[الأنبياء : 111] وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
111 - (وإن) ما (أدري لعله) أي ما أعلمتكم به ولم يعلم وقته (فتنة) اختبار (لكم) ليرى كيف صنعكم (ومتاع) تمتع (إلى حين) أي انقضاء آجالكم وهذا مقابل للأول المترجى بلعل وليس الثاني محلا للترجي
القول في تأويل قوله تعالى : " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " .
" وإن أدري لعله " أي لعل الإمهال " فتنة لكم " أي اختبار ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم. " ومتاع إلى حين " قيل: إلى انقضاء المدة. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بني أمية في منامه يلون الناس، فخرج الحكم من عنده فأخبر بني أمية بذلك، فقالوا له: ارجع فسله متى يكون ذلك. فأنزل الله تعالى: " وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون " " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " [الأنبياء: 111]يقول لنبيه عليه السلام قل لهم ذلك.
يقول تعالى آمراً رسوله صلواته وسلامه عليه أن يقول للمشركين " إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون "أي متبعون على ذلك مستسلمون منقادون له "فإن تولوا" أي تركوا ما دعوتهم إليه "فقل آذنتكم على سواء" أي أعلمتكم أني حرب لكم كما أنكم حرب لي بريء منكم كما أنتم برآء مني, كقوله: " وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون " وقال: "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء" أي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء, وهكذا ههنا "فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء" أي أعلمتكم ببراءتي منكم وبراءتكم مني لعلمي بذلك.
وقوله: "وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون" أي هو واقع لا محالة, ولكن لا علم لي بقربه ولا ببعده "إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون" اي إن الله يعلم الغيب جميعه ويعلم ما يظهره العباد وما يسرون, يعلم الظواهر والضمائر, ويعلم السر وأخفى, ويعلم ما العباد عاملون في أجهارهم وأسرارهم, وسيجزيهم على ذلك القليل والجليل. وقوله: "وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين" أي وما أدري لعل هذا فتنة لكم ومتاع إلى حين. قال ابن جرير : لعل تأخير ذلك عنكم فتنة لكم ومتاع إلى أجل مسمى, وحكاه عون عن ابن عباس فالله أعلم "قال رب احكم بالحق" أي افصل بيننا وبين قومنا المكذبين بالحق. قال قتادة : كانت الأنبياء عليهم السلام يقولون: "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين" وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك, وعن مالك عن زيد بن أسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شهد قتالاً قال: "رب احكم بالحق". وقوله: "وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون" أي على ما يقولون ويفترون من الكذب ويتنوعون في مقامات التكذيب والإفك, والله المستعان عليكم في ذلك.
آخر تفسير سورة الأنبياء عليهم السلام ولله الحمد والمنة.
111- "وإن أدري لعله فتنة لكم" أي ما أدري لعل الإمهال فتنة لكم واختبار ليرى كيف صنعكم "ومتاع إلى حين" أي وتمتيع إلى وقت مقدر تقتضيه حكمته.
111. " وإن أدري لعله "، أي لعل تأخير العذاب عنكم كناية عن غير مذكور، " فتنة "، اختبار، " لكم "، ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم، " ومتاع إلى حين "، أي تتمتعون إلى انقضاء آجالكم.
111ـ " وإن أدري لعله فتنة لكم " وما أدري لعل تأخير جزائكم استدراج لكم وزيادة في افتتانكم أو امتحان لننظر كيف تعملون . " ومتاع إلى حين " وتمتيع إلى أجل مقدر تقتضيه مشيئته .
111. And I know not but that this may be a trial for you, and enjoyment for a while.
111 - I know not but that It may be a trial for you, and a grant of (worldly) livelihood (to you) for a time.