي يكذبون بها ويستبعدون وقوعها "زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون" أي حسنا لهم ما هم فيه, ومددنا لهم في غيهم فهم يتيهون في ضلالهم, وكان هذا جزاء على ما كذبوا من الدار الاخرة, كما قال تعالى: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة" الاية. "أولئك الذين لهم سوء العذاب" أي في الدنيا والاخرة " وهم في الآخرة هم الأخسرون " أي ليس يخسر أنفسهم وأموالهم سواهم من أهل المحشر. وقوله تعالى: "وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم" أي "وإنك" يا محمد قال قتادة : "لتلقى" أي لتأخذ "القرآن من لدن حكيم عليم" أي من عند حكيم عليم, أي حكيم في أمره ونهيه, عليم بالأمور: جليلها وحقيرها, فخبره هو الصدق المحض, وحكمه هو العدل التام, كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً".
والإشارة بقوله: 5- "أولئك" إلى المذكورين قبله، وهو مبتدأ خبره "لهم سوء العذاب" قيل في الدنيا كالقتل والأسر، ووجه تخصيصه بعذاب الدنيا قوله بعده "وهم في الآخرة هم الأخسرون" أي هم أشد الناس خسراناً وأعظمهم خيبة، ثم مهد سبحانه مقدمة نافعة لما سيذكره بعد ذلك من الأخبار العجيبة.
5- "أولئك الذين لهم سوء العذاب"، شدة العذاب في الدنيا بالقتل والأسر ببدر، "وهم في الآخرة هم الأخسرون"، لأنهم خسروا أنفسهم وأهليهم وصاروا إلى النار.
5 -" أولئك الذين لهم سوء العذاب " كالقتل والأسر يوم بدر . " وهم في الآخرة هم الأخسرون " أشد الناس خسراناً لفوات المثوبة واستحقاق العقوبة .
5. Those are they for whom is the worst of punishment, and in the Hereafter they will be the greatest losers.
5 - Such are they for whom a grievous Penalty is (waiting): and in the Hereafter theirs will be the greatest loss.