[الكهف : 75] قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
75 - (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) زاد لك على ما قبله لعدم العذر هنا
يقول تعالى ذكره : قال العالم لموسى" ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا" على ما ترى من أفعالي التي لم تحط بها خبرا،
" قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا " قال: وهذه أشد من الأولى.
يقول تعالى: "فانطلقا" أي بعد ذلك "حتى إذا لقيا غلاماً فقتله" وقد تقدم أنه كان يلعب مع الغلمان في قرية من القرى, وأنه عمد إليه من بينهم, وكان أحسنهم وأجملهم وأضوأهم فقتله, وروي أنه احتز رأسه, وقيل رضخه بحجر, وفي رواية اقتلعه بيده, والله أعلم, فلما شاهد موسى عليه السلام هذا, أنكره أشد من الأول, وبادر فقال: "أقتلت نفساً زكية" أي صغيرة لم تعمل الحنث ولا عملت إثماً بعد فقتلته "بغير نفس" أي بغير مستند لقتله "لقد جئت شيئاً نكراً" أي ظاهر النكارة " قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا" فأكد أيضاً في التذكار بالشرط الأول, فلهذا قال له موسى: "إن سألتك عن شيء بعدها" أي إن اعترضت عليك بشيء بعد هذه المرة "فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً" أي أعذرت إلي مرة بعد مرة, قال ابن جرير : حدثنا عبد الله بن أبي زياد , حدثنا حجاج بن محمد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق , عن سعيد بن جبير عن ابن عباس , عن أبي بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه, فقال ذات يوم: "رحمة الله علينا وعلى موسى لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب, ولكنه قال: إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا".
75- "قال" الخضر "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً" زاد هنا لفظ لك، لأن سبب العتاب أكثر، وموجبه أقوى، وقيل زاد لفظ لك لقصد التأكيد كما تقول لمن توبخه: لك أقول وإياك أعني.
75 - " قال " يعني الخضر : " ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً " وفي سورة الطلاق بضم الكاف ، والآخرون بسكونها .
75."قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً"زاد فيه "لك"مكافحة بالعتاب على رفض الوصية ، ووسماً بقلة الثبات والصبر لما تكرر منه الاشمئزاز والاستنكار ولم يرعو بالتذكير أول مرة حتى زاد في الاستنكار ثاني مرة .
75. He said: Did I not tell thee that thou couldst not bear with me?' `
75 - He answered: did I not tell thee that thou canst have no patience with me?