[الكهف : 34] وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا
وكان له) مع الجنتين (ثمر) بفتح الثاء والميم وبضمهما وبضم الأول وسكون الثاني وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب وبدنة وبدن (فقال لصاحبه) المؤمن (وهو يحاوره) يفاخره (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) عشيرة
وقوله " وكان له ثمر" اختلفت القراء قي قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق " وكان له ثمر" بضم الثاء والميم . واختلف قارئو ذلك كذلك ، فقال بعضهم : كان له ذهب وفضة، وقالوا : ذلك هو الثمر، لأنها أموال مثمرة ، يعني مكثرة .
ذكر من قال ،ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله عز وجل " وكان له ثمر" قال ذهب وفضة، وفي قول الله عز وجل بثمره قال هي أيضا ذهب وفضة .
حدثنا القاسم ، قال : الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله " ثمر" قال : ذهب وفضة، قال : وقوله " وأحيط بثمره " هي هي أيضاً .
وقال آخرون : بل عني به : المال الكثير من صنوف الأموال .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثني حجاج ، عن هارون ، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، قال : قرأها ابن عباس " وكان له ثمر" بالضم ، وقال : يعني أنواع المال .
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس " وكان له ثمر " يقول : مال .
حدثنا بشر ،قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله " وكان له ثمر"، يقول : من كل المال .
الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله " وأحيط بثمره " قال : الثمر من المال كله يعنى الثمر، وغيره من المال كله .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : " الثمر " المال كله ، قال : وكل مال إذا اجتمع فهو ثمر إذا كان من لون الثمرة وغيرها من المال كله .
وقال اخرون : بل عني به الأصل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " وكان له ثمر " الثمر الأصل . قال " وأحيط بثمره " قال : بأصله ، وكأن الذين وجهوا معناها إلى أنها أنواع من المال ، أرادوا أنها جمع ثمار جمع ثمر، كما يجمع الكتاب كتبا، والحمار حمرا . وقد قرأ بعض من وافق هؤلاء في هذه القراءة " ثمر" بضم الثاء وسكون الميم ، وهو يريد الضم فيها، غير أنه سكنها طلب التخفيف . وقد يحتمل أن يكون أراد بها جمع ثمرة، كما تجمع الخشبة خشبا. وقرأ ذلك بعض المدنيين " وكان له ثمر " بفتح الثاء والميم ، بصنى جمع الثمرة، كما تجمع الخشبة خشبا، والقصبة قصبا. وأولى القراء ات في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأ اوكان له ثمر، بضم الثاء والميم لإجماع الحجة من القراء عليه وإن كانت جمع ثمار، كما الكتب جمع كتاب .
ومعنى الكلام " وفجرنا خلالهما نهرا * وكان له " منهما " ثمر " بمعنى من جنتيه أنواع من الثمار وقد بين ذلك لمن وفق لفهمه ، قوله " جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا " ثم قال : وكان له من هذه الكروم والنخل والزرع ثمر.
وقوله " فقال لصاحبه وهو يحاوره " يقول عز وجل : فقال هذا الذي جعلنا له جنتين من أعناب ، لصاحبه الذي لا مال له وهو يخاطبه " أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " يقول : وأعز عشيرة ورهطا كما قال عيينة والأقرع لرسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن سادات العرب ، وأرباب الأموال ، فنح عنا سلمان وخبابا وصهيبا احتقارا لهم ، وتكبرا عليهم .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " وتلك والله أمنية الفاجر: كثرة المال ، وعزة النفر.
قوله تعالى : " أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا " النفر : الرهط وهو ما دون العشرة . وأراد هاهنا الأتباع والخدم والولد حسبما تقدم بيانه .
يقول تعالى بعد ذكره المشركين المستكبرين عن مجالسة الضعفاء والمساكين من المسلمين, وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم, فضرب لهم مثلاً برجلين جعل الله لأحدهما جنتين, أي بستانتين من أعناب, محفوفتين بالنخيل, المحدقة في جنباتهما وفي خلالهما الزورع, وكل من الأشجار والزروع مثمر مقبل في غاية الجودة, ولهذا قال: "كلتا الجنتين آتت أكلها" أي أخرجت ثمرها, "ولم تظلم منه شيئاً" أي ولم تنقص منه شيئاً, "وفجرنا خلالهما نهراً" أي والأنهار متفرقة فيهما ههنا وههنا, "وكان له ثمر" قيل: المراد به المال, روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة . وقيل: الثمار, وهو أظهر ههنا ويؤيده القراءة الأخرى "وكان له ثمر" بضم الثاء وتسكين الميم, فيكون جمع ثمرة كخشبة وخشب. وقرأ آخرون ثمر بفتح الثاء والميم, فقال أي صاحب هاتين الجنتين لصاحبه وهو يحاوره, أي يجادله, ويخاصمه يفتخر عليه ويترأس "أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً" أي أكثر خدماً وحشماً وولداً, قال قتادة : تلك والله أمنية الفاجر, كثرة المال وعزة النفر.
وقوله: "ودخل جنته وهو ظالم لنفسه" أي بكفره وتمرده وتكبره وتجبره وإنكار المعاد "قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً" وذلك اغتراراً منه لما رأى فيها من الزروع والثمار والأشجار, والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها, ظن أنها لا تفنى ولا تفرغ ولا تهلك ولا تتلف, ذلك لقلة عقله, وضعف يقينه بالله, وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها, وكفره بالاخرة, ولهذا قال: "وما أظن الساعة قائمة" أي كائنة "ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً" أي ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله ليكونن لي هناك أحسن من هذا الحظ عند ربي, ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا, كما قال في الاية الأخرى "ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى" وقال "أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالاً وولداً" أي في الدار الاخرة تألى على الله عز وجل. وكان سبب نزولها في العاص بن وائل , كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله, وبه الثقة وعليه التكلان.
34- "وكان له" أي لصاحب الجنتين "ثمر" قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق " ثمر " بفتح الثاء والميم، وكذلك قرأوا في قوله: "أحيط بثمره" وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما، وقرأ الباقون بضمهما جميعاً في الموضعين. قال الجوهري: الثمرة واحدة الثمر، وجمع الثمر ثمار مثل جبل وجبال. قال الفراء: وجمع الثمار ثمر. مثل كتاب وكتب، وجمع الثمر أثمار، مثل عنق وأعناق وقيل الثمر جميع المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك. وقيل هو الذهب والفضة خالصة "فقال لصاحبه" أي قال صاحب الجنتين الكافر لصاحبه المؤمن "وهو يحاوره" أي والكافر يحاور المؤمن، والمعنى: يراجعه الكلام ويجاوبه، والمحاورة المراجعة، والتحاور التجاوب "أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً" النفر الرهط، وهو ما دون العشرة، وأراد ها هنا الأتباع والخدم والأولاد.
34 - " وكان له " ، لصاحب البستان ، " ثمر " قرأ عاصم و أبو جعفر و يعقوب : " ثمر " بفتح الثاء والميم ، وكذلك : ( بثمره ) ، وقرأ أبو عمرو : بضم الثاء ساكنة الميم ، وقرأ الآخرون بضمهما.
فمن قرأ بالفتح هو جمع ثمرة ، وهو ما تخرجه الشجرة من الثمار المأكولة .
ومن قرأ بالضم فهي الأموال الكثيرة المثمرة من كل صنف ، جمع ثمار .قال مجاهد : ذهب وفضة . وقيل : جميع الثمرات .
قال الأزهري : ( الثمرة ) تجمع على ( ثمر ) ، ويجمع ( الثمر ) على ( ثمار ) ، ثم تجمع ( الثمار ) على ( ثمر ) .
"فقال " ، يعني صاحب البستان ، " لصاحبه " ، المؤمن ، " وهو يحاوره " ، يخاطبه ويجاوبه : " أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً " أي :عشيرة ورهطاً . وقال قتادة خدماً وحشماً . وقال مقاتل : ولداً ، تصديقه قوله تعالى : " إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً " ( الكهف - 39 ) .
34."وكان له ثمر"أنواع من المال سوى الجنتين من ثمر ماله إذا كثره ، وقرأ عاصم بفتح الثاء والميم،وأبو عمروبضم الثاء وإسكان الميم والباقون بضمهما وكذلك في قوله "وأحيط بثمره"."فقال لصاحبه وهو يحاوره " يراجعه في الكلام من حار إذا رجع."أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً"حشماً وأعواناً.وقيل أولادا ذكوراً لأنهم الذين ينفرون معه.
34. And he had fruit. And he said unto his comrade, when he spake with him: I am more than thee in wealth, and stronger in respect of men.
34 - (Abundant) was the produce this man had: he said to his companion, in the course of a mutual argument: more wealth have I than you, and more honour and power in (my following of) men.