[الحجر : 11] وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
11 - (وما) كان (يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ولقد أرسلنا يا محمد من قبلك في الأمم الأولين رسلاً ، وترك ذكر الرسل اكتفاء بدلالة قوله : "ولقد أرسلنا من قبلك" عليه ، وعنى بشيع الأولين : أمم الأولين ، واحدتها شيعة ، ويقال أيضاً لأولياء الرجل : شيعته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : "ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين" ، يقول : أمم الأولين .
حدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة ، في قوله : "ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين" ، قال : في الأمم .
وقوله : "وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون" ، يقول :وما يأتي شيع الأولين من رسول من الله يرسله إليهم بالدعاء إلى توحيده ، والإذعان بطاعته ،إلا كانوا به يستهزئون . يقول : إلا كانوا يسخرون بالرسول الذي يرسله الله إليهم عتواً منهم ، وتمرداً على ربهم .
تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، أي كما فعل بك هؤلاء المشركون فكذلك فعل بمن قبلك من الرسل.
يقول تعالى مسلياً لرسوله صلى الله عليه وسلم في تكذيب من كذبه من كفار قريش: إنه أرسل من قبله في الأمم الماضية وإنه ما أتى أمة من رسول إلا كذبوه واستهزءوا به, ثم أخبر أنه سلك التكذيب في قلوب المجرمين الذين عاندوا واستكبروا عن اتباع الهدى قال أنس والحسن البصري "كذلك نسلكه في قلوب المجرمين" يعني الشرك. وقوله "قد خلت سنة الأولين" أي قد علم ما فعل تعالى بمن كذب رسله من الهلاك والدمار, وكيف أنجى الله الأنبياء وأتباعهم في الدنيا والاخرة.
11- "وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون" أي ما يأتي رسول من الرسل شيعته إلا كانوا به يستهزءون كما يفعله هؤلاء الكفار مع محمد صلى الله عليه وسلم، وجملة إلا كانوا به يستهزءون في محل نصب على الحال، أو في محل رفع على أنها صفة رسول، أو في محل جر على أنها صفة له على اللفظ لا على المحل.
11-" وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون "، كما فعلوا بك، ذكره تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم.
11."وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون"كما يفعل هؤلاء ،وهو تسلية للنبي عليه الصلاة السلام و"ما"للحال لا يدخل إلا مضارعاً بمعنى الحال ، أو ماضياً قريباً منه وهذا على حكاية الحال الماضية.
11. And never came there unto them a messenger but they did mock him.
11 - But never came an apostle to them but they mocked him.