[المؤمنون : 39] قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ
39 - (قال رب انصرني بما كذبون)
وقوله " قال رب انصرني بما كذبون " يقول : قال صالح لما أيس من إيمان قومه بالله ، ومن تصديقهم إياه بقولهم " وما نحن له بمؤمنين " رب انصرني على هؤلاء بما كذبون ، يقول : بتكذيبهم إياي فيما دعوتهم إليه من الحق ، فاستغاث صلوات الله عليه بربه من أذاهم إياه ، وتكذيبهم له ، فقال الله له مجيبا ، في مسئلته إياه ما سأل : عن قليل يا صالح ليصبحن مكذبوك من قومك على تكذيبهم إياك نادمين ، وذلك حين تنزل بهم نقمتنا فلا ينفعهم الندم .
" قال رب انصرني بما كذبون " تقدم.
يخبر تعالى أنه أنشأ بعد قوم نوح قرناً آخرين, قيل: المراد بهم عاد, فإنهم كانوا مستخلفين بعدهم, وقيل: المراد بهؤلاء ثمود لقوله: "فأخذتهم الصيحة بالحق" وأنه تعالى أرسل فيهم رسولاً منهم, فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له, فكذبوه وخالفوه وأبوا عن اتباعه لكونه بشراً مثلهم, واستنكفوا عن اتباع رسول بشري, وكذبوا بلقاء الله في القيامة وأنكروا المعاد الجثماني وقالوا: "أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون * هيهات هيهات لما توعدون" أي بعيد بعيد ذلك "إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً" أي فيما جاءكم به من الرسالة والنذارة والإخبار بالمعاد "وما نحن له بمؤمنين * قال رب انصرني بما كذبون" أي استفتح عليهم الرسول واستنصر ربه عليهم, فأجاب دعاءه "قال عما قليل ليصبحن نادمين" أي بمخالفتك وعنادك فيما جئتهم به "فأخذتهم الصيحة بالحق" أي وكانوا يستحقون ذلك من الله بكفرهم وطغيانهم, والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف القوي الباردة "تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم". وقوله: "فجعلناهم غثاء" أي صرعى هلكى كغثاء السيل, وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه, "فبعداً للقوم الظالمين" كقوله: "وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين" أي بكفرهم وعنادهم ومخالفة رسول الله, فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم.
39- "قال رب انصرني" أي قال نبيهم لما علم بأنهم لا يصدقونه ألبتة: رب انصرني عليهم وانتقم لي منهم بسبب تكذيبهم إياي.
39. " قال رب انصرني بما كذبون ".
39ـ " قال رب انصرني " عليهم وانتقم لي منهم . " بما كذبون " بسبب تكذيبهم إياي .
39. He said: My Lord! Help me because they deny me,
39 - (The prophet) said: O my Lord! help me: for that they accuse me of falsehood.