[طه : 100] مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا
100 - (من أعرض عنه) فلم يؤمن به (فإنه يحمل يوم القيامة وزرا) حملا ثقيلا من الإثم
وقوله "من أعرض عنه" يقول تعالى ذكره : من ولى عنه فأدبر فلم يصدق به ولم يقر "فإنه يحمل يوم القيامة وزرا" يقول : فإنه يأتي ربه يوم القيامة يحمل حملاً ثقيلاً، وذلك الإثم العظيم.
كما حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله "يوم القيامة وزرا" قال : "إثما".
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن محاهد، مثله.
قوله تعالى: " من أعرض عنه " أي القرآن فلم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه " فإنه يحمل يوم القيامة وزرا " أي إثماً عظيماً وحملاً ثقيلاً.
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: كما قصصنا عليك خبر موسى وما جرى له مع فرعون وجنوده على الجلية والأمر الواقع, كذلك نقص عليك الأخبار الماضية كما وقعت من غير زيادة ولا نقص, هذا وقد آتيناك من لدنا, اي من عندنا ذكراً, وهو القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه, تنزيل من حكيم حميد, الذي لم يعط نبي من الأنبياء منذ بعثوا إلى أن ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم كتاباً مثله, ولا أكمل منه, ولا أجمع لخبر ما سبق وخبر ما هو كائن, وحكم الفصل بين الناس منه.
ولهذا قال تعالى: "من أعرض عنه" أي كذب به وأعرض عن اتباعه أمراً وطلباً, وابتغى الهدى من غيره, فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم, ولهذا قال: "من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً" أي إثماً كما قال تعالى: "ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده" وهذا عام في كل من بلغه القرآن من العرب والعجم أهل الكتاب وغيرهم, كما قال: "لأنذركم به ومن بلغ" فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع, فمن اتبعه هدي ومن خالفه وأعرض عنه, ضل وشقي في الدنيا والنار موعده يوم القيامة, ولهذا قال: " من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا * خالدين فيه " أي لا محيد لهم عنه ولا انفكاك "وساء لهم يوم القيامة حملاً" أي بئس الحمل حملهم.
ثم توعد سبحانه المعرضين على هذا الذكر فقال: 100- "من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً" أي أعرض عنه فلم يؤمن به ولا عمل بما فيه، وقيل أعرض عن الله سبحانه، فإن المعرض عنه يحمل يوم القيامة وزراً: أي إثماً عظيماً وعقوبة ثقيلة بسبب إعراضه.
100. " من أعرض عنه "، أي: عن القرآن، فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه، " فإنه يحمل يوم القيامة وزراً "، حملاً ثقيلاً من الإثم.
100ـ " من أعرض عنه " عن الذكر الذي هو القرآن الجامع لوجوه السعادة والنجاة وقيل عن الله . " فإنه يحمل يوم القيامة وزراً " عقوبة ثقيلة فادحة على كفره ، وذنوبه سماها " وزراً " تشبيهاً في ثقلها على المعاقب وصعوبة احتمالها بالحمل الذي يفدح الحامل وينقض ظهره ، أو إثماً عظيماً .
100. Whoso turneth away from it, he verily will bear a burden on the Day of Resurrection,
100 - If any do turn away therefrom, verily they will bear a burden on the day of Judgment;