[يونس : 97] وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ
97 - (ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم) فلا ينفعهم حينئذ
" ولو جاءتهم كل آية "، وموعظة وعبرة، فعاينوها، حتى يعاينوا العذاب الأليم، كما لم يؤمن فرعون وملأه إذ حقت عليهم كلمة ربك حتى عاينوا العذاب الأليم، فحينئد قال: " آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل "، [يونس: 90]، حين لم ينفعه قيله، فكذلك هؤلاء الذين حقت عليهم كلمة ربك من قومك من عبدة الأوثان وغيرهم، لا يؤمنون بك فيتبعونك، إلا في الحين الذي لا ينفعهم إيمانهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون "، قال: حق عليهم سخط الله بما عصوه.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة : " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون "، حق عليهم سخط الله بما عصوه.
"ولو جاءتهم كل آية" أنث كل على المعنى، أي ولو جاءتهم الآيات. "حتى يروا العذاب الأليم" فحينئذ يؤمنون ولا ينفعهم.
قال قتادة بن دعامة: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا أشك ولا أسأل" وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل" الاية, ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم ولهذا قال تعالى: " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " أي لا يؤمنون إيماناً ينفعهم بل حين لا ينفع نفساً إيمانها ولهذا لما دعا موسى عليه السلام على فرعون وملئه قال "ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم" كما قال تعالى: "ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون" ثم قال تعالى:
97- "ولو جاءتهم كل آية" من الآيات التكوينية والتنزيلية، فإن ذلك لا ينفعهم لأن الله سبحانه قد طبع على قلوبهم وحق منه القول عليهم "حتى يروا العذاب" فيقع منهم ما صورته صورة الإيمان وليس بإيمان، ولا يترتب عليه شيء من أحكامه.
97-"ولو جاءتهم كل آية"، دلالة، "حتى يروا العذاب الأليم"، قال الأخفش: أنث فعل "كل" لأنه مضاف إلى المؤنث وهي قوله: "آية" ولفظ "كل" للمذكر والمؤنث سواء.
97."ولو جاءتهم كل آية"فإن السبب الأصلي لإيمانهم وهو تعلق إرادة الله تعالى به مفقود ." حتى يروا العذاب الأليم " وحينئذ لا ينفعهم كما لا ينفع فرعون .
97. Though every token come unto them, till they see the painful doom.
97 - Even if very sign was brought unto them, until they see (for themselves) the penalty grievous.