[الشعراء : 112] قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
112 - (قال وما علمي) علم لي (بما كانوا يعملون)
القول في تأويل قوله تعالى : " قال وما علمي بما كانوا يعملون "
قوله تعالى : " قال وما علمي بما كانوا يعملون " " كان " زائدة ، والمعنى : وما علمي بما يعملون ، أي لم أكلف العلم بأعمالهم إنما كلفت أن أدعوهم إلى الإيمان ، والاعتبار بالإيمان بالحرف والصناع ، كأنهم قالوا : اتبعك هؤلاء الضعفاء طعماً في العزة والمال . فقال : إني لم أقف على باطن أمرهم وإنما إلى ظاهرهم . وقيل : المعنى إني لم أعلم أهن الله يهديهم ويضلكم ويرشدهم ويغويكم ويوفقهم ويخذلكم . " إن حسابهم " أي في أعمالهم وإيمانهم
يقولون: لا نؤمن لك, ولا نتبعك ونتساوى في ذلك بهؤلاء الأراذل, الذين اتبعوك وصدقوك وهم أراذلنا, ولهذا "قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون" أي وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ؟ ولو كانوا على أي شيء كانوا عليه, لا يلزمني التنقيب عنهم والبحث والفحص, إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي, وأكل سرائرهم إلى الله عز وجل "إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين" كأنهم سألوا منه أن يبعدهم عنه ويتابعوه, فأبى عليهم ذلك وقال "وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين" أي إنما بعثت نذيراً, فمن أطاعني واتبعني وصدقني كان مني وأنا منه, سواء كان شريفاً أو وضيعاً, أو جليلاً أو حقيراً.
112- "قال وما علمي بما كانوا يعملون".
112- "قال"، نوح، "وما علمي بما كانوا يعملون"، أي: ما أعلم أعمالهم وصنائعهم، وليس علي من دناءة مكاسبهم وأحوالهم شيء إنما كلفت أن أدعوهم إلى الله، ولي منهم ظاهر أمرهم.
112 -" قال وما علمي بما كانوا يعملون " إنهم عملوه إخلاصاً أو طمعاً في طعمة وما علي إلا اعتبار الظاهر .
112. He said: And what knowledge have I of what they may have been doing (in the past)?
112 - He said: And what do I know as to what they do?