[الكافرون : 1] قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
1 - (قل يا أيها الكافرون)
أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة قال حتى أنظر ما يأتيني من ربي فأنزل الله قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة وأنزل قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون
وأخرج عبدالرزاق عن وهب قال قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم إن سرك أن تتبعنا عاما ونرجع إلى دينك عاما فأنزل الله قل يا أيها الكافرون إلى آخرالسورة ك وأخرج ابن المنذر نحوه عن ابن جريج
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن ميناء قال لقي الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل والأسود بن المطلب وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد هلم فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله فأنزل الله قل يا أيها الكافرون إلى آخر السورة
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان المشركون من قومه فيما ذكر عرضوا عليه أن يعبدوا الله سنة ، على أن يعبد نبي الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة ، فأنزل الله معرفة جوابهم في ذلك :" قل " يا محمد لهؤلاء المشركين الذين سألوك عبادة آلهتهم سنة ، على أن يعبدوا إلهك سنة " يا أيها الكافرون " بالله .
وهي مكية ، في قول ابن مسعود و الحسن و عكرمة . ومدنية ، في أحد قولي ابن عباس و قتادة و الضحاك . وهي ست آيات .
وفي الترمذي من حديث انس: أنها تعدل ثلث القرآن. وفي كتاب (الرد لأبي بكر الأنباري) أخبرنا عبدالله بن ناجية قال: حدثنا يوسف قال حدثنا القعنبي وأبو نعيم عن موسى بن وردان عن انس، قال:
قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : " قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن ورواه موقوفا عن انس. وخرج الحافظ أبو محمد عبد الغني بن سعيد عن ابن عمر قال:
صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الفجر في سفر، فقرأ" قل يا أيها الكافرون" و" قل هو الله أحد" ثم قال: (قرأت بكم ثلث القرآن وربعه). وروى جبير بن مطعم:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أتحب يا جبير إذا خرجت سفراً أن تكون من أمثل أصحابك هيئة واكثرهم زاداً؟ قلت: نعم. قال: (فاقرأ هذه السور الخمس من أول(قل يأيها الكافرون- إلى قل أعوذ برب الناس) وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم) قال: فوالله لقد كنت غير كثير المال، إذا سافرت أكون ابدهم هيئة، وأقلهم زاداً، فمذ قرأتهن صرت من أحسنهم هيئة، واكثرهم زاداً، حتى أرجع من سفري ذلك. قال فروة بن نوفل الأشجعي:
"قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني. قال: (اقرأ عند منامك" قل يا أيها الكافرون" فإنها براءة من الشرك)". خرجه أبو بكر الأنباري وغيره. وقال ابن عباس: ليس في القرآن أشد غيظاً لإبليس منها، لانها توحيد وبراءة من الشرك. وقال الأصمعي: كان يقال لـ" قل يا أيها الكافرون" و" قل هو الله أحد" المقشقشتان، أي أنهما تبرئان من النفاق. وقال أبو عبيدة : كما يقشقش الهناء الجرب فيبرئه. وقال ابن السكيت: يقال للقرح والجدري إذا يبس وتقرف، وللجرب في الإبل إذا قفل: قد توسف جلده، وتقشر جلده، وتقشقش جلده.
قوله تعالى:" قل يا أيها الكافرون"
ذكر ابن اسحاق وغيره عن ابن عباس: أن سبب نزولها أن الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبدالمطلب، وأمية بن خلف، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا، كنا قد شاركناك فيه، واخذنا بحظنا منه. وأن كان الذي بأيدينا خيراً مما بيدك، كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت بحظك منه، فأنزل الله عز وجل " قل يا أيها الكافرون" وقال أبوصالح عن ابن عباس: إنهم قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو استملت بعض هذه الآلهة لصدقناك، فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه السورة، فيئسوا منه، وآذوه، وآذوا أصحابه. والألف واللام ترجع الى معنى المعهود وإن كانت للجنس من حيث إنها كانت صفة لأي، لأنها مخاطبة لمن سبق في علم الله تعالى أنه سيموت على كفره، فهي من الخصوص الذي جاء بلفظ العموم. ونحوه عن الماوردي: نزلت جواباً، وعنى بالكافرين قوماً معينين، لا جميع الكافرين، لأن منهم من آمن، فعبد الله، ومنهم من مات أو قتل على كفره، وهم المخاطبون بهذا القول، وهم المذكورون. قال ابو بكر بن الأنباري: وقرأ من طعن في القرآن: قل للذين كفروا" لا أعبد ما تعبدون"
تفسير سورة الكافرون
ثبت في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة وبـ " قل هو الله أحد " في ركعتي الطواف, وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر. وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع , حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين, قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة أو بضع عشرة مرة, "قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد".
وقال أحمد أيضاً: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير , حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين مرة أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بـ "قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد" " وقال أحمد : حدثنا أبو أحمد هو محمد بن عبد الله بن الزبيري , حدثنا سفيان هو الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً, وكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر بـ "قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد " " , وكذا رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي أحمد الزبيري , وأخرجه النسائي من وجه آخر عن أبي إسحاق به, وقال الترمذي : هذا حديث حسن, وقد تقدم في الحديث أنها تعدل ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن.
وقال الإمام أحمد : حدثنا هاشم بن القاسم , حدثنا زهير , حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل هو ابن معاوية عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: هل لك في ربيبة لنا تكفلها ؟ قال: أراها زينب, قال ثم جاء فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عنها قال: ما فعلت الجارية ؟ قال: تركتها عند أمها. قال: فمجيء ما جاء بك قال: جئت لتعلمني شيئاً أقوله عند منامي قال: اقرأ "قل يا أيها الكافرون" ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك" تفرد به أحمد . وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن عمرو القطراني حدثنا محمد بن طفيل , حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة , وهو أخو زيد بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ "قل يا أيها الكافرون" حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك". وروى الطبراني من طريق شريك عن جابر عن معقل الزبيدي عن عبد الرحمن بن زيد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قرأ "قل يا أيها الكافرون" حتى يختمها " وقال الإمام أحمد : حدثنا حجاج , حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن الحارث بن جبلة قال: " قلت يا رسول الله علمني شيئاً أقوله عند منامي, قال: إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ "قل يا أيها الكافرون" فإنها براءة من الشرك" والله أعلم.
بسم الله الرحمـن الرحيم
هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون, وهي آمرة بالإخلاص فيه فقوله تعالى: "قل يا أيها الكافرون" يشمل كل كافر على وجه الأرض, ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش, وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة, ويعبدون معبوده سنة, فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال: "لا أعبد ما تعبدون" يعني من الأصنام والأنداد "ولا أنتم عابدون ما أعبد" وهو الله وحده لا شريك له, فما ههنا بمعنى من, ثم قال: "ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد" أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه, ولهذا قال: "ولا أنتم عابدون ما أعبد" أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته, بل قد اخترعتم شيئاً من تلقاء أنفسكم كما قال: "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى".
فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه, فإن العابد لا بد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه, فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه, ولهذا كان كلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله, ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "لكم دينكم ولي دين" كما قال تعالى: "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" وقال: "لنا أعمالنا ولكم أعمالكم" . وقال البخاري يقال: "لكم دينكم" الكفر "ولي دين" الإسلام ولم يقل ديني لأن الايات بالنون فحذف الياء كما قال: "فهو يهدين" و "يشفين" وقال غيره: لا أعبد ما تعبدون الان ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد, وهم الذين قال: "وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً" انتهى ما ذكره. ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد كقوله: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" وكقوله "لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين" وحكاه بعضهم كابن الجوزي وغيره عن ابن قتيبة , فالله أعلم. فهذه ثلاثة أقوال (أولها) ما ذكرناه أولاً (والثاني) ما حكاه البخاري وغيره من المفسرين أن المراد "لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد" في الماضي "ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد" في المستقبل (الثالث) إن ذلك تأكيد محض (وثم قول رابع) نصره أبو العباس بن تيمية في بعض كتبه, وهو أن المراد بقوله: "لا أعبد ما تعبدون" نفي الفعل لأنها جملة فعلية "ولا أنا عابد ما عبدتم" نفي قبوله لذلك بالكلية لأن النفي بالجملة الاسمية آكد, فكأنه نفي الفعل وكونه قابلاً لذلك, ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضاً, وهو قول حسن أيضاً, والله أعلم. وقد استدل الإمام أبو عبد الله الشافعي وغيره بهذه الاية الكريمة "لكم دينكم ولي دين" على أن الكفر ملة واحدة, فورث اليهود من النصارى وبالعكس إذ كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به لأن الأديان ما عدا الإسلام كلها كالشيء الواحد في البطلان. وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود, وبالعكس لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتوارث أهل ملتين شتى" آخر تفسير سورة قل يا أيها الكافرون.
هي ست آيات
وهي مكية في قول ابن مسعود والحسن وعكرمة. ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: أنزلت سورة "يا أيها الكافرون" بمكة. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: أنزلت "يا أيها الكافرون" بالمدينة. وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة، وبقل هو الله أحد في ركعتي الطواف". وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في ركعتي الفجر. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن مردويه عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة، أو بضع عشرة مرة "قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد"". وأخرج الحاكم وصححه عن أبي قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ"سبح"، و"قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد" وأخرج محمد بن نصر والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، و "قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن، وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر". وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ يا أيها الكافرون كانت له عدل ربع القرآن". وأخرج الطبراني في الصغير والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ "قل يا أيها الكافرون" فكأنما قرأ ربع القرآن، ومن قرأ "قل هو الله أحد" فكأنما قرأ ثلث القرآن". وأخرج أحمد وابن الضريس والبغوي وحميد بن زنجويه في ترغيبه عن شيخ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمر برجل يقرأ " قل يا أيها الكافرون " فقال أما هذا فقد برئ من الشرك، وإذا آخر يقرأ "قل هو الله أحد" فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بها وجبت له الجنة " وفي رواية " أما هذا فقد غفر له ". وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن الأنباري في المصاحف عن أبيه "قال: يا رسول الله علمني ما أقول إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ " قل يا أيها الكافرون " ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك". وأخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن مردويه عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه مرفوعاً مثله. وأخرج ابن مردويه عن البراء قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنوفل بن معاوية الأشجعي: إذا أتيت مضجعك للنوم فاقرأ "قل يا أيها الكافرون" فإنك إذا قلتها فقد برئت من الشرك". وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن الحارث بن جبلة، وقال الطبراني عن جبلة بن حارثة، وهو أخو زيد بن حارثة قال: "قلت يا رسول الله علمني شيئاً أقوله عند منامي قال: إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ "قل يا أيها الكافرون" حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك". وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: اقرأ "قل يا أيها الكافرون" عند منامك فإنها براءة من الشرك". وأخرج أبو يعلى والطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على كلمة تنجيكم من الإشراك بالله تقرأون "قل يا أيها الكافرون" عند منامكم". وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه عن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أخذت مضجعك فاقرأ "قل يا أيها الكافرون" وإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت فراشه قط إلا قرأ "قل يا أيها الكافرون" حتى يختم". وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لقي الله
بسورتين فلا حساب عليه "قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد"". وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي مسعود الأنصاري قال: من قرأ "قل يا أيها الكافرون" و "قل هو الله أحد" في ليلة فقد أكثر وأطاب.
الألف واللام في 1- "يا أيها الكافرون" للجنس، ولكنها لما كانت الآية خطاباً لمن سبق في علم الله أنه يموت على كفره كان المراد بهذا العموم خصوص من كان كذلك، لأن من الكفار عند نزول هذه الآية من أسلم وعبد الله سبحانه. وسبب نزول هذه السورة أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنة.
1- "قل يا أيها الكافرون"، إلى آخر السورة.
نزلت في رهط من قريش منهم: الحارث بن قيس السهمي، والعاص بن وائل، والوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب بن أسد، / وأمية بن خلف، قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك ونشركك في أمرنا كله، تعبد آلهتنا سنة ونهعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيراً كنا قد شركناك فيه وأخذنا حظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيراً كنت قد شركتنا في أمنا وأخذت بحظك منه، فقال: معاذ الله أن أشرك به غيره، قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك: فقال: حتى أنظر ما يأتي من عند ربي، فأنزل الله عز وجل: "قل يا أيها الكافرون" إلى آخر السورة، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم ثم قرأها عليهم حتى فرغ من السورة، فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وأصحابه.
1-" قل يا أيها الكافرون " يعني كفرة مخصوصين قد علم الله منهم أنهم لا يؤمنون . روي أن رهطاً من قريش قالوا يا محمد تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فنزلت .
Surah 109. Al-Kafirun
1. Say: O disbelievers!
SURA 109: KAFIRUN
1 - Say: O ye that reject Faith!