[الشعراء : 180] وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
180 - (وما أسألكم عليه من أجر إن) ما (أجري إلا على رب العالمين)
يقول : " وما أسألكم " على نصحي لكم من جزاء وثواب، ما جزائي وثوابي على ذلك " إلا على رب العالمين * أوفوا الكيل " يقول أوفوا الناس حقوقهم من الكيل " ولا تكونوا من المخسرين " يقول : ولا تكونوا ممن نقصهم حقوقهم .
قوله تعالى : " وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " .
هؤلاء ـ يعني أصحاب الأيكة ـ هم أهل مدين على الصحيح وكان نبي الله شعيب من أنفسهم وإنما لم يقل ههنا أخوهم شعيب لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة, وهي شجرة, وقيل شجر ملتف كالغيضة كانوا يعبدونها, فلهذا لما قال: كذب أصحاب الايكة المرسلين لم يقل: إذ قال لهم أخوهم شعيب, وإنما قال "إذ قال لهم شعيب" فقطع نسب الأخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا إليه, وإن كان أخاهم نسباً. ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة, فظن أن أصحاب الايكة غير أهل مدين, فزعم أن شعيباً عليه السلام بعثه الله إلى أمتين, ومنهم من قال: ثلاث أمم. وقد روى إسحاق بن بشر الكاهلي ـ وهو ضعيف ـ حدثني ابن السدي عن أبيه , وزكريا بن عمر عن خصيف عن عكرمة , قالا: ما بعث الله نبياً مرتين إلا شعيباً, مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة, ومرة إلى أصحاب الأيكة, فأخذهم الله تعالى بعذاب يوم الظلة, وروى أبو القاسم البغوي عن هدبة عن همام عن قتادة في قوله تعالى: "وأصحاب الرس" قوم شعيب.
وقوله "وأصحاب الأيكة" قوم شعيب, وقاله إسحاق بن بشر . وقال غير جويبر : أصحاب الأيكة ومدين هما واحد, والله أعلم. وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة , عن أبيه عن معاوية بن هشام عن هشام بن سعد , عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان, بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام" وهذا غريب, وفي رفعه نظر, والأشبه أن يكون موقوفاً, والصحيح أنهم أمة واحدة وصفوا في كل مقام بشيء, ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان, كما في قصة مدين سواء بسواء, فدل ذلك على أنهما أمة واحدة.
إلى قوله تعالى: 180- "إلا على رب العالمين" في هذه السورة.
180- "وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين"، وإنما كانت دعوة هؤلاء الأنبياء كلهم فيما حكى الله عنهم على صيغة واحدة لا تفاقهم على الأمر بالتقوى والطاعة والإخلاص في العبادة والامتناع من أخذ الأجر على الدعوة وتبليغ الرسالة.
180 -" وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " .
180. And I ask of you no wage for it; my wage is the concern only of the Lord of the Worlds.
180 - No reward do I ask of you for it: my reward is only from the Lord of the Worlds.