[الشعراء : 172] ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ
172 - (ثم دمرنا الآخرين) أهلكناهم
يقول تعالى ذكره : ثم أهلكنا الاخرين من قوم لوط بالتدمير "وأمطرنا عليهم مطرا " وذلك إرسال الله عليهم حجارة من سجيل من السماء " فساء مطر المنذرين " يقول : فبئس ذلك المطر مطر القوم الذين أنذرهم نبيهم فكذبوه "إن في ذلك لآية " يقول تعالى ذكره : إن في إهلاكنا قوم لوط الهلاك الذي وصفنا بتكذيبهم رسولنا ، لعبرة وموعظة لقومك يا محمد ، يتعظون بها في تكذيبهم إياك ، وردهم عليك ما جئتهم به من عند ربك من الحق " وما كان أكثرهم مؤمنين" في سابق علم الله " وإن ربك لهو العزيز الرحيم " لمن آمن به .
قوله تعالى : " ثم دمرنا الآخرين " أي أهلكناهم بالخسف والحصب ، قال مقاتل : خسف الله بقوم لوط وأرسل الحجارة على ما كان خارجاً من القرية . " وأمطرنا عليهم مطرا" يعني الحجارة .
لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش, وغشيانهم الذكور, وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم, ما كان جوابهم له إلا أن قالوا "لئن لم تنته يا لوط" أي عما جئتنا به "لتكونن من المخرجين" أي ننفيك من بين أظهرنا, كما قال تعالى: "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه وأنهم مستمرون على ضلالتهم, تبرأ منهم وقال "إني لعملكم من القالين" أي المبغضين, لا أحبه ولا أرضى به, وإني بريء منكم, ثم دعا الله عليهم فقال "رب نجني وأهلي مما يعملون" قال الله تعالى: "فنجيناه وأهله أجمعين" أي كلهم "إلا عجوزاً في الغابرين" وهي امرأته, وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت مع من بقي من قومها, وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وهود, وكذا في الحجر حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته, وأنهم لا يلتفتوا إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه, فصبروا لأمر الله واستمروا, وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عم جميعهم, وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود, ولهذا قال تعالى: " ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
172- "ثم دمرنا الآخرين" أي أهلكناهم بالخسف والحصب.
172- "ثم دمرنا الآخرين"، أي: أهلكناكم.
172 -" ثم دمرنا الآخرين " أهلكناهم .
172. Then afterward We destroyed the others.
172 - But the rest We destroyed utterly.