[يونس : 96] إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ
96 - (إن الذين حقت) وجبت (عليهم كلمة ربك) بالعذاب (لا يؤمنون)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إن الذين وجبت عليهم، يا محمد، " كلمة ربك "، هي لعنته إياهم بقوله: " ألا لعنة الله على الظالمين "، [هود: 18]، فثبتت عليهم.
يقال منه: ((حق على فلان كذا يحق عليه))، إذا ثبت ذلك عليه ووجب.
وقوله: " لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية "، يقول: لا يصدقون بحجج الله، ولا يقرون بوحدانية ربهم، ولا بأنك لله رسول،
قوله تعالى: "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون" تقدم القول فيه في هذه السورة. قال قتادة: أي الذين حق عليهم غضب الله وسخطه بمعصيتهم لا يؤمنون.
قال قتادة بن دعامة: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا أشك ولا أسأل" وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلى الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى: "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل" الاية, ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم ولهذا قال تعالى: " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " أي لا يؤمنون إيماناً ينفعهم بل حين لا ينفع نفساً إيمانها ولهذا لما دعا موسى عليه السلام على فرعون وملئه قال "ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم" كما قال تعالى: "ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون" ثم قال تعالى:
قوله: 96- "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون" قد تقدم مثله في هذه السورة، والمعنى: أنه حق عليهم قضاء الله وقدره بأنهم يصرون على الكفر ويموتون عليه لا يقع منهم الإيمان بحال من الأحوال، وإن وقع منهم ما صورته صورة الإيمان كمن يؤمن منهم عند معاينة العذاب فهو في حكم العدم.
96-قوله تعالى: "إن الذين حقت عليهم"ن وجبت عليهم، "كلمة ربك"، قيل: لعنته. وقال قتادة سخط الله. وقيل: الكلمة هي قوله: هؤلاء في النار ولا أبالي. "لا يؤمنون".
96."إن الذين حقت عليهم"ثبتت عليهم ."كلمة ربك"بأنهم يموتون على الكفر ويخلدون في العذاب ."لا يؤمنون"إذ لا يكذب كلامه ولا ينتقض فضاؤه.
96. Lo! those for whom the word of thy Lord (concerning sinners) hath effect will not believe,
96 - Those against whom the word of thy Lord hath been verified would not believe