[النور : 18] وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
18 - (ويبين الله لكم الآيات) في الأمر والنهي (والله عليم) بما يأمر به وينهى عنه (حكيم) فيه
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : في قوله : " ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم " قال : والذي هو خير لنا من هذا ، أن الله أعلمنا هذا لكيلا نقع فيه ، لولا أن الله أعلمناه لهلكنا كما هلك القوم ، أن يقول الرجل : أنا سمعته ولم أخترقه ولم أتقوله ، فكان خيرا حين أعلمناه الله ، لئلا ندخل في مثله أبدا ، وهو عند الله عظيم . وقوله : " ويبين الله لكم الآيات " : ويفصل الله لكم حججه عليكم ، بأمره ونهيه ، ليتبين المطيع له منكم من العاصي ، والله عليم بكم وبأفعالكم ، لا يخفى عليه شيء ، وهو مجاز المحسن منكم بإحسانه ، والمسيء بإساءته ، حكيم في تدبير خلقه ، وتكليفه ما كلفهم من الأعمال ، وفرضه ما فرض عليهم من الأفعال .
قوله تعالى : " ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم " .
هذا تأديب آخر بعد الأول الامر بظن الخير, أي إذا ذكر ما لا يليق من القول في شأن الخيرة فأولى ينبغي الظن بهم خيراً, وأن لا يشعر نفسه سوى ذلك, ثم إن علق بنفسه شيء من ذلك وسوسة أو خيالاً, فلا ينبغي أن يتكلم به, فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل" أخرجاه في الصحيحين . وقال الله تعالى: "ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا" أي ما ينبغي لنا أن نتفوه بهذا الكلام ولا نذكره لأحد "سبحانك هذا بهتان عظيم" أي سبحان الله أن يقال هذا الكلام على زوجة رسوله وحليلة خليله.
ثم قال تعالى: "يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً" أي ينهاكم الله متوعداً أن يقع منكم ما يشبه هذا أبداً أي فيما يستقبل, فلهذا قال "إن كنتم مؤمنين" أي إن كنتم تؤمنون بالله وشرعه, وتعظمون رسوله صلى الله عليه وسلم, فأما من كان متصفاً بالكفر فذاك حكم آخر, ثم قال تعالى: " ويبين الله لكم الآيات " أي يوضح لكم الأحكام الشرعية والحكم القدرية "والله عليم حكيم" أي عليم بما يصلح عباده, حكيم في شرعه وقدره.
18- "ويبين الله لكم الآيات" في الأمر والنهي لتعملوا بذلك وتتأدبوا بآداب الله وتنزجوا عن الوقوع في محارمه "والله عليم" بما تبدونه وتخفونه "حكيم" في تدبيراته لخلقه. ثم هدد سبحانه القاذفين ومن أراد أن يتسامع الناس بعيوب المؤمنين وذنوبهم.
18- "ويبين الله لكم الآيات"، في الأمر والنهي، "والله عليم" بأمر عائشة وصفوان، "حكيم"، حكم ببراءتهما.
18 -" يبين الله لكم الآيات " الدالة على الشرائع ومحاسن الآداب كي تتعظوا وتتأدبوا . " والله عليم " بالأحوال كلها . " حكيم " في تدابيره ولا يجوز الكشخنة على نبيه ولا يقرره عليها .
18. And He expoundeth unto you His revelations. Allah is knower, Wise.
18 - And God makes the Signs plain to you: for God is full of knowledge and wisdom.