[الأنبياء : 75] وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ
75 - (وأدخلناه في رحمتنا) بأن أنجيناه من قومه (إنه من الصالحين)
يقول تعالى ذكره : و أدخلنا لوطا في رحمتنا بإنجائنا إياه مما أحللنا بقومه من العذاب و البلاء ، و إنقاذناه منه إنه من الصالحين : يقول : إن لوطا من الذين كانوا يعملون بطاعتنا ، و ينتهون إلى أمرنا و نهينا و لا يعصوننا .
و كان ابن زيد يقول في معنى قوله : " وأدخلناه في رحمتنا " ما :
حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " وأدخلناه في رحمتنا " قال : في الإسلام .
" وأدخلناه في رحمتنا " في النبوة. وقيل: في الإسلام. وقيل: الجنة. وقيل: عنى بالرحمة إنجاءه من قومه " إنه من الصالحين ".
يقول تعالى مخبراً عن إبراهيم أنه سلمه الله من نار قومه وأخرجه من بين أظهرهم مهاجراً إلى بلاد الشام, إلى الأرض المقدسة منها. كما قال الربيع بن أنس عن أبي العالية , عن أبي بن كعب في قوله: "إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" قال: الشام وما من ماء عذب إلا يخرج من تحت الصخرة, وكذا قال أبو العالية أيضاً وقال قتادة : كان بأرض العراق, فأنجاه الله إلى الشام, وكان يقال للشام عماد دار الهجرة, وما نقص من الأراضي زيد في الشام, وما نقص من الشام زيد في فلسطين, وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر, وبها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام, وبها يهلك المسيح الدجال.
وقال كعب الأحبار في قوله: "إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" إلى حران. وقال السدي : انطلق إبراهيم ولوط قبل الشام, فلقي إبراهيم سارة وهي ابنة ملك حران وقد طعنت على قومها في دينهم, فتزوجها على أن لا يغيرها, رواه ابن جرير , وهو غريب, والمشهور أنها ابنة عمه, وأنه خرج بها مهاجراً من بلاده. وقال العوفي عن ابن عباس : إلى مكة, ألا تسمع إلى قوله: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ".
وقوله: "ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة" قال عطاء ومجاهد وعطية وقال ابن عباس وقتادة والحكم بن عيينة : النافلة ولد الولد, يعني أن يعقوب ولد إسحاق, كما قال: "فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب". وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : سأل واحداً, فقال "رب هب لي من الصالحين" فأعطاه الله إسحاق وزاده يعقوب نافلة, "وكلاً جعلنا صالحين" أي الجميع أهل خير وصلاح, "وجعلناهم أئمة" أي يقتدى بهم, "يهدون بأمرنا" أي يدعون إلى الله بإذنه, ولهذا قال: "وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" من باب عطف الخاص على العام, "وكانوا لنا عابدين" أي فاعلين لما يأمرون الناس به, ثم عطف بذكر لوط, وهو لوط بن هاران بن آزر. كان قد آمن بإبراهيم عليه السلام واتبعه وهاجر معه, كما قال تعالى: "فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي" فآتاه الله حكماً وعلماً, وأوحى إليه وجعله نبياً وبعثه إلى سدوم وأعمالها, فخالفوه وكذبوه, فأهلكهم الله ودمر عليهم, كما قص خبرهم في غير موضع من كتابه العزيز, ولهذا قال: "ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين * وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين".
75- "وأدخلناه في رحمتنا" بإنجائنا إياه من القوم المذكورين، ومعنى في رحمتنا: في أهل رحمتنا، وقيل في النبوة، وقيل في الإسلام، وقيل في الجنة "إنه من الصالحين" الذين سبقت لهم منا الحسنى.
75. " وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ".
75ـ " وأدخلناه في رحمتنا " في أهل رحمتنا أو جنتنا . " إنه من الصالحين " الذين سبقت لهم منا الحسنى .
75. And We brought him in unto Our mercy. Lo! he was of the righteous.
75 - And we admitted him to our mercy: for he was one of the righteous.