[الكهف : 110] قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
110 - (قل إنما أنا بشر) آدمي (مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد) أن المكفوفة بما باقية على مصدريتها والمعنى يوحى إلي وحدانية الإله (فمن كان يرجوا) يأمل (لقاء ربه) بالبعث والجزاء (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه) أي فيها بأن يرائي (أحدا)
قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه الآية أخرج ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص عن طاوس قال قال رجل يا رسول الله إني أقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وأخرجه الحاكم في المستدرك موصولا عن طاوس عن ابن عباس صححه على شرط الشيخين
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد كان رجل من المسلمين يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه فأنزل الله فمن كان يرجو لقاء ربه الآية وأخرج أبو نعيم وابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال قال جندب بن زهير إذا صلى الرجل أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له فزاد في ذلك لمقالة الناس له فنزلت في ذلك فمن كان يرجو لقاء ربه الآية
يقول تعالى ذكره : قل لهؤلاء المشركين يا محمد: إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله وإن الله يوحي إلي أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، معبود واحد لا ثاني له ، ولا شريك " فمن كان يرجو لقاء ربه " يقول : فمن يخاف ربه يوم لقائه ، ويراقبه على معاصيه ، ويرجو ثوابه على طاعته " فليعمل عملا صالحا" يقول : فليخلص له العبادة، وليفرد له الربوبية .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التاويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن الربيع بن أبي راشد ، عن سعيد بن جبير " فمن كان يرجو لقاء ربه " قال : ثواب ربه . وقوله " ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" يقول : ولا يجعل له شريكا في عبادته إياه ، وإنما يكون جاعلا له شريكا بعبادته إذا راءى بعمله الذي ظاهره أنه لله وهومريد به غيره .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التاويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبوكريب ، قال : ثنا عمروبن عبيد ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس " ولا يشرك بعبادة ربه أحدا".
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان " ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" قال : لا يرائي .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن عبد الكريم الجزري ، عن طاوس ، قال : جاء رجل ، فقال : يا نبي الله إني أحب الجهاد في سبيل الله ، وأحب أن يرى موطني ويرى مكاني ، فانزل الله عز وجل " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد و مسلم بن خالد الزنجي عن صدقة بن يسار ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر نحوه ، وزاد فيه : وإني أعمل العمل وأتصدق وأحب أن يراه الناس وسائر الحديث نحوه .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، عن لأعمش ، قال : ثنا حمزة أبو عمارة مولى بني هاشم ، عن شهر بن حوشب ، قال : جاء رجل إلى عبادة بن الصامت ، فساله فقال : أنبئني عما أسالك عنه ، أرأيت رجلا يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ويصوم ويبتغي وجه الله ويحب أن يحمد، فقال عبادة : ليس له شيء ، إن الله عز وجل يقول : أنا خير شريك ، فمن كان له معي شريك فهوله كله ، لا حاجة لي فيه
حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو السكوني ، قال ، ثنا هشام بن عمار ، قال : ثنا ابن عياش ، قال : ثنا عمرو بن قيس الكندي ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الأية " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" وقال : إنها آخر اية أنزلت من القرآن .
قوله تعالى: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " أي لا أعلم إلا ما يعلمني الله تعالى، وعلم الله تعالى لا يحصى، وإنما أمرت بأن أبلغكم بأنه لا إله إلا الله. " فمن كان يرجو لقاء ربه " أي يرجو رؤيته وثوابه ويخشى عقابه " فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " " قال ابن عباس: نزلت في جندب بن زهير العامري، قال:
يا رسول الله إني أعمل العمل لله تعالى، وأريد وجه الله تعالى، إلا أنه إذا اطلع عليه سرني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورك فيه " فنزلت الآية. وقال طاوس " قال رجل:
يا رسول الله! إني أحب الجهاد في سبيل الله تعالى وأحب أن يرى مكاني فنزلت هذه الآية ". وقال مجاهد : " جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله! إني أتصدق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله تعالى فيذكر ذلك مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئاً، فأنزل الله تعالى: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا "".
قلت: والكل مراد، والآية تعم ذلك كله وغيره من الأعمال. وقد تقدم في سورة ((هود)) حديث أبي هريرة الصحيح في الثلاثة الذين يقضى عليهم أول الناس. وقد تقدم سورة ((النساء)) الكلام على الرياء، وذكرنا من الأخبار هناك ما فيه كفاية. وقال الماوردي : وقال جميع أهل التأويل: معنى قوله تعالى: " ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " إنه لا يرائي بعمله أحداً. وروى الترمذي الحكيم رحمه الله تعالى في نوادر الأصول قال: حدثنا أبي رحمه الله تعالى قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الواحد بن زيد "عن عبادة بن نسي قال:
أتيت شداد بن أوس في مصلاه وهو يبكي، فقلت: ما الذي أبكاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، إذا رأيت بوجهه أمراً ساءني فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي أرى بوجهك؟ قال: أمراً أتخوفه على أمتي من بعدي، قلت: ما هو يا رسول الله؟ قال: الشرك والشهوة الخفية، قلت: يا رسول الله! وتشرك أمتك من بعدك؟ قال: يا شداد أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكنهم يراءون بأعمالهم، قلت: والرياء شرك هو؟ قال: نعم. قلت: فما الشهوة الخفية؟قال: يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوات الدنيا فيفطر" قال عبد الواحد: فلقيت الحسن ، فقلت: يا أبا سعيد! أخبرني عن الرياء أشرك هو؟ قال: نعم، أما تقرأ " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ". وروى إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن أبي بكر قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن ليث عن شهر بن حوشب قال: كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس جالسين، فقالا: إنا نتخوف على هذه الأمة من الشرك والشهوة الخفية، فأما الشهوة الخفية فمن قبل النساء. وقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من صلى صلاة يرائي بها فقد أشرك ومن صام صياماً يرائي به فقد أشرك، ثم تلا " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " ".
قلت: وقد جاء تفسير الشهوة الخفية بخلاف هذا، وقد ذكرناه في ((النساء)). وقال سهل بن عبد الله: وسئل الحسن عن الإخلاص والرياء فقال: من الإخلاص أن تحب أن تكتم حسناتك ولا تحب أن تكتم سيئاتك، فإن أظهر الله عليك حسناتك تقول هذا من فضلك وإحسانك، وليس هذا من فعلي ولا من صنيعي، وتذكر قوله تعالى: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ". " والذين يؤتون ما آتوا " [المؤمنون: 60] الآية، يؤتون الإخلاص، وهم يخافون ألا يقبل منهم، وأما الرياء فطلب حظ النفس من عملها في الدنيا، قيل له، كيف يكون هذا؟قال: من طلب بعمل بينه وبين الله تعالى سوى وجه الله تعالى والدار الآخرة فهو رياء. وقال علماؤنا رضي الله تعالى عنهم: وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به، كما يحكى أن طاهر بن الحسين قال لأبي عبد الله المروزي: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله؟ قال: دخلت العراق منذ عشرين سنة وأنا منذ ثلاثين سنة صائم، فقال: يا أبا عبد الله سألناك عن مسألة فأجبتنا عن مسألتين. وحكى الأصمعي أن أعرابياً صلى فأطال وإلى جانبه قوم، فقالوا: ما أحسن صلاتك؟! فقال: وأنا مع ذلك صائم. أين هذا من قول الأشعث بن قيس وقد صلى فخفف، فقيل له إنك خففت، فقال: إنه لم يخالطها رياء، فخلص من تنقصهم بنفي الرياء عن نفسه، والتصنع من صلاته، وقد تقدم في ((النساء)) دواء الرياء من قول لقمان، وأنه كتمان العمل. وروى الترمذي الحكيم حدثنا أبي رحمه الله تعالى قال: أنبأنا الحماني قال: أنبأنا جرير عن ليث عن شيخ عن معقل بن يسار قال: " قال أبو بكر وشهد به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك، قال:
هو فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك و كباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم تقولهما ثلاث مرات ". وقال عمر [و] بن قيس الكندي سمعت معاوية تلا هذه الآية على المنبر " فمن كان يرجو لقاء ربه " فقال: إنها لآخر آية نزلت من السماء. وقال عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أوحي إلي أنه من قرأ " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " رفع له نور ما بين عدن إلى مكة حشوه الملائكة يصلون عليه ويستغفرون له " وقال معاذ بن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قرنه إلى قدمه ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء " وعن ابن عباس أنه قال له رجل: إني أضمر أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم، فقال: إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي " إلى آخر السورة فإن الله تعالى يوقظك متى شئت من الليل، ذكر هذه الفضائل الثعلبي رضي الله تعالى عنه. وفي مسند الدارمي أبي محمد أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن عبدة عن زر بن حبيش قال: من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقوم من الليل قامها، قال عبدة فجربناه فوجدناه كذلك. قال ابن العربي: كان شيخنا الطرطوشي الأكبر يقول: لا تذهب بكم الأزمان في مصاولة الأقران، ومواصلة الإخوان، وقد ختم سبحانه وتعالى البيان بقوله: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ".
روى الطبراني من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش , عن عمرو بن قيس الكوفي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان قال: هذه آخر آية أنزلت, يقول تعالى لرسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه "قل" لهؤلاء المشركين المكذبين برسالتك إليهم "إنما أنا بشر مثلكم" فمن زعم أني كاذب فليأت بمثل ما جئت به, فإني لا أعلم الغيب فيما أخبرتكم به من الماضي عما سألتم من قصة أصحاب الكهف وخبر ذي القرنين مما هو مطابق في نفس الأمر, ولولا ما أطلعني الله عليه, وإنما أخبركم "أنما إلهكم" الذي أدعوكم إلى عبادته "إله واحد" لا شريك له "فمن كان يرجو لقاء ربه" أي ثوابه وجزاءه الصالح "فليعمل عملاً صالحاً" أي ما كان موافقاً لشرع الله "ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له, وهذان ركنا العمل المتقبل, لا بد أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى ابن أبي حاتم من حديث معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس قال: قال رجل يا رسول الله إني أقف المواقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزلت هذه الاية "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" وهكذا أرسل هذا مجاهد وغير واحد. وقال الأعمش : حدثنا حمزة أبو عمارة مولى بني هاشم عن شهر بن حوشب قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال: أنبئني عما أسألك عنه. أرأيت رجلاً يصلي يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد ويصوم يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد, ويتصدق يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد, ويحج يبتغي وجه الله ويحب أن يحمد, فقال عبادة : ليس له شيء, إن الله تعالى يقول: أنا خير شريك, فمن كان له معي شريك فهو له كله لا حاجة لي فيه.
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير , حدثنا كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه , عن جده قال: كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فنبيت عنده تكون له حاجة أو يطرقه أمر من الليل فيبعثنا, فكثر المحتسبون وأهل النوب, فكنا نتحدث فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما هذه النجوى ؟ قال: فقلنا: تبنا إلى الله أي نبي الله, إنما كنا في ذكر المسيح وفرقنا منه فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي قال قلنا بلى, فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي لمكان الرجل".
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو النضر , حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال: قال شهر بن حوشب : قال ابن غنم : لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء , لقينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله, وشمال أبي الدرداء بيمينه, فخرج يمشي بيننا ونحن نتناجى, والله أعلم بما نتناجى به, فقال عبادة بن الصامت : إن طال بكما عمر أحدكما أو كليكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين, يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم, فأعاده وأبدأه وأحل حلاله وحرم حرامه ونزله عند منازله لا يحور فيكم إلا كما يحور رأس الحمار الميت. قال: فبينما نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس رضي الله عنه وعوف بن مالك فجلسا إلينا, فقال شداد : إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من الشهوة الخفية والشرك" فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء : اللهم غفرا ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب. أما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها, فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد : أرأيتكم لو رأيتم رجلاً يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق له, أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا: نعم والله إن من صلى لرجل أو صام أو تصدق له لقد أشرك, فقال شداد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك " فقال عوف بن مالك عند ذلك: أفلا يعمد إليه إلى ما ابتغى به وجهه من ذلك العمل كله فيصل ما خلص له ويدع ما أشرك به فقال شداد عند ذلك: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئاً, فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به, أنا عنه غني".
(طريق أخرى لبعضه) قال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب , حدثني عبد الواحد بن زياد , أخبرنا عبادة بن نسي عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه بكى, فقيل له: ما يبكيك ؟ قال شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال: نعم أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً, ولكن يراءون بأعمالهم, والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه" ورواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي به, و عبادة فيه ضعف, وفي سماعه من شداد نظر.
(حديث آخر) قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا الحسين بن علي بن جعفر الأحمر , حدثنا علي بن ثابت , حدثنا قيس بن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله يوم القيامة: أنا خير شريك من أشرك بي أحداً فهو له كله". وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر , حدثنا شعبة , سمعت العلاء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن الله عز وجل أنه قال: "أنا خير الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري, فأنا بريء منه, وهو للذي أشرك" تفرد به من هذا الوجه.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا يونس , حدثنا الليث عن يزيد يعني ابن الهاد عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال: الرياء, يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا, فانظروا هل تجدون عندهم جزاء".
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكير , أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر , أخبرني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري , وكان من الصحابة, أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا جمع الله الأولين والاخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله, فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث محمد وهو البرساني به.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك , حدثنا بكار , حدثني أبي ـ يعني عبد العزيز بن أبي بكرة ـ عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع سمع الله به, ومن راءى راءى الله به" وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية , حدثنا شيبان عن فراس عن عطية عن أبي سعيد الخدري , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يرائي يرائي الله به, ومن يسمع يسمع الله به".
(حديث آخر) قال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة , حدثني عمرو بن مرة قال: سمعت رجلاً في بيت أبي عبيدة أنه سمع عبد الله بن عمرو يحدث ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع الناس بعمله سمع الله به, ساء خلقه وصغره وحقره" فذرفت عينا عبد الله . وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي , حدثنا الحارث بن غسان , حدثنا أبو عمران الجوني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختمة, فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا, فتقول الملائكة: يا رب والله ما رأينا منه إلا خيراً, فيقول: إن عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي" ثم قال: الحارث بن غسان روى عنه جماعة وهو ثقة بصري, ليس به بأس, وقال ابن وهب : حدثني يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج , عن عبد الله بن قيس الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رياء وسمعة, لم يزل في مقت الله حتى يجلس".
وقال أبو يعلى : حدثنا محمد بي أبي بكر , حدثنا محمد بن دينار عن إبراهيم الهجري , عن أبي الأحوص عن عوف بن مالك عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث يخلو, فتلك استهانة استهان بها ربه عز وجل" وقال ابن جرير : حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو السكوني , حدثنا هشام بن عمار , حدثنا ابن عياش , حدثنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الاية "فمن كان يرجو لقاء ربه" الاية, وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن وهذا أثر مشكل, فإن هذه الاية آخر سورة الكهف, والكهف كلها مكية, ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها, بل هي مثبتة محكمة, فاشتبه ذلك على بعض الرواة فروى بالمعنى على ما فهمه, والله أعلم.
وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق , حدثنا النضر بن شميل , حدثنا أبو قرة عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ في ليلة "فمن كان يرجو لقاء ربه" الاية, كان له من النور من عدن أبين إلى مكة حشو ذلك النور الملائكة" غريب جداً آخر تفسير سورة الكهف.
ثم أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسلك مسلك التواضع، فقال: 110- "قل إنما أنا بشر مثلكم" أي إن حالي مقصور على البشرية لا يتخطاها إلى الملكية، ومن كان هكذا فهو لا يدعي الإحاطة بكلمات الله إلا أنه امتاز عنهم بالوحي إليه من الله سبحانه فقال: "يوحى إلي" وكفى بهذا الوصف فارقاً بينه وبين سائر أنواع البشر، ثم بين أن الذي أوحي إليه هو قوله: " أنما إلهكم إله واحد " لا شريك له في ألوهيته، وفي هذا إرشاد إلى التوحيد، ثم أمرهم بالعمل الصالح والتوحيد فقال: "فمن كان يرجو لقاء ربه" الرجاء توقع وصول الخير في المستقبل، والمعنى: من كان له هذا الرجاء الذي هو شأن المؤمنين "فليعمل عملاً صالحاً" وهو ما دل الشرع على أنه عمل خير يثاب عليه فاعله "ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" من خلقه سواء كان صالحاً، أو طالحاً، حيواناً أو جماداً، قال الماوردي: قال جميع أهل التأويل في تفسير هذه الآية: إن المعنى لا يرائي بعمله أحداً. وأقول: إن دخول الشرك الجلي الذي كان يفعله المشركون تحت هذه الآية هو المقدم على دخول الشرك الخفي الذي هو الرياء، ولا مانع من دخول هذا الخفي تحتها، إنما المانع من كونه هو المراد بهذه الآية.
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: "لكلمات ربي" يقول: علم ربي. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: يقول ينفد ماء البحر قبل أن ينفد كلام الله وحكمته. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: "فمن كان يرجو لقاء ربه" الآية قال: أنزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلهاً غيره، وليست هذه في المؤمنين. وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال: "قال رجل: يا نبي الله إني أقف المواقف أبتغي وجه الله، وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه شيئاً حتى نزلت هذه الآية "ولا يشرك بعبادة ربه أحداً"". وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح له، فزاد في ذلك لقالة الناس فلا يريد به الله، فنزل في ذلك "فمن كان يرجو لقاء ربه" الآية. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: "قال رجل: يا رسول الله أعتق وأحب أن يرى، وأتصدق وأحب أن يرى، فنزلت "فمن كان يرجو لقاء ربه" الآية"، وهو مرسل. وأخرجه هناد في الزهد عنه أيضاً. وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وابن ماجه والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك". وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة أن رجلاً قال: "يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغي عرضاً من الدنيا؟ فقال: لا أجر له، فأعظم الناس ذلك، فعاد الرجل فقال: لا أجر له". وأخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن جرير في تهذيبه والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر. وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن شداد بن أوس أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك، ثم قرأ "فمن كان يرجو لقاء ربه" الآية". وأخرج الطيالسي وأحمد وابن مردويه وأبو نعيم عن شداد أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي، ومن أشرك بي شيئاً فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشركه أنا عنه غني". وأخرج أحمد والحكيم الترمذي وابن جرير في تهذيبه والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيخ الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي لمكان رجل". وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية، قلت: أتشرك أمتك من بعدك؟ قال: نعم، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً، ولكن يراءون الناس بأعمالهم، قلت: يا رسول الله ما الشهوة الخفية؟ قال: يصبح أحدهم صائماً فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته". وأخرج أحمد ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال: "أنا خير الشركاء، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه، وهو للذي أشرك" وفي لفظ: "فمن أشرك بي أحداً فهو له كله". وفي الباب أحاديث كثيرة في التحذير من الرياء وأنه الشرك الأصغر، وأن الله لا يقبله، وقد استوفاها صاحب الدر المنثور في هذا الموضع فليرجع إليه، ولكنها لا تدل على أنه المراد بالآية، بل الشرك الجلي يدخل تحتها دخولاً أولياً، وعلى فرض أن سبب النزول هو الرياء كما يشير إلى ذلك ما قدمنا، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر في علم الأصول.
وقد ورد في فضائل هذه الآية بخصوصها ما أخرجه الطبراني وابن مردويه عن أبي حكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم". وأخرج ابن راهويه والبزار والحاكم وصححه والشيرازي في الألقاب وابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ في ليلة "فمن كان يرجو لقاء ربه" الآية، كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة" قال ابن كثير بعد إخراجه: غريب جداً. وأخرج ابن الضريس عن أبي الدرداء قال: من حفظ خاتمة الكهف كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية "فمن كان يرجو لقاء ربه" وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن. قال ابن كثير: وهذا أثر مشكل، فإن هذه الآية هي آخر سورة الكهف، والكهف كلها مكية، ولعل معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها ما ينسخها ولا يغير حكمها، بل هي مثبتة محكمة، فاشتبه ذلك على بعض الرواة فروي بالمعنى على ما فهمه.
110 - قوله عز وجل : " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد " ، قال ابن عباس : علم الله رسوله التواضع لئلا يزهو على خلقه ، فأمره أن يقر فيقول : إني آدمي مثلكم ، إلا أني خصصت بالوحي وأكرمني الله به ، يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد لا شريك له . " فمن كان يرجو لقاء ربه " ، أي يخاف المصير إليه . وقيل : يأمل رؤية ربه ، فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعاً ، قال الشاعر :
‌‌‌‌‌ولا كل ما ترجو من الخير كائن ولا كل ما ترجو من الشر واقع
فجمع بين المعنيين .
" فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً " ، أي : لا يرائي بعمله .
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو نعيم ، أخبرنا سفيان عن سلمة ، هو ابن كهيل ، قال : سمعت جندباً يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ".
وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء " .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا أبي ، حدثنا شعيب قال: حدثنا الليث عن أبي الهاد ، عن عمرو ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى يقول : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء ، هو للذي عمله ."
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، حدثنا أبو جعفر بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا همام عن قتادة ، حدثنا سالم بن أبي الجعد الغطفاني ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " .
وأخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد ابن زنجويه ، حدثنا أبو الأسود ، حدثنا ابن لهيعة عن زياد عن سهل - هو ابن معاذ - عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ أول سورة الكهف وأخرها كانت له نوراً من قدميه إلى رأسه ، ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء " .
110." قل إنما أنا بشر مثلكم "لا أدعي الإحاطة على كلماته."يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد"وإنما تميزت عنكم بذلك . "فمن كان يرجو لقاء ربه"يؤمل حسن لقائه أو يخاف سوء لقائه."فليعمل عملاً صالحاً"يرتضيه الله ." ولا يشرك بعبادة ربه أحداً"بأن يرائيه أو يطلب منه أجراً ."روي أن جندب بن زهير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لأعمل العمل لله فإذا أطلع عليه سرني فقال: إن الله لا يقبل ما شورك فيه ."فنزلت تصديقاً له وعنه عليه الصلاة السلام " اتقوا الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء ".والآية جامعة لخلاصتي العلم والعمل وهما التوحيد والإخلاص في الطاعة .وعن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأها عند مضجعه كان له نوراً في مضجعه يتلألأ إلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم ، فإن كان مضجعه بمكة كان له نوراً يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ." وعنه عليه الصلاة والسلام " من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نوراً من قرنه إلى قدمه، ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء."
110. Say: I am only a mortal like you. My Lord inspireth in me that your God is only One God. And whoever hopeth for the meeting with his Lord, let him do righteous work, and make none sharer of the worship due unto his Lord.
110 - Say: I am but a man like yourself, (but) the inspiration has come to me, that your God is one God: whoever expects to meet his Lord, let him work righteousness, and, in the worship of his Lord, admit no one as partner.