[الماعون : 7] وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ
7 - (ويمنعون الماعون) كالأبرة والفأس والقدر والقصعة
وقوله : " ويمنعون الماعون " يقول : ويمنعون الناس منافع ما عندهم . وأصل الماعون من كل شيء منفعته ، يقال للمامء الذي ينزل من السحاب : ماعون ، ومنه قول أعشى بن ثعلبة :
بأجود منه بماعونه إذا ما سماؤهم لم تغم
وقال آخر يصف سحاباً :
يمج صبيره الماعون صباً .
وقال عبيد الراعي :
قوم على الإسلام لما يمنعوا ماعونهم ويضيعوا التهليلا
يعني بالماعون : الطاعة والزكاة .
واختلف أهل التأويل في الذي عني به من معاني الماعون في هذا الموضع ، فقال بعضهم : عني به الزكاة المفروضة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال :ثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : علي رضي الله عنه في قوله " ويمنعون الماعون " قال : الزكاة .
حدثني ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال :ثنا شعبة ، عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد قال : قال علي رضي الله عنه : "الماعون " : الزكاة .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا سفيان وحدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان عن السدي ، عن أبي صالح ، عن علي رضي الله عنه قال : " الماعون " : الزكاة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي رضي الله عنه " ويمنعون الماعون " قال : يمنعون زكاة أموالهم .
حدثني محمد بن عمارة و أحمد بن هشام قالا : ثنا عبيد بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل عن السدي ، عن أبي صالح ، عن علي رضي الله عنه " ويمنعون الماعون " قال : الزكاة .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،في قوله " الماعون " قال : الزكاة
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن علي مثله .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال :ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، أن علياً رضي الله عنه كان يقول " الماعون " الصدقة المفروضة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال :ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " ويمنعون الماعون " أن علياً رضي الله عنه قال : هي الزكاة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن رجل ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : " الماعون ": الزكاة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ،عن سفيان عن سلمة بن كهيل ، عن أبي المغيرة ، قال : سأل رجل ابن عمر عن الطاعون ، قال :هو المال الذي لا يؤدى حقه ، قال : قلت : إن ابن عبد الأعلى يقول : هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم ، قال : هو ما أقول لك .
حدثنا ابن المثنى ، قال :ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن سلمة ، قال : سمعت أبا المغيرة ، قال :سألت ابن عمر عن الماعون ، فقال : هو منع الحق .
حدثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : أخبرنا محمد بن يزيد ، عن إسماعيل ، عن سلمة بن كهيل ، قال :سئل ابن عمر عن الماعون، فقال : الذي يسئل حق اله ويمنعه ، فقال : إن ابن مسعود يقول : هو القدر والدلو والفأس ، قال : هو ما أقول لكم .
حدثني هارون بن إدريس الأصم ، قال :ثنا عبد الرحمن بن محمد الحاربي ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سلمة بن كهيل أن ابن عمر سئل عن قول الله " ويمنعون الماعون " قال : الذي يسئل مال الله فيمنعه ، فقال الذي ساله : فإن ابن مسعود يقول : هو الفأس والقدر ، قال ابن عمر : هو ما أقول لك .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سلمة بن كهيل ، قال : سأل رجل ابن عمر عن الماعون ، فذكر مثله .
حدثني سليمان بن محمد بن معدي كرب الرعيني ، قال : ثنا بقية بن الوليد ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثني سلمة بن كهيل ، قال : سمعت أبا المغيرة ، رجلاً ن بني أسد ، قال : سألت عبد الله بن عمر عن الماعون ، قال : هو منع الحق ، قلت: ان ابن مسعود قال : هو منع الفأس والدلو ، قال : هو منع الحق .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي المغيرة ، عن ابن عمر قال : هي الزكاة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي صالح ، عن علي ، مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :نثا جابر بن زيد بن رفاعة ، عن حسان بن مخارق ، عن سعيد بن جبير ، قال : " الماعون ": الزكاة .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة و الحسن : الماعون : الزكاة المفروضة .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن أبي عمر ، عن ابن الحنفية رضي الله عنه قال : هي الزكاة .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " ويمنعون الماعون " قال : الزكاة .
حدثني يونس ، قال : خبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قوله " ويمنعون الماعون " قال : هم المنافقون يمنعون زكاة أموالهم .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : " الماعون " : الزكاة المفروضة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سعيد ، عن قتادة مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا محمد بن عقبة ، قال : سمعت الحسن يقول " ويمنعون الماعون " قال : منعوا صدقات أموالهم ، فعاب الله عليهم .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن مبارك ، عن الحسن " الذين هم يراؤون * ويمنعون الماعون " قال : هو المنافق الذي يمنع زكاة ماله ، فإن صلى راءى ، وإن فاتته لم يأس عليها .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن سلمة ، عن الضحاك ، قال : هي الزكاة .
وقال آخرون : هو ا يتعوره الناس من مثل الدلو والقدر ونحو ذلك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا ابن أبي إدريس ، عن الأعمش ، عن الحكم بن يحيى بن الجرار ، عن أبي العبيدين ، أنه قال لعبد الله : أخبرني عن الماعون قال : هو ما يتعاوره الناس بينهم .
حدثنا ابن المثنى ، قال : محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم قال : سمعت يحيى بن الجزار ، يحدث عن أبي العبيدين ، رجل ن بني تميم ضرير البصر ، وكان يسأل عبد الله بن مسعود ، وكان ابن سعود يعرف له ، فسال عبد الله عن الماعون ، فقال عبد الله : إن من الماعون منع الفأس والقدر والدلو ، خصلتان من هؤلاء الثلاث ، قال شعبة : الفأس ليس فيه شك .
حدثنا ابن المثنى ، قال :ثنا الوليد ، قال : ثنا شعبة ، عن الحكم بن عتبة ، عن يحيى بن الجزار عن أبي العبيدين ، عن عبد الله ،مثله .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، قال: ثنا شعبة عن الحكم بن عتيبة ، عن يحيى بن الجزار ، أن أبا العبيدين ، رجلاً من بني تيم ، كان ضرير البصر ، سال ابن مسعود عن الماعون ، فقال : هو منع الفأس والدلو أو قال : منع : الفأس والقدر .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن يحيى بن الجزار ، أن أبا العبيدين سأل ابن سعود عن الماعون ، قال : هو ما يتعاوره الناس بينهم ، الفأس والقدر والدلو .
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال :ثنا أبو الجواب ، عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن أبي العبيدين ، عن عبد الله ، قال :كنا أصحاب محمد نحدث أن الماعون : القدر والفأس والدلو .
وقال أبو بكر : قال أبو الجواب ، وخالفه الزهري بن معاوية فيما :
حدثنا به الحسن الأشيب ، قال :ثنا زهير ، قال : ثنا أبو إسحاق ، عن حارثة ، عن أبي العبيدين ، وحدثني محمد بن عبيد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن أبي العبدين و سعي بن عياض ، عن عبد الله ، قال : " كنا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون : الدلو والفأس والقدر ، لا يستغنى عنهن " .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن سعد بن عياض قال أبو موسى : هكذا كان غندر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا إن من الماعون الفأس والدلو والقدر .
حدثنا ابن المثنى ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، وحدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن عياض ، يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن ابي إسحاق ، قال : سمعت سعيد بن عياض ، يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله .
حدثنا خلاد ، قال :أخبرنا النضير ، قال :أخبرنا إسرائيل ، قل : أخبرنا أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، عن أبي العبيدين ، قال : قال عبد الله : الماعون : القدر والفأس والدلو .
حدثنا خلاد قال : أخبرنا النضر ، قال : أخبرنا المسعودي ، قال : أخبرنا سهل بن كهيل ، عن أبي العبيدين ، وكانت به زمانة ، وكان عبد الله يعرف له ذلك ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ما الماعون ؟ قال : ما يتعاطى الناس بيهم من الفأس والقدرر والدلو وأشباه ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم ، عن أبي العبيدين ، أنه سال ابن مسعود عن الماعون ، فقال : ما يتعاطاه الناس بينهم .
قال : ثنا مهران ، عن الحسن و سلمة بن كهيل ، عن أبي العبدين ، عن ابن مسعود ،قال : الفاس والدلو والقدر وأشباهه .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن المسعودي ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي العبيدين ، أنه سأل ابن مسعود عن قوله " ويمنعون الماعون " فذكر نحوه .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، عن ابن مسعود ، قال : الفأس والقدر والدلو .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التميمي عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله قال " الماعون " منع الفأس والقدر والدلو .
حدثنا أبو السائب ، قال :ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الحارث بن سوبد ، عن عبد الله ، أنه سئل عن الماعون ، قل : ما يتعاوره الناس بينهم : الفأس والدلو وشبهه .
حدثنا ابن حميد ، قال :ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن ابن مسعود ، قال : الدلو والفأس والقدر .
حدثنا ابن بشار ، قل : ثنا عبد الرحمن ، قال :ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن عياض ، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : الماعون : الفأس والقدر والدلو .
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : سئل عبد الله عن الماعون ، قال : ما يتعاوره الناس بينهم ، الفأس والقدر والدلو وشبهه .
حدثني يعقوب ، قال :ثنا هشيم ، قال :أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، أنه قال : هو عارية الناس ، الفاس والقدر والدلو ونحو ذلك ، يعني الماعون .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، بمثله .
قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن سعيد ين جبير ، عن ابن عباس مثله ، قال : الفأس والدلو .
حدثنا ابن حميد ،قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال " الماعون " : العارية .
حدثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وحدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال : هو العارية .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا وكيع ، عن سفيان ،عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، نحوه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال :ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال :ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ،قال :ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله " الماعون " قال :متاع البيت .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا إسماعيل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، أراه عن ابن عباس _ شك أبو كريب _ : " ويمنعون الماعون " قال : المتاع .
حدثني يعقوب ، قال :ثنا ابن عليه ، قال : أخبرنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال : ابن عباس : هو متاع البيت .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ،عن ابن عباس ، قال : يمنعونهم العارية ، وهو الماعون .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ،قال : ثني أبي ،عن أبيه ، عن ابن عباس " ويمنعون الماعون " قال : اختلف الناس في ذلك ، فمنهم من قال : يمنعون لزكاة ، ومنهم من قال : يمنعون الطاعة ، ونهم من قال : يمنعون العارية .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله " ويمنعون الماعون " قال : لم يجئ أهلها بعد .
حدثني ابن المثنى ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : قال ابن عباس " الماعون" ما يتعاطى الناس بينهم .
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : أخبرنا ابن علية ، قال : ثنا ليث ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، قال : قال علي رضي الله عنه : الماعون : منع الزكاة والفأس والدلو والقدر .
حدثنا ابن بشار ، قل : ثنا أبو عاصم النبيل ، قال : ثنا سفيان عن حبيب بن ابي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، قال : الماعون : العارية .
حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس ، قال : ثنا عبثر ، قال :ثنا حصين ، عن أبي مالك ، في قوله الله " ويمنعون الماعون " قال : الدلو والقدر والفأس .
حدثنا عمرو بن علي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : أبو عوانة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : " كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نقول : الماعون منع الدلو وأشباه ذلك " .
وقال آخرون : الماعون : المعروف .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن إبراهيم السلمي ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا محمد بن رفاعة ، قال : سمعت محمد بن كعب يقول : الماعون : المعروف .
وقال آخرون : الماعون : هو المال .
ذكر من قال ذلك :
حدثني أحمد بن حرب ، قال : ثنا موسى بن إسماعيل ،قال : ثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن السيب ، قال : الماعون بلسان قريش : المال .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، قال : الماعون بلسان قريش : المال
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ، إذا كان الماعون هو ما وصفنا قبل ، وكان الله قد أخبر عن هؤلاء القوم ، وأنهم يمنعونه الناس ، خبراً عاماً من غير أن يخص من ذلك شيئاً ، أن يقال : إن الله وصفهم بأنهم يمنعون الناس ما يتعاورونه بينهم ، ويمنعون أهل الحاجة والمسكنة ما أوجب الله لهم في أموالهم من الحقوق ، لأن كل ذلك من المنافع التي ينتفع بها الناس بعضهم من بعض .
قوله تعالى : " ويمنعون الماعون " .
يقول تعالى: أرأيت يا محمد الذي يكذب بالدين وهو المعاد والجزاء والثواب "فذلك الذي يدع اليتيم" أي هو الذي يقهر اليتيم ويظلمه حقه ولا يطعمه ولا يحسن إليه "ولا يحض على طعام المسكين" كما قال تعالى: "كلا بل لا تكرمون اليتيم * ولا تحاضون على طعام المسكين" يعني الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته, ثم قال تعالى: "فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال ابن عباس وغيره: يعني المنافقين الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر ولهذا قال: "للمصلين" الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ثم هم عنها ساهون, إما عن فعلها بالكلية كما قاله ابن عباس , وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعاً فيخرجها عن وقتها بالكلية, كما قاله مسروق وأبو الضحى .
وقال عطاء بن دينار : الحمد لله الذي قال: "عن صلاتهم ساهون" ولم يقل في صلاتهم ساهون, وإما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائماً أو غالباً, وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به, وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها, فاللفظ يشمل ذلك كله ولكن من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الاية, ومن اتصف بجميع ذلك فقد تم له نصيبه منها وكمل له النفاق العملي كما ثبت في الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, تلك صلاة المنافق, يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً" فهذا آخر صلاة العصر التي هي الوسطى كما ثبت به النص إلى آخر وقتها, وهو وقت الكراهة, ثم قام إليها فنقرها نقر الغراب لم يطمئن ولا خشع فيها أيضاً, ولهذا قال لا يذكر الله فيها إلا قليلاً, ولعله إنما حمله على القيام إليها مراءاة الناس لا ابتغاء وجه الله, فهو كما إذا لم يصل بالكلية. قال الله تعالى: " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا " وقال تعالى ههنا: " الذين هم يراؤون ".
وقال الطبراني : حدثنا يحيى بن عبد الله بن عبدويه البغدادي , حدثني أبي , حدثنا عبد الوهاب بن عطاء , عن يونس عن الحسن عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في جهنم لوادياً تستعيذ جهنم من ذلك الوادي في كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من أمة محمد لحامل كتاب الله وللمصدق في غير ذات الله وللحاج إلى بيت الله وللخارج في سبيل الله" وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة قال كنا جلوساً عند أبي عبيدة , فذكروا الرياء فقال رجل يكنى بأبي يزيد : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه وحقره وصغره" ورواه أيضاً عن غندر ويحيى القطان عن شعبة عن عمرو بن مرة عن رجل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره, ومما يتعلق بقوله تعالى: " الذين هم يراؤون " أن من عمل عملاً لله فاطلع عليه الناس فأعجبه ذلك أن هذا لا يعد رياء, والدليل على ذلك ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده, حدثنا هارون بن معروف , حدثنا مخلد بن يزيد , حدثنا سعيد بن بشير , حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أصلي فدخل علي رجل فأعجبني ذلك, فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كتب لك أجران: أجر السر وأجر العلانية".
قال أبوعلي هارون بن معروف بلغني أن ابن المبارك قال نعم الحديث للمرائين, وهذا حديث غريب من هذا الوجه, و سعيد بن بشير متوسط, وروايته عن الأعمش عزيزة,وقد رواه غيره عنه, قال أبو يعلى أيضاً: حدثنا محمد بن المثنى بن موسى , حدثنا أبو داود , حدثنا أبو سنان عن حبيب بن أبي ثابت , عن أبي صالح , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: " يا رسول الله الرجل يعمل العمل يسره, فإذا اطلع عليه أعجبه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: له أجران أجر السر وأجر العلانية". وقد رواه الترمذي عن محمد بن المثنى وابن ماجه عن بندار كلاهما عن أبي داود الطيالسي عن أبي سنان الشيباني , واسمه ضرار بن مرة , ثم قال الترمذي غريب وقد رواه الأعمش وغيره عن حبيب عن أبي صالح مرسلاً.
وقد قال أبو جعفر بن جرير : حدثني أبو كريب , حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان النحوي عن جابر الجعفي , حدثني رجل عن أبي برزة الأسلمي قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الاية "الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال: الله أكبر هذا خير لكم من أن لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته وإن تركها لم يخف ربه" فيه جابر الجعفي وهو ضعيف وشيخه مبهم لم يسم, والله أعلم. وقال ابن جرير أيضاً: حدثني زكريا بن أبان المصري , حدثنا عمرو بن طارق , حدثنا عكرمة بن إبراهيم حدثني عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال: "هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها قلت: وتأخير الصلاة عن وقتها يحتمل تركها بالكلية ويحتمل صلاتها بعد وقتها شرعاً أو تأخيرها عن أول الوقت " , وكذا رواه الحافظ أبو يعلى عن شيبان بن فروخ عن عكرمة بن إبراهيم به, ثم رواه عن أبي الربيع عن جابر عن عاصم عن مصعب عن أبيه موقوفاً: سهواً عنها حتى ضاع الوقت, وهذا أصح إسناداً وقد ضعف البيهقي رفعه وصحح وقفه وكذلك الحاكم .
وقوله تعالى: "ويمنعون الماعون" أي لا أحسنوا عبادة ربهم ولا أحسنوا إلى خلقه حتى ولا بإعارة ما ينتفع به, ويستعان به مع بقاء عينه ورجوعه إليهم, فهؤلاء لمنع الزكاة وأنواع القربات أولى وأولى, وقد قال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال علي : الماعون الزكاة, وكذا رواه السدي عن أبي صالح عن علي , وكذا روي من غير وجه عن ابن عمر , وبه يقول محمد بن الحنفية وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وعطاء وعطية العوفي, والزهري والحسن وقتادة والضحاك وابن زيد , وقال الحسن البصري : إن صلى راءى وإن فاتته لم يأس عليها ويمنع زكاة ماله وفي لفظ صدقة ماله, وقال زيد بن أسلم : هم المنافقون ظهرت الصلاة فصلوها, وضمنت الزكاة فمنعوها. وقال الأعمش وشعبة عن الحكم عن يحيى بن الخزاز أن أبا العبيدين سأل عبد الله بن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر. وقال المسعودي عن سلمة بن كهيل عن أبي العبيدين أنه سئل ابن مسعود عن الماعون فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدلو وأشباه ذلك.
وقال ابن جرير : حدثني محمد بن عبيد المحاربي , حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي العبيدين وسعد بن عياض عن عبد الله قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن الماعون الدلو والفأس والقدر لا يستغنى عنهن, وحدثنا خلاد بن أسلم , أخبرنا النضر بن شميل , أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت سعد بن عياض يحدث عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثله وقال الأعمش عن إبراهيم عن الحارث بن سويد عن عبد الله أنه سئل عن الماعون فقال: ما يتعاوره الناس بينهم الفأس والدلو وشبهه وقال ابن جرير : حدثنا عمرو بن علي الفلاس , حدثنا أبو داود الطيالسي , حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله قال: كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن نقول منع الماعون منع الدلو وأشباه ذلك.
وقد رواه أبو داود والنسائي عن قتيبة عن أبي عوانة بإسناده نحوه ولفظ النسائي عن عبد الله قال: كل معروف صدقة, وكنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: الماعون العواري القدر والميزان والدلو. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس "ويمنعون الماعون" يعني متاع البيت, وكذا قال مجاهد وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وأبو مالك وغير واحد إنها العارية للأمتعة, وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس "ويمنعون الماعون" قال: لم يجىء أهلها بعد: وقال العوفي عن ابن عباس "ويمنعون الماعون" قال: اختلف الناس في ذلك فمنهم من قال يمنعون الزكاة, ومنهم من قال يمنعون الطاعة, ومنهم من قال يمنعون العارية, رواه ابن جرير ثم روي عن يعقوب بن إبراهيم عن ابن علية عن ليث بن أبي سليم عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي : الماعون منع الناس الفأس والقدر والدلو, وقال عكرمة رأس الماعون زكاة المال وأدناه المنخل والدلو والإبرة, رواه ابن أبي حاتم وهذا الذي قاله عكرمة حسن, فإنه يشمل الأقوال كلها وترجع كلها إلى شيء واحد, وهو ترك المعاونة بمال أو منفعة, ولهذا قال محمد بن كعب "ويمنعون الماعون" قال: المعروف. ولهذا جاء في الحديث "كل معروف صدقة".
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج , حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن الزهري "ويمنعون الماعون" قال بلسان قريش: المال وروى ههنا حديثاً غريباً عجيباً في إسناده ومتنه فقال: حدثنا أبي وأبو زرعة قالا, حدثنا قيس بن حفص الدارمي , حدثنا دلهم بن دهيم العجلي , حدثنا عائذ بن ربيعة النميري . حدثني قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ما تعهد إلينا ! قال: "لا تمنعوا الماعون قالوا: يا رسول الله وما الماعون ؟ قال: في الحجر وفي الحديدة وفي الماء قالوا: فأي الحديدة ؟ قال: قدوركم النحاس وحديد الفأس الذي تمتهنون به قالوا: ما الحجر ؟ قال: قدوركم الحجارة" غريب جداً ورفعه منكر, وفي إسناده من لا يعرف والله أعلم. وقد ذكر ابن الأثير في الصحابة ترجمة علي النميري فقال: روى ابن مانع بسنده إلى عامر بن ربيعة بن قيس النميري عن علي بن فلان النميري , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام ويرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون قلت: يا رسول الله ما الماعون ؟ قال :الحجر والحديد وأشباه ذلك" والله أعلم.
7- "ويمنعون الماعون". قال أكثر المفسرين: الماعون اسم لما يتعاوزه الناس بينهم: من الدلو والفأس والقدر، وما لا يمنع كالماء والملح. وقيل هو الزكاة: أي يمنعون زكاة أموالهم. وقال الزجاج: وأبو عبيد والمبرد: الماعون في الجاهلية كل ما فيه منفعة حتى الفأس والدلو والقدر والقداحة وكل ما فيه منفعة من قليل وكثير، وأنشدوا قول الأعشى:
بأجود منه بماعونه إذا ما سماؤهم لم تغم
قال الزجاج وأبو عبيد والمبرد أيضاً: والماعون في الإسلام الطاعو والزكاة، وأنشدوا قول الراعي:
أخليفة الرحمن إنا معــــشر حنفاً نسجد بكرة وأصيلاً
عرب نرى لله من أموالنــا حق الزكاة منـزلاً تنزيــلاً
قوم على الإسلام لما يمنعوا ماعونهم ويضيعوا التهليلا
وقيل الماعون الماء. قال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: الماعون الماء، وأنشدني:
تمج صبيرة الماعون صبا
والصبيرة السحاب، وقيل الماعون: هو الحق على العبد على العموم، وقيل هو المستغل من منافع الأموال، مأخوذ من المعن، وهو القليل. قال قطرب: أصل الماعون من القلة، والمعن: الشيء القليل، فسمى الله الصدقة والزكاة ونحو ذلك من المعمروف ماعوناً، لأنه قليل من كثير، وقيل هو ما لا يبخل به كالماء والملح والنار.
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس "أرأيت الذي يكذب بالدين" قال: يكذب بحكم الله "فذلك الذي يدع اليتيم" قال: يدفعه عن حقه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عنه " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال: هم المنافقون يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا، ويمنعونهم العارية بغضاً لهم، وهي الماعون. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عنه أيضاً "الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال: هم المنافقون يتركون الصلاة في السر ويصلون في العلانية. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه عن مصعب بن سعد قال: قلت لأبي: أرأيت قول الله "الذين هم عن صلاتهم ساهون" أينا لا يسهو، أينا لا يحدث نفسه؟ قال: إنه ليس ذلك، إنه إضاعة الوقت. وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في سننه عن سعد بن أبي وقاص قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله: "الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها. قال الحاكم والبيهقي: الموقوف أصح. قال ابن كثير: وهذا يعني الموقوف أصح إسناداً. قال: وقد ضعف البيهقي رفعه وصحح وقفه وكذلك الحاكم. وأخرج ابن جرير وابن مردويه قال السيوطي بسند ضعيف عن أبي برزة الأسلمي قال: "لما نزلت هذه الآية "الذين هم عن صلاتهم ساهون" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، هذه الآية خير لكم من أن يعطى كل رجل منكم جميع الدنيا، هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته، وإن تركها لم يحف ربه" وفي إسناده جابر الجعفي، وهو ضعيف وشيخه مبهم لم يسم. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: هم الذين يؤخرونها عن وقتها. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن ابن مسعود قال: كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر والفأس والميزان وما تتعاطون بينكم. وأخرج ابن مردويه عنه قال: كان المسلمون يستعيرون من المنافقين القدر والفأس وشبهه فيمنعونهم، فأنزل الله "ويمنعون الماعون" وأخرج أبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال: ما تعاون الناس بينهم الفأس والقدر والدلو وأشباهه. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن قرة بن دعموص النميري "أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله ما تعهد إلينا؟ قال: لا تمنعوا الماعون، قالوا: وما الماعون؟ قال: في الحجر والحديدة وفي الماء، قالوا: فأي الحديدة؟ قال: قدوركم النحاس وحديد الفأس الذي تمتهنون به، قالوا: وما الحجر؟ قال: قدوركم الحجارة". قال ابن كثير: غريب جداً، ورفعه منكر، وفي إسناده من لا يعرف. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن سعيد بن عياض عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: الماعون: الفأس والقدر والدلو. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي، والضياء في المختارة من طرق عن ابن عباس في الآية قال: عارية متاع البيت. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال: الماعون الزكاة المفروضة " يراؤون " بصلاتهم "ويمنعون" زكاتهم.
7- "ويمنعون الماعون"، روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: هي الزكاة، وهو قول ابن عمر، والحسن، وقتادة والضحاك.
وقال عبد الله بن مسعود: "الماعون": الفأس، والدلو، والقدر، وأشباه ذلك، وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس.
قال مجاهد: "الماعون" العارية. وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المعروفة، وأدناها عارية المتاع.
وقال محمد بن كعب والكلبي: "الماعون": المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم.
قال قطرب: أصل الماعون من القلة، تقول العرب: ما له: سعة ولا منعة، أي شيء قليل، فسمى الزكاة والصدقة والمعروف ماعوناً لأنه قليل من كثير.
وقيل: "الماعون": ما لا يحل منعه، مثل: الماء، والملح، والنار.
7-" ويمنعون الماعون " الزكاة أو ما يتعاور في العادة والفاء جزائية . والمعنى إذا كان عدم المبالاة باليتيم من ضعف الدين والموجب للذم والتوبيخ فالسهر عن الصلاة التي هي عماد الدين والرياء الذي هو شعبة من الكفر ، ومنع الزكاة التي هي قنطرة الإسلام أحق بذلك ولذلك رتب عليها الويل ، أو للسببية على معنى " فويل" لهم ، وإنما وضع المصلين موضع الضمير للدلالة على سوء معاملتهم مع الخالق والخلق .
عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة أرأيت غفر له إن كان للزكاة مؤدياً " .
7. Yet refuse small kindnesses!
7 - But refuse (to supply) (even) neighbourly needs.