[يونس : 8] أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
8 - (أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) من الشرك والمعاصي
" أولئك مأواهم النار "، يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين هذه صفتهم، " مأواهم "، مصيرهم إلى النار نار جهنم في الآخرة، " بما كانوا يكسبون "، في الدنيا من الآثام والأجرام، ويجترحون من السيئات.
والعرب تقول: ((فلان لا يرجو فلاناً))، إذا كان لا يخافه، ومنه قول الله جل ثناؤه: " ما لكم لا ترجون لله وقارا "، [نوح: 13]، ومنه قول أبي ذؤيب:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : " واطمأنوا بها "، قال: هو مثل قوله: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها " [هود: 15].
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها "، قال: هو مثل قوله: " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها " [هود: 15].
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة : قوله " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون "، قال: إذا شئت رأيت صاحب دنيا، لها يفرح، ولها يحزن، ولها يسخط، ولها يرضى.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها "، الآية كلها، قال: هؤلاء أهل الكفر. ثم قال: " أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ".
"أولئك مأواهم" أي مثواهم ومقامهم. "النار بما كانوا يكسبون" أي من الكفر والتكذيب.
يقول تعالى مخبراً عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة ولا يرجون في لقائه شيئاً ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت إليها نفوسهم. قال الحسن: والله ما زينوها ولا رفعوها حتى رضوا بها وهم غافلون عن آيات الله الكونية فلا يتفكرون فيها والشرعية فلا يأتمرون بها فإن مأواهم يوم معادهم النار جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الاثام والخطايا والإجرام مع ما هم فيه من الكفر بالله ورسوله واليوم الاخر.
8- "أولئك مأواهم" أي مثواهم ومكان إقامتهم النار، والإشارة إلى المتصفين بالصفات السابقة من عدم الرجاء، وحصول الرضا والاطمئنان، والغفلة "بما كانوا يكسبون" أي بسبب ما كانوا يكسبون من الكفر والتكذيب بالمعاد فهذا حال الذين لا يؤمنون بالمعاد.
8-"أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون"، من الكفر والتكذيب.
8."أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون "بما واظبوا عليه وتمرنوا به من المعاصي.
8. Their home will be the Fire because of what they used to earn.
8 - Their abode is the fire, because of the (evil) they earned.